نيقوسيا: تزامناً مع تبادل إطلاق نار شهدته العاصمة اللبنانيّة مساء السبت، نشرت وسائل إعلام محليّة فيديو يظهر شبابا يبدو أنهم من أنصار حزب الله وحركة أمل الشيعيّين ينتزعون لافتة مؤيدة لرئيس الوزراء السابق السنّي سعد الحريري على وقع هتافات "بيروت صارت شيعيّة". لكنّ المقطع ليس حديث العهد بل يصوّر أحداثاً وقعت إثر الانتخابات التشريعية عام 2018.

يظهر في المقطع حشد من الشبّان على درّاجات ناريّة حاملين أعلام حزب الله وحركة أمل وهم يهتفون "بيروت صارت شيعيّة"، ثمّ ينتزعون لافتة عليها صورة الزعيم السني سعد الحريري ووالده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

ونشرت الفيديو قناة "إم تي في" اللبنانيّة ثم حذفته (نسخة مؤرشفة)، كما نقلته مواقع أخرى (2،1).

وحمل الخبر عنوان "بالفيديو: بيروت صارت شيعيّة" وجاء في النصّ المرافق له "في وقت اندلعت اشتباكات في عددٍ من شوارع العاصمة هذه الليلة، انتشر فيديو لمناصرين لحزب الله ينزعون لافتة في بيروت حملت صورتي الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، هاتفين بيروت صارت شيعيّة".

تبادل إطلاق نار في بيروت
انتشر الفيديو تزامناً مع إطلاق نار شهدته بيروت مساء السبت بين سكان منطقة ذات غالبية سنية هي معقل الحريري، وسكان منطقة مجاورة ذات غالبية شيعية هي معقل لحركة أمل، إضافة إلى توتر بين منطقة ذات غالبية شيعية وأخرى ذات غالبية مسيحية.

وانتشر الجيش اللبناني وعمل على إعادة الهدوء وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

وأصيب 48 شخصا بجروح بينهم 37 جرت معالجتهم في موقع الأحداث، بحسب الصليب الأحمر اللبناني.

ونددت عدة جهات سياسية ودينية رفيعة، من بينها الحريري وحزب الله، بهتافات طائفيّة أطلقت أثناء هذه التوترات ولاسيما ما تعرّض منها لعائشة زوجة النبي محمد، الأمر الذي أثار توتراً في طرابلس بشمال لبنان، أدى إلى اشتباك مع القوى الأمنية، بحسب مراسلة وكالة فرانس برس.

وجاءت هذه الاضطرابات عقب تظاهرات مطلبية وسياسية دعت إليها مجموعات سياسية ومدنيّة مختلفة ومتعدّدة الاتجاهات في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة الحادّة، احتجاجا على أداء السلطات العاجزة عن وضع حدّ للانهيار الاقتصادي المتسارع.

ورفعت بعض المجموعات عناوين خلافية في طليعتها نزع سلاح حزب الله، وهو شعار لم تتطرق له غالبية مجموعات الحراك الشعبي غير المسبوق الذي يشهده لبنان منذ نحو ثمانية أشهر، ما أثار توترا مع أنصار الحزب الذين قدموا من حي قريب وهم يهتفون "شيعة شيعة".

وكثيراً ما تترافق التوترات السياسية في لبنان مع إطلاق هتافات طائفية من مناصري الأحزاب والقوى السياسية، لكن هذه الأحزاب والمرجعيات الطائفية غالباً ما تدين هذا النوع من الهتافات.

فيديو منشور عام 2018
إلا أن الفيديو لا علاقة له بالاشكالات الأخيرة. فأرشد البحث عبر محرّك غوغل باستخدام "بيروت صارت شيعيّة"، إلى الفيديو نفسه منشوراً على يوتيوب وفي حسابات عدّة على مواقع التواصل وفي مواقع إخباريّة.

وتوضح النصوص المرافقة له أنّه التقط في السابع من أيّار/مايو 2018 غداة انتخابات برلمانيّة نال فيها حزب الله وحلفاؤه العدد الأكبر من المقاعد.

واستنكرت القيادات الشيعية نفسها في ذلك الحين رفع ذلك الشعار.