أسامة مهدي: انطلقت في بغداد اليوم الجولة الاولى من الحوار الاستراتيجي العراقي الاميركي للاتفاق على شكل وطبيعة علاقات البلدين خلال المرحلة المقبلة ومناقشة مصير القوات الاميركية في العراق التي تضغط القوى العراقية الموالية لإيران للتوصل الى اتفاق على سحبها من البلاد، فقد حصلت "إيلاف" على نص جدول اعمال الجلسة الاولى للحوار والقضايا التي ستتم مناقشتها.

ونشرت واشنطن اليوم جدول اعمال الحوار العراقي الاميركي الذي انطلق عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب مرض كورونا ويستمر ساعتين ضمن 5 فقرات هي :التقديم وكلمات الترحيب (30 دقيقة) ونقاش امني يديره الجانب الاميركي (30 دقيقة) ونقاش اقتصادي يديره الجانب العراقي (30 دقيقة) ونقاش سياسي يديره الجانب الاميركي (20 دقيقة) ثم نقاش ثقافي يديره الجانب العراقي (10 دقائق).

وتتضمن الجلسة الافتتاحية كلمة رئيس الوفد الاميركي ديفيد هيل ثم كلمة لرئيس الوفد العراقي.. أما النقاش الامني فسيتضمن تواجد القوات الاميركية في العراق ومواطن القلق الامني للولايات المتحدة وسيقوم الجانب العراقي بالاجابة على ذلك.

أما النقاش الاقتصادي فسيشرح فيه الوفد العراقي الوضع الاقتصادي للبلاد والخطط لمواجهة الازمة المالية وكذلك خططه للاستقلال في مجال الطاقة، حيث سيشدد الوفد الاميركي على اهمية الاصلاح الاقتصادي وعرض مساعدة العراق لتحقيق اهدافه في مجالي الاقتصاد والطاقة.

وخلال جلسة النقاش السياسي سيثير الوفد الاميركي موضوع الانتخابات العراقية المبكرة والعدالة لضحايا المتظاهرات بسبب العنف والامور الانسانية، حيث سيقدم الوفد العراقي افكاره في مجالي الاقتصاد والطاقة.. فيما سيتناول النقاش الثقافي اعادة بعض الاثار العراقية في اميركا والتمديد لبرنامج التبادل حيث ستوافق الولايات المتحدة على اعادة ارشيف حزب البعث وطرق تمديد برنامج التداول.

والأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التزام بلاده ودول التحالف بدعم العراق من اجل تعاف فوري لأزمته المالية وعملها على انجاح حكومته من اجل هزيمة دعش.

وأعرب الوزير الأميركي عن تطلعه إلى "تعميق الشراكة مع الشعب والحكومة العراقية من خلال سلسلة من المناقشات ولا سيما من خلال الحوار الاستراتيجي الحالي بين العراق والولايات المتحدة".

وفدا البلدين

ويضم وفدا البلدين في الحوار الذي يجري عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب وباء كورونا مسؤولين عن مختلف القطاعات في البلدين حيث يتكون الوفد العراقي من 21 عضوا يمثلون وزارات النفط والدفاع والداخلية والمالية والتعليم والصحة والبنك المركزي يقودهم خمسة مفاوضين هم: عبد الكريم هاشم مستشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للعلاقات الخارجية رئيسا وحارث حسن مساعدا له اضافة الى لقمان الفيلي وفريد ياسين وحامد خلف.

أما الفريق الاميركي المفاوض فيضم كلا من ديڤد هَيْل نائب وزير الخارجية وديڤد شنكر مساعد الوزير و فرانسس فانون مساعد الوزير وجوِي هود نائب مساعد الوزير و ديڤد كوپلي نائب مساعد الوزير وماثيو تولرالسفير الاميركي في العراق.

قضايا عدة على طاولة الحوار

ومن المنتظر أن يتناول الحوار الاستراتيجي أيضا مصير اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008 والتي مهدت لخروج القوات الأميركية من العراق نهاية عام 2011 بعد ثماني سنوات من الاحتلال كما رسمت طبيعة العلاقات بين البلدين سياسيا وإقتصاديا وثقافيا وتعليميا وعلميا وأمنيا بهدف التغلب على التحديات التي تواجهها علاقات البلدين إضافة الى مصير القوات الأميركية في العراق حيث تضغط إيران على حلفائها العراقيين للعمل على إخراجها من البلاد.

وقد تم تقسيم فرق التفاوض العراقية الاميركية الى ثلاث فئات فريق تفاوض سياسي وآخر تفاوض عسكري وثالث تفاوض اقتصادي من أجل تحقيق توازن بين قوتين المتنافستين الولايات المتحدة وإيران وابعاد جعل العراق ساحة للنزاع بينهما.

تنفيذ قرار البرلمان العراقي حول الانسحاب

وكان البرلمان العراقي قد صوت في الخامس من ينايرالماضي على قرار يطالب بموجبه الحكومة بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد وذلك بعد يومين من اغتيال طائرة أميركية مسيرة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد.

وتشير مصادر عراقية إلى أن إيران ووكلاءها في العراق يترقبون نتائج الحوار وما سيتمخض عنه خاصة وان لطهران دورا كبيرا في التأثير على الجانب العراقي من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تمر به من اضطرابات اقتصادية أنهكتها بشكل كبير وأسهمت في موجة احتجاجات كبيرة في الداخل، فضلاً عن تقليص نفوذها في الخارج.