نصر المجالي: تعهد أعضاء الكشافة السابقون والسكان المحليون في مدينة بورنموث الساحلية البريطانية، بالدفاع عن التمثال البحري لروبرت بادن-باول مؤسس حركة الكشافة العالمية الذي يطالب أنصار حركة "حياة السود مهمة" بإزالته.

ويصف محتجو الحركة التي تصاعدت تحركاتها في الشوارع البريطانية منذ مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد تحت ركبة شرطي أميركي أبيض قبل أكثر من أسبوع، المطالبون بإزالة أكثر من 80 معلما تاريخيا في بريطانيا، مؤسس حركة الكشافة اللورد باول بالعنصرية ورهاب المثليين وداعم للنازيين وكاره للشيوعيين.

وقالت رئيسة مجلس بلدي بورنموث وكريستشيرش وبول (BCP) فيكي سليد، وهي من الحزب الديمقراطي الليبرالي، إن التمثال في منطقة "بول كواي" المواجه لجزيرة براونسي حيث أقيم المخيم الكشفي الأول في عام 1907 ستتم إزالته على الفور ووضعه في "تخزين آمن".

وتصاعدت موجة غضب بشأن خطة إزالة التمثال اليوم الخميس، وتقود المواجهة الغاضبة ملكة الكشافة السابقة لين بانيستر (79 عامًا)، التي وقفت لحراسة التمثال، وأعلنت صباح اليوم: "إذا أرادوا أن يهدموا هذا ، فسيكون عليهم أن يوقعوني أولاً ''.

وأضافت في تصريحات لبرنامج ((ITV News: "إنه مجنون تمامًا. من يدعو الى إزالة التمثال؟ سأقاتلهم. أنا غاضبة للغاية -ولا اتظاهر بذلك، لقد استمتعت كثيرا بسبب التمثال في حياتي".

وقالت بانيستر: "إن تمثال بادن باول هو السبب في أنني ما زلت هنا، ولا يجب إزالة المتعة التي يمنحها للعديد من الناس، وسوف أقاومهم".

خطأ كبير

ومن جهته، غرد النائب في مجلس العموم من حزب المحافظين كونور بيرنز في وقت سابق قائلا: "إن إزالة تمثال اللورد بادن باول من بول خطأ كبير في الحكم". وتساءل: "هل نترك الغوغاء يحكمون الشوارع؟".

وكان مجلس بلدي بورنموث وكريستشيرش وبول (BCP)، الذي يديره تحالف من أعضاء أحزاب الليبرالي الديموقراطي والعمال والخضر والمستقلين اتخذ قرار إزالة تمثال مؤسسة حركة الكشافة بعد أن نصحتهم شرطة منطقة دورست Dorset بإزالته "لتقليل خطر أي اضطراب عام أو سلوك معادٍ للمجتمع" بعد الفوضى في بريستول عندما تم هدم برونزية تاجر الرقيق إدوارد كولستون يوم الأحد الماضي.

وقال المستشار سليد رئيس المجلس البلدي: "في حين اشتهر بإنشاء الكشافة، فإننا ندرك أيضًا أن هناك بعض جوانب حياة روبرت بادن باول التي تعتبر أقل جدارة بالذكرى. لذلك، نقوم بإزالة التمثال حتى نتمكن من إشراك جميع المجتمعات والمجموعات ذات الصلة بشكل صحيح في المناقشات حول مستقبله، بما في ذلك ما إذا كان تقديم عرض تعليمي أكثر لحياته في مكان مختلف قد يكون أكثر ملاءمة".

تكريم قبل 12 عاماً

يشار إلى أنه كان تم تكريم اللورد بادن باول بتمثال في بول قبل 12 عامًا لأنه أسس الحركة الكشفية العالمية التي ساعدت عشرات الملايين من الأطفال - ويتطلع النصب البرونزي إلى جزيرة براونسي، حيث أقام أول معسكر كشفي في عام 1907.

وكان بادن باول أصبح بطلا قوميا بريطانيا خلال حرب البوير الثانية في جنوب أفريقيا للدفاع عن بلدة حامية لمدة 217 يوما من 5000 جندي من البوير - ولكن بعد وفاته في عام 1941 وصفه بعض المؤرخين الحديثين بـ"العنصرية" لأنه جوّع السكان المحليين حتى يتمكن من إطعام جنوده.

وكان بادن باول مؤسس الحركة الكشفية حيث يوجد حاليًا أكثر من 54 مليون كشاف في العالم وتعمل في كل دولة تقريبًا على وجه الأرض لتعزيز التسامح والتضامن العالمي من أشد منتقدي الاستمناء والشذوذ الجنسي، حيث يربط داعميهما بالتشتيت الجنسي والأخلاقي.