أسامة مهدي: احتج العراق رسمياً لدى تركيا اليوم وسلم سفيرها في بغداد مذكرة احتجاج دانت قصفها لمناطقه الشمالية وانتهاك حُرمة وسيادة الأراضي والأجواء العراقية واعتبرت أنّه مُخالِف للمواثيق الدوليّة وقواعد القانون الدوليّ وعلاقات الصداقة ومبادئ حسن الجوار والاحترام المُتبادل.

فقد استدعت وزارة الخارجيّة العراقية الثلاثاء السفير التركيّ في العراق فاتح يلدز "على خلفيّة القصف التركيّ الذي طال عدداً من المناطق شمال العراق وما تسبّب به من ترويع للسكان وبثّ الذعر بينهم"، كما قالت الوزارة في بيان صحافي الثلاثاء تابعته "إيلاف".

وأشارت إلى أنه "جرى اللقاء به من قبل وكيل الوزارة الأقدم السفير عبد الكريم هاشم الذي سلّمه مُذكّرة الاحتجاج". وأوضحت أن مذكرة الاحتجاج "تضمنت إدانة الحُكُومة العراقيّة لانتهاكات حُرمة وسيادة الأراضي والأجواء العراقية، واعتبرت أنّه مُخالِف للمواثيق الدوليّة وقواعد القانون الدوليّ ذات الصلة وعلاقات الصداقة ومبادئ حسن الجوار والاحترام المُتبادل".

وجدّدت الوزارة التأكيد في مُذكّرتها على "دعوتها إلى الجارة تركيا لوقف العمليّات العسكريّة الأحاديّة وأعربت عن استعداد الحكومة العراقيّة للتعاون المُشترَك في ضبط الأمن على الحُدُود بالشكل الذي يُؤمِّن مصالح الجانبين".

وختمت المُذكّرة بدعوة السفارة التركيّة لنقل المُذكّرة إلى الجهات التركيّة المُختصّة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حدّ لهذه الانتهاكات ومنع وُقُوعها مُستقبلاً.

تدمير 81 هدفاً لحزب العمال بشمال العراق

وكانت طائرات تركية قصفت مناطق في شمال العراق فجر أمس أعلنت انقرة اثرها نجاح العملية العسكرية التي نفذت هناك لاستهداف مواقع حزب العمال التركي الانفصالي واطلق عليها إسم "مخلب النسر".

قصف تركي لمواقع حزب العمال التركي الكردي في شمال العراق

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار نجاح العملية التي استهدفت مواقع لحزب العمال في إقليم كردستان ومحافظة نينوى العراقية الشمالية، مؤكداً أن "الإرهابيين كانوا ينفذون منها استفزازاتهم ضد بلادنا وشعبنا ومخافرنا وقواعدنا العسكرية ويحاولون انطلاقا منها شن هجمات إرهابية".

كما قالت الدفاع التركية أن سلاحها الجوي دمر81 هدفا لحزب العمال، ما اسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الحزب، موضحة ان الاهداف التي قصفت شملت كهوفا ومخابئ وتحصينات لمقاتلي الحزب.

وأثر ذلك دعا عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم عليوي وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير التركي في العراق وتسليمه مذكرة احتجاج على انتهاك أنقرة للسيادة العراقية.

وقال عليوي في بيان اطلعت عليه "إيلاف" إن "التعدي المستمر على الأراضي العراقية من قبل القوات التركية يعتبر انتهاكاً صريحاً لسيادة العراق يتطلب تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة". وأضاف أننا "نرى ما أقدمت عليه تركيا من انتهاك سافر للسيادة العراقية يعتبر استخفافاً بالقرارات الأممية من جهة وسيادة العراق من جهة أخرى".

كما وصفت قيادة العمليات العراقية المشتركة الغارات التركية التي اخترقت الأجواء العراقية بالتصرف الاستفزازي وقالت في بيان تابعته "إيلاف" إن "الطائرات استهدفت مخيما للاجئين قرب مخمور وسنجار ثم عاودت الاقتراب من الحدود العراقية. وشددت القيادة على ان هذا التصرف الاستفزازي لاينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية ويعد انتهاكا صارخا للسيادة العراقية".

ودعت إلى "إيقاف هذه الانتهاكات احترامًا والتزامًا بالمصالح المشتركة بين البلدين وعدم تكرارها، وان العراق على اتم الاستعداد للتعاون بين البلدين وضبط الاوضاع الامنية على الحدود المشتركة".

وقد ادى القصف إلى نزوح حوالي الفين و500 شخص من مناطق سنجار وقراها في محافظة نينوى وشمل ايضا القرى الحدودية المحيطة بجبل غارا في ناحية ديرلوك وفي قضاء العمادية أيضاً، ومنطقة دينارتا التابعة لقضاء عقرة".

وهذا القصف ليس جديداً فقبل أسبوعين، قتل مواطنان اثنان من أهالي ناحية ديرلوك وعلى مدى عامين جرت 176 عملية قصف مناطق العمادية وحدود عقرة وزاخو، ما اسفر عن مقتل 23 مدنياً.