أسامة مهدي: كشف الكاظمي عن مخطط استهدف اغتياله معتبراً أنه شهيد حي وأوضح أن حكومته لن تمتد لأكثر من سنة ونصف وستسلم بعدها المسؤولية لمن يفوز في الانتخابات مؤكداً أنه لم يتولَ رئاسة الحكومة ليكون صاحب مشروع سياسي وقدم صورة سوداوية للوضع الاقتصادي.. بينما رد عليه علاوي نافيا اتهاماته له بطلب حقيبة الدفاع وتعيين ابنته مستشارة في رئاسة الوزراء.

وخلال مؤتمر صحافي في بغداد استغرق 42 دقيقة وزع مكتبه الاعلامي مساء أمس تسجيلاً كاملاً له تابعته "إيلاف" أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه زار الموصل الاربعاء الماضي لمناسبة الذكرى السادسة لاحتلالها من قبل تنظيم داعش رغم تلقيه تقارير أمنية تفيد بوجود مخطط لاغتياله.. وشدد بالقول "لست خائفاً بل اعتبر نفسي شهيداً حياً وأخاف فقط من ضميري لأن الله أنعم علي بالشجاعة وخدمة الشعب العراقي تستحق خوض هذه التجربة مرة أخرى". وخاطب الكاظمي ناقديه "أقول لمن يريد إسقاط الحكومة لا تتعب نفسك نحن باقون من أجل الإصلاح بمساعدة الشعب العراقي".

واعتبر أن مدينة الموصل الشمالية سقطت بيد تنظيم داعش في العاشر من يونيو عام 2014 بسبب سوء الإدارة وأخطاء السياسيين ومن أدار العراق انذاك في اشارة الى رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وقتها نوري المالكي متهماً من ضيعوا المدينة وسمحوا لداعش بالسيطرة على ثلث العراق بالوقوف وراء المزايدات السياسية.

وقال إن على من يقفون وراء هذه المزايدات ان يتركوا، إنه لا يخاف وليس لديه طموح سياسي لكنه يحتاج إلى دعم الشعب لإعادة بناء الدولة. واوضح بالقول "لقد اعتمدت مبدأ المصارحة ولا أنوي الفوز في الانتخابات عبر الوعود بالتعيينات والمشاريع فليس لدي طموح انتخابي قادم". وشدد بالقول " أرفض المزايدات السياسية من البعض لاسيما وأن عمر حكومتي الحقيقي أسبوع واحد".

وبين أن حكومته لن تمتد لأكثر من سنة أو سنة ونصف وستسلم بعدها المسؤولية لمن يفوز في الانتخابات.. مؤكدا انه لم يتول رئاسة الحكومة ليكون صاحب مشروع سياسي.

الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي

وفي ما يخص الحوار العراقي الاميركي الاستراتيجي الذي انطلق مساء أمس، أشار الكاظمي الى أن هذا الحوار سيعتمد على رأي المرجعية الدينية العليا والبرلمان وحاجة العراق.. وقال إن "حوارنا مع واشنطن هو امتداد لحوار عام 2008 وسيعتمد مبدأ السيادة أولا وثانياً وثالثاً". وأكد بالقول "سنعطي أهمية للحوار مع أميركا وسنقول كفى للحروب والشعارات لاننا نريد للعراق ان يكون ساحة للسلام وليس للصراع".

وأعلن الكاظمي عن تأسيس خلية مع وزير المالية للاصلاح المالي والاداري حيث سيتم اتخاذ اجراءات اصلاحية قريبا تخص الوضعين، منوها الى ان العراق يعاني من سوء تخطيط "حيث لايوجد اي اقتصاد لدينا ودليل ذلك ان مشروع صدر القناة بلغت كلفته اكثر من مليار دولار والان هو عبارة عن مكب للنفايات".
وعن استقطاعات رواتب المتقاعدين والضجة التي اثيرت حولها، اوضح أن "من روج لهذا الموضوع يهدف الى اسقاط الحكومة لاسيما وأن 73% من المتقاعدين استلموا رواتب كاملة اما الباقون فستتم اعادة ما تم استقطاعه منهم خلال الايام المقبلة".

وبين أن رواتب المتقاعدين لن يتم المساس بها لكن تم تأجيل الدفع الكامل لها بمقدار 50 ألف دينار (40 دولارا)، وسيتم تسديدها خلال هذين اليومين أو في الشهر المقبل.

فيديو المؤتمر الصحافي للكاظمي:

واشار رئيس الوزراء الى ان هدف حكومته هو الوصول الى انتخابات نزيهة وحماية الاقتصاد من الانهيار، فضلا عن حفظ هيبة الدولة ودعم القطاع الخاص الذي يمثل الأساس في بناء العراق.

اقتصاد منهار

وقال الكاظمي إنه تسلم رئاسة الحكومة في ظروف غير طبيعية ووضع اقتصاد منهار وتدهور أسعار النفط وأزمة كورونا وطلبات اجتماعية.. مؤكدا انه ليس سعيدا بالمنصب "لكن ما جعلني أوافق على تسلمه هو صورة لنساء في الرميثة بمحافظة المثنى الجنوبية وهن يقفن في طابور طويل للحصول على الطعام، حيث تمنيت أن تنشق الأرض وتبلعني عندما رأيت هذه الصورة وشعرت بالخجل من الحرمان الذي تعاني منه محافظات الجنوب".

وحذر من أن العراق أمام تحد حقيقي والوضع يتطلب اتخاذ إجراءات حقيقية بعيداً عن المجاملة لأن الدولة العراقية متعبة بالترهل الوظيفي بوجود 4 ملايين موظف في بلد عدد سكانه 40 مليون نسمة وعدد موظفي وزارة واحدة أكبر من عدد سكان دولة صغيرة لأنه في كل انتخابات هنالك حملة لتعيين موظفين جدد.

وأضاف أن الإصلاحات التي يتخذها يتضرر منها الفاسدون، مؤكداً أنه سيعلن حرباً على الفساد سيتم تحديد وقتها "وهذا سيغضب عدداً من الكتل السياسية وحتى الصديقة منها لكننا سنبني البلد بالصدق وليس بالأكاذيب ولن نفرط بسيادة العراق".

واشار الكاظمي الى ان حكومته تستند الى ثلاثة مفاصل هي: الوصول لانتخابات نزيهة وحماية الاقتصاد العراقي والحفاظ على هيبة الدولة والأمن فيها.

أياد علاوي يرد على اتهامات الكاظمي

ورد رئيس ائتلاف الوطنية العراقية أياد علاوي على اتهامات للكاظمي قال فيها إن موقف علاوي العدائي منه كان بسبب رفضه طلبه لحقيبة الدفاع وتعيين ابنته مستشارة في مجلس الوزراء بالقول إنها مجرد افتراءات.

سارة أياد علاوي

وقال مكتب علاوي في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الجمعة "اننا نذكر السيد الكاظمي انه هو من بادر وطلب من الدكتور علاوي ترشيح شخصيات وطنية لوزارته وان علاوي تمسك بمطلب واحد فقط تمثل باشراك النقابات والاتحادات والمتظاهرين وضرب مثلاً بان يكون نقيب المحامين وزيراً للعدل، اما في ما يخص وزارة الدفاع فإن كاظمي هو الذي طلب من الدكتور اياد علاوي ان يرشح له شخصيات كفوءة للمنصب، وفعلا تم ترشيح الاخ فيصل فنر الفيصل الذي عاد الى العراق بناءً على طلب زعيم ائتلاف الوطنية بعد ان كان في زيارة لعائلته في دولة الامارات العربية المتحدة، وقد التقى به كاظمي وحظي بتأييده لكنه انقلب عليه في اللحظات الاخيرة لاسباب ما زالت مجهولة عندنا".

وأضاف المكتب أن الكاظمي طلب أيضا ترشيح شخصية لوزارة الاتصالات، وقد تم ترشيح رئيس كتلة الوطنية البرلمانية كاظم الشمري للمنصب وقبل ارسال كتاب ترشيحه، قام الكاظمي بترشيح اسمٍ آخر لتولي الوزارة، وبالاضافة الى ذلك كله كان قد طلب ترشيح اسمين آخرين لمناصب أخرى".

وعن طلب علاوي تعيين ابنته (سارة)، قال المكتب ان هذا افتراء آخر "اذ لم يحدث سوى ان الدكتور علاوي اخبر كاظمي بانها مهتمة بالعمل السياسي وتتحرك دون حمايات وهو ما يدفعه للخوف عليها وهو لا يمتلك فصيلاً مسلحاً ولا نعرف من الذي املى على الكاظمي السيناريو الذي اختلقه امام وسائل الاعلام وهذه الطريقة في التجني على الاخرين وانتهاك القيم".

وأشار المكتب إلى أن خصومة علاوي مع الكاظمي قد اصبحت "خصومتين، سياسية وعائلية، وهو ما على كاظمي ان يعيه، فالخصومة اصبحت سياسية وعائلية".

وأوضح أن علاوي قد دعم ترشيح كاظمي بتوافق مع مسعود بارزاني وبرهم صالح وكان الظن ان ينصرف لمعالجة الانحرافات التي تشهدها العملية السياسية وتحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين ومحاكمة قتلة المتظاهرين والتهيئة للانتخابات المبكرة ولم يكن بظننا ان يشغلنا بالادعاءات الباطلة والقرارات المتخبطة التي مس اخرها شريحة المتقاعدين".

وكان الكاظمي قد كشف أمس عن سبب خلافه مع علاوي معلناً أن رئيس ائتلاف الوطنية قد طلب منه منصب وزير الدفاع وتعيين ابنته مستشارة لرئيس الوزراء، لكنه اعتذر عن ذلك منوها إلى أنه لو تم سؤاله عن ذلك فإنه سيقول "ما ادري" أي لا علم لي بذلك في كلمات تهكمية.

وكان علاوي قال لدى تكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة أنه كان من أول الذين رشحونه للمنصب لكنه انقلب عليه خلال مشاورات اختيار الوزراء واخذ يهاجمه خاصة حول "عدم الاقتصاص من قتلة المحتجين".