الئيس البولندي أندريه دودا في مدينة برزيع في 13 يونيو 2020
EPA
دودا بين مناصريه أمس

وصف الرئيس البولندي أندريه دودا المطالبة بحقوق المثليين بأنها "أيديولوجيا" أكثر تدميراَ من الشيوعية، وذلك في خطاب ألقاه في إطار حملته الانتخابية.

ودودا هو حليف "حزب العدالة والقانون" البولندي الحاكم، ويسعى لإعادة انتخابه لولاية جديدة، في الانتخاب المزمع إجراؤها في 28 يونيو/ حزيران الحالي.

وقال إن جيل والديه لم يحارب الأيديولوجيا الشيوعية لمدة 40 عاماً "حتى تظهر أيديولوجيا جديدة أكثر تدميراً".

ويقول معارضو "حزب العدالة والقانون" إنّ لديه أجندة مناهضة للمثليين.

وفي تقرير أصدره الشهر الماضي، قال الفرع الأوروبي للمؤسسة الدولية للمثليين والمثليات ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسياً وثنائيي الجنس ILGA-Europe، إنّ بولندا أسوأ دول الاتحاد الأوروبي أداء فيما يتعلق بحقوق المثليين.

وقال دودا أمام مناصرين له في مدينة برزيغ، جنوبي البلاد، إنّ " الأهل مسؤولون عن تربية أطفالهم الجنسية"، وأنّه "لا يمكن لأي مؤسسة أن تتدخل في الطريقة التي يختار الأهل أن يربوا بها أولادهم".

وفي العاشر من الشهر الحالي، وقّع دودا على "ميثاق أسرة"، ضمن المقترحات الانتخابية، ومن بنوده التعهّد بمنع المثليين من الزواج أو تبني الأطفال، إلى جانب حظر التدريس حول المثلية في المدارس.

متظاهرون داعمون لحقوق المثليين أمام القصر الرئاسي في بولندا في 11 يونيو 2020
AFP
متظاهرون داعمون لحقوق المثليين أمام القصر الرئاسي قبل أيام

توترات مع الاتحاد الأوروبي

الموازاة بين حقوق المثليين والشيوعية، قد يكون موضوعاً شائكا في بولندا حيث قادت حركة "تضامن" المناهضة للشيوعية النضال من أجل تحقيق الديمقراطية في الثمانينيات.

ويوافق الكثير من البولنديين "حزب العدالة والقانون" على أنّ الشيوعية كانت أيديولوجيا غريبة، فرضت عليهم من قبل الاتحاد السوفياتي.

ودخل الحزب في صدام مع الاتحاد الأوروبي حول إصلاحات قضائية، اعتبرها ضرورية لإزالة بقايا فساد الحقبة الشيوعية. ويرى المعارضون لتلك السياسة أنّ الحزب الحاكم يسيّس القضاء، وينتهك مبادئ الاتحاد الأوروبي.

وكتبت المفوضية الأوروبية إلى رؤساء خمس مقاطعات بولندية معربة عن قلقها، بشأن إعلان تلك المقاطعات "خالية من أيديولوجيا المثليين". وقد ذكّرتهم السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي بواجبهم في ضمان عدم التمييز على أساس الميول الجنسية كقيمة جوهرية في الاتحاد.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن دودا هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في انتخابات 28 يونيو/حزيران، على الرغم من تراجع أرقامه بشكل طفيف بسبب الانعكاسات السلبية لأزمة فيروس كورونا.

"أيديولوجيا مختلفة"

واجه أحد أبرز خصوم دودا الانتخابيين، عمدة وارسو الليبرالي رافال ترزاسكوفسكي من حزب "المنصة المدنية" (يمين الوسط)، انتقادات حادة من المحافظين الدينيين، لسماحه بمناقشة قضايا المثليين في مدارس العاصمة.

وهذا ما هاجمه دودا بشدّة في خطابه الأخير، قائلاً إنّ جيل أهله لم يحارب الشيوعية لتستبدل بأيديولوجيا جديدة تغسل دماغ الأطفال وتعقدهم، وتتستر خلف كليشيهات الاحترام والتسامح.

وقال المرشح المنافس روبرت بيدرون من حزب اليسار - وهو ناشط في حقوق المثليين - إنّ "ميثاق الأسرة" الذي أقرّه دودا، "وثيقة راديكالية، ستسبب شرخاً في المجتمع البولندي، وتعلي من شأن معايير تنتمي إلى أكثر حقب التاريخ البولندي والأوروبي وحشيةً".