قال أعلى ضابط شرطة بريطاني رتبة من أصول آسيوية، إن الجثو على الركبة كانت رمزا قويا للأمل، لكن حان الوقت الآن "الوقوف ضد العنصرية" بصرامة.

وقال مساعد مفوض الشرطة العام، رئيس مكافحة الإرهاب نيل باسو قال أكبر ضابط شرطة آسيوي بريطاني، يوم الأربعاء، إن بريطانيا تطفح بـ "التحيز العنصري" الذي "هو مدمّج بشكل قوي وملحوظ في نسيج مؤسساتنا ومجتمعنا".

جاء كلام الضابط الأمني الكبير، وهو هندي الأصل، في رسالة إلى جميع ضباط سكوتلانديار في المملكة المتحدة تحدث فيها عن "التفاوت الكبير بين الرجال السود في نظام العدالة الجنائية".

ركوع

وتأتي رسالة باسو بعد أيام فقط من تعليمات رئيسه مفوضية شرطة العاصمة كريسيدا ديك للضباط بعدم الركوع أثناء الاحتجاجات، حيث صار الركوع رمزًا للتضامن مع المتظاهرين في الولايات المتحدة بعد وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود ركع ضابط شرطة أبيض في مدينة مينيابوليس على رقبته حتى فارق الحياة في 25 مايو.

وكتب باسو: "كانت ركعة الركبة رمزًا قويًا للتحدي والأمل، وقد تأثرت لرؤية بعض ضباطنا يفعلون ذلك. لكني شخصياً أرى أن هذا هو الوقت المناسب للوقوف - الوقوف ضد العنصرية، وعدم المساواة والظلم".

وقالت صحيفة (ديلي ميل) إن أكثر من 600 ضابط ناقشوا رسالة السيد باسو في منتدى داخلي، مع اعتراض عدد من الضباط الكبار مثل المشرفين على الإيماءة بسؤال أحدهم: "ما علاقة ذلك بنا في بريطانيا؟".

موقف كريسيدا

لكن الليدي كريسيدا رئيسة مفوضة شرطة العاصمة لندن، قالت: "إنها لن تركع، وقد طلبت من الضباط عدم القيام بذلك. مهمتنا هي الشرطة، أنا أرى أنه في الحياة الخاصة أو في بعض المواقف الأخرى قد يكون شيء ما يريد شخص ما القيام به - أنا أفهم ذلك تمامًا - ولكن ليس عندما تقوم بمراقبة الاحتجاج كشرطة".

وقالت لراديو LBC: "رأيت الضباط يركعون على التلفزيون في غرفة التحكم لدينا وفهمت - على الرغم من أنني لم أكن بالقرب منهم - لماذا ربما فعلوا ذلك".

وأضافت الليدي كريسيدا: "ومع ذلك، في حالة النظام العام وعندما تكون حشدًا من رجال الشرطة، وعندما تكون في موقف مهني وتنفذ مهمة، ومهما كان الموقف صادقا، فقد قلت أنني لا أعتقد أنه من المحتمل أن يكون الوضع آمنًا، ليس من الصواب أن تمارس الركوع من أجل جمهورنا لأنك تحاول الحفاظ على سلامتك، وكذلك المتظاهرين الذين تحاول الحفاظ عليهم بأمان، وزملائك، ونفسك".

وقال مساعد مفوض عام الشرطة باسو أمس إن أفراد الأقليات السود والآسيويين والأقليات العرقية "تأثروا بشكل غير متناسب بالطريقة التي اتبعناها في قواعد الإغلاق" بعد أن أظهر التحليل أن الأشخاص من مجتمع الأقليات العرقية في إنكلترا كانوا أكثر عرضة للغرامة بنسبة 54 في المائة من البيض بسبب خرقهم للإغلاق الكامل.

تحيز عرقي

وكتب في رسالته: "ما نشهده في أميركا، وهنا في المملكة المتحدة أيضًا، يتم توجيه الغضب ليس فقط إلى وحشية الشرطة ولكن أيضًا التحيز العرقي الذي بني في نسيج مؤسساتنا ومجتمعنا - ربما يتضح بشكل أفضل في المملكة المتحدة من خلال التفاوت الهائل في الشبان السود في نظام العدالة الجنائية".

وأضاف باسو: وفي الوقت نفسه، تصف التقارير الأخيرة كيف أن مجتمعات الأقليات ليس فقط أكثر عرضة للوفاة نتيجة لفيروس Covid- 19، فقد تأثرت أيضًا بشكل غير متناسب بالطريقة التي قمنا بها بقواعد الإغلاق.

وقال: "يُلاحظ هذا التفاوت في التعليم والصحة في مكان العمل - إنه في كل مكان وهي تجربة معيشية يومية للكثيرين. لذا دعونا نلقي نظرة على الغضب المشروع الذي يظهر نفسه الآن بطرق مختلفة وبدقة".

وختمت رسالة باسو: "نعم بعض الناس يتصرفون بشكل سيئ، نعم أقلية صغيرة ليست أكثر من الانتهازيين الإجراميين، ولكن الغالبية العظمى تظهر تضامنا مع جورج فلويد في احتجاجاتهم"