إيلاف: يبحث وزير الخارجية الكويتي في بغداد اليوم مع الرئاسات العراقية الثلاث ونظيره فؤاد حسين معالجة ما تبقى من ملف التعويضات العراقية للكويت عن غزوها وتنفيذ مقررات مؤتمر الكويت لاعادة اعمار العراق ولربط الكهربائي بين البلدين وامكانية تقديم الكويت دعما ماليا للعراق لتجاوز ازمته المالية الحالية، اضافة الى سبل مواجهة التحديات المشتركة.

ووصل وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح الى بغداد الاحد في زيارة رسمية هي الاولى لمسؤول كويتي الى العراق بعد تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية في السابع من الشهر الماضي.

قال الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن الوزير الكويتي سيبحث خلال زيارته هذه مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي والرئيس العراقي برهم صالح ومع نظيره العراقي فؤاد حسين تطوير علاقات البلدين والاوضاع في المنطقة، اضافة الى مناقشة التحديات المشتركة وسبل مواجهتها من خلال التنسيق بينهما.

وعلمت "إيلاف" ان قضايا الربط الكهربائي بين العراق والكويت وامكانية تقديم الكويت دعما ماليا للعراق لتجاوز ازمته المالية الخانقة الحالية بسبب تدهور اسعار النفط العالمية وانتشار وباء كورونا اضافة الى امكانية إعادة جدولة الدفوعات المستحقة على العراق لصندوق التعويضات نتيجة غزوه للكويت عام 1990 وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدوليّ على أن يدفعها العراق لاحقاً ستكون على رأس الملفات التي سيناقشها الوزير الكويتي مع محاوريه العراقيين، اضافة الى تشجيع الاستثمار الكويتيّ في العراق ليشمل القطاعات التجاريّة والصناعيّة وتطويرالبنى التحتيّة للمحطات الكهربائية وتفعيل وتسريع مدّ شبكة الكهرباء العراقية مع دول الخليج.

وكان مجلس الامن الدولي قد قرر على خلفية الغزو العراقي للكويت في صيف عام 1990 ان تدفع بغداد مبلغ 52,4 مليار دولار لأفراد وشركات وأجهزة حكومية كويتية ومنظمات وعاملين اجانب تضرروا من الغزو. وفي سياق تعزيز العلاقات بين البلدين تبرعت الكويت بمبلغ 10 ملايين دولارفي مارس الماضي لإعانة العراق في جهود مكافحة وباء كورونا.

وفي 23 من الشهر الماضي، بعث الكاظميّ رسالة خطّية إلى رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد حملها نيابة عنه وزير المالية علي عبد الأمير علاوي، الذي ترأس وفدا عراقيا مبعوثا إلى الكويت، حيث بحث مع المسؤولين هناك تطوير البنى التحتيّة للمحطات الكهربائية العراقية وتفعيل وتسريع مدّ شبكة الكهرباء مع دول الخليج وبناء مشاريع مُشتركة بين الجانبين خاصّة في مجال الصناعات النفطيّة لتلبية احتياجات الجانبين وتفعيل مُقرّرات مُؤتمَر المانحين وسُبُل استثمار الأموال المرصودة لاعادة إعمار المناطق العراقية المُحرّرة من الإرهاب وموضوع ترسيم الحُدُود البحريّة وإنهاء الملفات العالقة بين البلدين".

علي علاوي مجتمعا في الكويت مع رئيس وزرائها الشيخ صباح الخالد

وكان العراق قد توقف عن تسديد المدفوعات في عام 2014 أثناء الحرب على تنظيم داعش الذي سيطر على ثلث البلاد لكنه استأنفه عام 2018، وحاليا تذهب 3 في المئة من عائدات تصدير النفط العراقي إلى الكويت، التي تعاني أيضًا من انخفاض أسعار النفط.

وكانت الكويت قد استضافت في منتصف فبراير عام 2018 مؤتمرا دوليا لاعادة إعمار العراق اسفر عن تعهدات للدول المشاركة وصلت إلى 30 مليار دولار على شكل مساعدات وقروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم للعراق من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب ضد داعش.

كما تلقى الكاظمي في 8 مايو الماضي اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح خالد الحمد الصباح قدّم إليه خلاله التهاني بحصوله على ثقة البرلمان وتمنى له الموفقية في مهامه بقيادة العراق وتجاوز أزمة وباء كورونا والتهديدات الارهابية والاقتصادية وتعزيز دور العراق في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

جرى خلال الاتصال "بحث تشكيل لجنة برئاسة العراق تعالج ما تبقى من ملف التعويضات وكذلك تنفيذ مقررات مؤتمر الكويت لاعادة اعمار العراق".

يشار الى ان السلطات العراقية والكويتية كانت قد قررت في 22 فبراير الماضي إغلاق المنفذ البري الوحيد بين البلدين منعا لانتشار فيروس كورونا الذي اصابهما.