بكين: أعلن رئيس بلدية بكين الأربعاء أنّ العاصمة الصينية سجّلت خلال الساعات الأربع والعشرين الفائتة 31 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ، في حصيلة يومية شبه مستقرّة لليوم الرابع على التوالي.

أثارت عودة انتشار وباء كوفيد-19 في بكين، الذي يعتقد أنّه بدأ من سوق تشينفادي لبيع الأغذية بالجملة في العاصمة، الذعر بعدما نجحت الصين في السيطرة بشكل واسع على تفشي الوباء، عبر إجراء عمليات فحص واسعة وفرض تدابير إغلاق في وقت سابق من العام.

بهذه الحصيلة يرتفع إجمالي عدد الإصابات الجديدة المؤكّدة في بكين خلال الأيام الستّة الأخيرة إلى 137 في وقت أغلقت فيه السلطات نحو 30 تجمّعًا سكنيًا في المدينة وأجرت فحوصات لعشرات آلاف الأشخاص.

وخلال الأشهر الأخيرة، خفّفت الصين معظم التدابير التي اتّخذتها لاحتواء الفيروس، بينما اعتبرت الحكومة أنّها انتصرت على الوباء الذي ظهر في مدينة ووهان وسط البلاد في أواخر العام الفائت.

زادت المدينة قدرتها على إجراء الفحوصات المخبرية إلى أكثر من 90 ألف فحص في اليوم. وخارج بكين، سجّل في سائر أنحاء الصين القاريّة 13 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، بينها 11 إصابة في صفوف وافدين من دول أجنبية.

واعتبرت السلطات في بكين الثلاثاء أن الوضع الوبائي في العاصمة الصينية "خطير جدًا" في الوقت الراهن مع تسجيل أكثر من 100 إصابة جديدة بفيروس كورونا منذ أسبوع، بعد عودة مفاجئة لتفشي وباء كوفيد-19. وفي هذا السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية الاثنين أنها تتابع "عن كثب" الوضع في بكين، وأنها قد ترسل خبراء إضافيين خلال أيام.

حذر ناطق باسم رئيس بلدية بكين الثلاثاء من أن الوضع الوبائي في العاصمة الصينية "خطير جدًا"، فيما أصيب أكثر من مئة شخص بفيروس كورونا المستجد منذ الأسبوع الماضي إثر تجدد مفاجئ للوباء.

قال تشو هيجيان أمام الصحافيين إن بكين تخوض "سباقًا مع الزمن" في مواجهة الفيروس. مضيفًا إن العاصمة "يجب أن تؤخر الإجراءات الأكثر حزمًا وتشددًا".

وزادت المدينة التي يعيش فيها 21 مليون نسمة من عدد الفحوص التي يتم إجراؤها للكشف عن تفشي وباء كوفيد-19 إلى أكثر من 90 ألف شخص يوميًا.

وكان انتشار هذه الحالات قد بدأ في سوق تشينفادي للمواد الغذائية بالجملة، أحد أكبر الأسواق في آسيا، حيث رصد الفيروس الأسبوع الماضي. ومنذ ذلك الوقت تم إغلاق 4 أسواق أخرى في بكين بشكل كامل أو جزئي، تم وضع نحو 30 منطقة سكنية مجاورة لها تحت الحجر الصحي.

عاد طلاب المدارس الابتدائية والثانوية إلى مزاولة الدروس الآن من المنازل. أما في باقي مناطق الصين، فقد أعلنت السلطات عن وضع الوافدين من العاصمة قيد الحجر الصحي.

وعاد فيروس كورونا للتفشي مجددًا، بعدما كانت البلاد التي ظهر فيها وباء كوفيد-19 للمرة الأولى السباقة في نهاية السنة الماضية، للإعلان عن القضاء عليه بشكل عملي في الأشهر الماضية. وتشير الأرقام الرسمية في الصين إلى 83 ألفا و221 إصابة بينها 4634 وفاة. ولم يتم الإعلان عن أي وفاة منذ شهر.

إلغاء أكثر من ألف رحلة جوية في مطاري بكين
إلى ذلك أعلنت وسائل إعلام صينية رسمية أنّ مطاري بكين ألغيا الأربعاء أكثر من ألف رحلة جوية بعد ظهور إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجدّ في العاصمة. وقالت "صحيفتا الشعب" و"تشاينا ديلي" إنّه في الساعة 9:10 (01:10 ت غ) تمّ إلغاء 1225 رحلة كان من المفترض أن تقلع من مطاري بكين أو أن تهبط فيهما، أي ما يوازي 70% من الرحلات التي كانت مقرّرة أساساً.

والثلاثاء حضّت بكين سكّانها البالغ عددهم 21 مليون نسمة على تجنّب الرحلات "غير الضرورية" إلى خارج المدينة وأمرت بإعادة إغلاق أبواب المدارس، وذلك بعد رصد بؤرة تفشّ جديدة للوباء. وبسبب بؤرة الوباء الجديدة في العاصمة الصينية بات العديد من مدن البلاد ومقاطعتها يفرض حجراً صحياً على القادمين من بكين.

ووفقًا لصحيفة الشعب فإنّ المسافرين على متن القطارات الذين سبق لهم وأن حجزوا بطاقات للتوجّه من أو إلى بكين سيستعيدون أموالهم من دون أي تكاليف.

خلال الأشهر الأخيرة، خفّفت الصين معظم التدابير التي اتّخذتها لاحتواء الفيروس بينما اعتبرت الحكومة أنّها انتصرت على الوباء الذي ظهر في مدينة ووهان وسط البلاد أواخر العام الفائت.

إحصائيات انتشار فيروس كورونا في الصين