إيلاف: وجد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب نفسه أمام معركة غير مسبوقة، مصحوبة بردود فعل عنيفة بعد تصريح قال فيه إن "الجثو على الركبة" في المظاهرات الاحتجاجية على مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد تبدو رمزا للإخضاع والتبعية بدلا من رمز الحرية والتحرر.

وقال راب إنه يتفهم الشعور بالإحباط الذي يقود حركة (حياة السود مهمة) لكن "الجثو على الركبة" الذي تقوم به مثل شيء من مسلسل "لعبة العروش ـ Game of Throne".

وقال وزير الخارجية البريطاني في مقابلة مع TalkRadio من دون أن يدرك أنه زجّ بنفسه في "عش الدبابير" إنه يفهم "الإحباط" الذي تشعر به المجتمعات المضطهدة، لكنه أضاف: "جثوت على ركبتي مرتين أحداها احتراما للملكة والثانية لزوجتي حين طلبت يدها للزواج مني".

أثارت تعليقات راب، رد فعل غاضبا، حيث أعرب أعضاء في البرلمان بمن فيهم ديان أبوت من أركان حزب العمال عن رفضهم لموقفه بعدم معرفته لصول احتجاج حركة السود مهمة.

وقال النائب عن الحزب الوطني الاسكتلندي ستيفين فلين: "يقول وزير الخارجية إنه يفهم ولكن كيف يقول بعد ذلك إن الجثو على الركبة #TakeTheKnee يأتي من مسلسل لعبة العروش Game of Thrones. كيف لا يعرف وزير الخارجية عن اللاعب الأميركي كولين كايبرنيك؟.

اللاعب كايبرنيك
يذكر أن احتجاج "أخذ الركبة" كان انطلق في العام 2016 من قبل لاعب كرة القدم الأميركي كولين كايبرنيك الذي اشتهر برفض تحية النشيد الوطني الأميركي قبل أن يلعب لنادي (سان فرانسيسكو 49)، لتأكيد احتجاجه على وحشية الشرطة.

حينذاك قال اللاعب الأميركي: "لن أقف لإظهار الفخر في بلد يضطهد السود والأشخاص الملونين. "بالنسبة إليّ، هذا أكبر من كرة القدم، وسيكون من الأناني أن أنظر إلى الاتجاه الآخر. هناك جثث في الشارع والناس يحصلون على اجازة مدفوعة ويهربون بجرائم القتل التي ينفذونها".

وكان موقف اللاعب كايبرنيك اثار جدلا كبيرا في الولايات المتحدة، حيث قال منتقدون إنه لا يحترم الجنود والعلم الأميركيين. وكانت النتيجة أن تم حظره من قبل اتحاد كرة القدم الأميركي وسط غضب من الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، ويعتقد الكثيرون أن هذا الموقف دمر مهنة كايبرنيك كلاعب.

وقد تم اعتماده رمز "الجثو على الركبة" على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم بعد وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد خنقا تحت ركبة شرطي أميركي أبيض، واستخدمه لاعبو كرة القدم في الدوري الممتاز الإنكليزي قبل المباريات مساء الأربعاء - الخميس.