تظاهر الآلاف في برلين الأحد ضد العنصرية وللمطالبة بتعزيز المساواة، لا سيما في ما يتعلّق بتقاسم أعباء فيروس كورونا المستجد، وقد شكّلوا سلسلة بشرية في العاصمة الألمانية متقيّدين بقواعد الحفاظ على مسافة آمنة في ما بينهم.

وشارك المئات في تظاهرات نُظّمت في مدن ألمانية أخرى على غرار لايبسيغ وهامبورغ، وسط تساقط للأمطار خلال عطلة نهاية أسبوع شهدت طقسا عاصفا.

وقال متحدث باسم حركة أنتيلبار (غير قابل للتجزئة) لوكالة فرانس برس إن "أكثر من 20 ألف شخص" شاركوا في التحرّك، في حين قدّرت الشرطة عددهم بنحو ثمانية آلاف.

وللتمكّن من استيعاب العدد الكبير من المشاركين، اضطّر المنظّمون لإدخال تعديلات على مسار السلسلة البشرية التي امتدّت من بوابة براندنبرغ مرورا ببرج برلين (برج التلفزيون) في "ألكسندر بلاتس" (ميدان ألكسندر) وصولا إلى منطقة نيوكولن المتنوعة الأعراق.

وجاء في بيان للمتحدث باسم الحركة يورغ فيسماير أن "فيروس كورونا يفاقم اللامساواة القائمة. كثر عرضة لخطر التخلي عنهم. لن نسمح بذلك".

وتابع أن "حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية والعدالة المناخية لا يمكن تجزئتها".

ونهاية الأسبوع الماضي تجمّع أكثر من عشرة آلاف شخص في برلين تحت راية "بلاك لايفز ماتر" (أرواح السود لها أهمية) في رد فعل على قضية جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي قضى اختناقا خلال توقيفه على يد شرطي أبيض في مينيابوليس في 25 أيار/مايو، علما أن الشعار كان حاضرا الأحد على لافتات وقمصان المشاركين.

لكن منظّمي تظاهرة الأحد نشروا على الموقع الإلكتروني للحركة مجموعة أهداف أوسع لتحرّكهم.

مناجم الفحم ومخيمات المهاجرين

وطالب المنظّمون بتحسين ظروف العمل والرواتب للجميع بمن فيهم المهاجرون، ودعم الإسكان، وحماية حق اللجوء، وإنعاش الاقتصاد ضمن قواعد حماية البيئة وإتاحة هامش أكبر للعمال للمشاركة في اتّخاذ القرارات الإدارية للشركات.

وكتب منظّمو التظاهرة "من يتحمّل تكاليف الأزمة العالمية، من سيكون أقوى بعد انقضائها ومن سيكون أضعف، هذا ما يتم حسمه الآن".

وشاركت في تشكيل السلسلة مجموعات متنوعة، لا سيما الأحزاب السياسية على غرار حزب الخضر (البيئة) وحزب اليسار، ومنظمات المجتمع المدني على غرار "جدات ضد اليمين المتطرف" والحركة الشبابية للمناخ "أيام الجمعة من أجل المستقبل".

واعتمد المنظّمون تقنية البث التدفّقي لتغطية مشاركة موسيقيين ومناضلين في التظاهرة.

ونشرت خلال الحدث رسائل من مجموعة "إندي غيلايندي" (نهاية القصة، لا شيء لإضافته) التي نظّمت اعتصامات في مناجم لاستخراج الفحم ومحطات توليد الطاقة من الوقود الأحفوري، إلى جانب نداء لمخرج أفغاني عاش لمدة ستة أشهر في مخيم موريا للاجئين في اليونان الذي يشهد اكتظاظا كبيرا.

وقال أحمد ابراهيمي "كل شيء يتجّه للأسوأ في جزيرة" ليسبوس، أول وجهة للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا عبر تركيا.

وحضّ الجميع على "بذل كل الجهود الممكنة" للمساعدة.

مخاوف من الفيروس

وكان مراقبون قد حذّروا قبيل تظاهرة الأحد من احتمال أن تؤدي التجمّعات إلى موجة تفش جديدة لفيروس كورونا المستجد.

وقال عضو الحزب الاشتراكي الديموقراطي واخصائي الأوبئة كارل لاوترباخ لصحيفة تاغس شبيغل الألمانية إن "عدم الحفاظ على المسافة، والهتاف خلال تجمّع حاشد هما شرطان مثاليان" لنشر العدوى.

وعلى موقعها الإلكتروني حضّت جمعية "أنتيلبار" المشاركين على "التحلي بالمسؤول في زمن الجائحة والأزمة"، طالبة منهم إبقاء مسافة ثلاثة أمتار بين بعضهم البعض "لخفض مخاطر تفشي فيروس كورونا إلى أدنى مستوى".

ومع بدء تشكّل السلسلة البشرية وزّع المنظّمون أشرطة ملوّنة تحدد المسافة المطلوب الحفاظ عليها بين المشاركين.

وقال متحدّث باسم الشرطة إن تدابير احتواء الوباء في صفوف المشاركين كانت "نموذجية"، مضيفا أنهم حافظوا على المسافات المطلوبة ووضعوا الكمامات الواقية.