نصر المجالي: قال المتظاهر الذي ألقى بنفسه أمام سيارة بوريس جونسون يوم الأربعاء، إنه "آسف للغاية" ولم يقصد أبدا إيذاء أي شخص، واتضح أنه مقاتل كردي سابق فر من العراق بعد هجوم بالغاز من قبل نظام الرئيس السابق صدام حسين.

وأثار الحادث الجديد تساؤلات خطيرة حول ما إذا كان الأمن في منطقة الحكومة والبرلمان في ويستمنستر لا يزال بحاجة إلى تحسين، حيث كانت المنطقة عرضة لهجمات من إرهابيين إسلاميين.

وكان مقر 10 داونينغ ستريت أكد أن جونسون كان داخل السيارة وقت وقوع الحادث الذي وقع على بعد أمتار قليلة من حيث قاد الإرهابي خالد مسعود سيارة إلى أبواب البرلمان في مارس 2017، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

تهم

والقت الشرطة القبض على دياري كردي (48 عاما)، في مكان الحادث بتهمة ارتكاب جرائم بموجب المادة 5 من قانون النظام العام وعرقلته الطريق السريع.

وتغطي هذه المادة من القانون الأشخاص الذين يستخدمون أو يعرضون كلمات تهديدية أو يتصرفون بطريقة غير منظمة، أو يعرضون أي كتابة أو علامة تهدد وتتسبب في شعور شخص ما بالقلق.

وبينما قالت تقارير إنه دياري ينتمي لمنظمة (بي كا كا) الكردية، قالت مصادر إنه كان حمل السلاح عندما كان في السابعة عشرة من عمره للانضمام إلى البيشمركة في قتالهم لحماية وطنهم من الدكتاتور العراقي صدام حسين الذي اطيح بحكمه العام 2003.

اقتحام

وكان دياري اقتحم بشكل مفاجئ مسار الموكب وتوقفت السيارة الأمامية واصطدمت بالسيارة التي وراءها، وظهرت آثار الاصطدام في الجزء الخلفي من رئيس الوزراء الجاغوار. ووقع الحادثة خلال مظاهرة لنحو 10 أشخاص من أنصار منظمة (بي كا كا) الكردية، أمام البرلمان البريطاني ضد العمليات التركية العسكرية ضد الأكراد في شمال العراق.

وكشفت ابنته لانا عن اعتقاله وتعذيبه بعد انضمامه إلى والده وشقيقه في نضالهما من أجل كردستان حرة. وقالت إن العديد من أفراد عائلته قتلوا في هجوم بالغازات السامة شنه صدام حسين عام 1988 عندما قتل أكثر من 5000 رجل وامرأة وطفل في بلدة حلبجة.

أسف بشدة

وقال دياري كردي لصحيفة (ديلي ميل): "لا يمكنني التعليق كثيرًا بسبب أن القضية أمام المحكمة الآن، لكنني لم أقصد أبدًا إيذاء أي شخص. أنا فقط أشعر بشغف شديد لما يحدث للأكراد".

وعندما سُئل عما إذا كان يرغب في الاعتذار لبوريس جونسون والآخرين الذين كانوا في الحادث، قال: "نعم ، أنا آسف للغاية".

يذكر أن دياري كان فر إلى المملكة المتحدة عندما كان عمره 22 عامًا ومنح حق اللجوء السياسي بعد ذلك بعامين واستقر في شمال لندن، وأصبح عضوا بارزا في الجالية الكردية في لندن وانضم أيضا إلى المؤتمر الوطني الكردستاني.

وكتبت لانا دياري التي تعيش في بيرث، أستراليا في منشور على مدونة تقول إن والدها عاد إلى وطنه لأول مرة منذ 26 عامًا حيث تم لم شمله مع أفراد عائلته الباقين على قيد الحياة. وقالت إن جدتها (أم دياري) غلبتها العاطفة على رؤيته بعد عقدين من الزمن حتى انهارت.

حماس شديد

وقال أحد الأصدقاء: "إنه يشعر بحماس شديد أن الشعب الكردي تعرض للخيانة مرة أخرى". وأضاف: "لقد غادرت القوات الأميركية المنطقة ويقوم البريطانيون بتزويد الحكومة التركية بالأسلحة التي يتم استخدامها لمهاجمة الأكراد".

وينتمي دياري في الأصل الى مدينة السليمانية في شمال العراق، حيث منطقة كردستان التي تتمتع بالحكم الذاتي ولديها حكومتها الخاصة ولكن الديكتاتور العراقي السابق عارضها.

وعبر دياري إلى سوريا وحصل على وثائق مزورة سمحت له بالطيران إلى المملكة المتحدة قادمة عام 1984.

وأضافت الابنة لانا: "أبي بنى حياة في لندن باستخدام الصدمة التي عاشها لسنوات عديدة لمساعدة الآخرين. وكان رئيس الجالية الكردية في لندن وعضو في المؤتمر الوطني الكردستاني، لقد ساعد عددًا كبيرًا من اللاجئين الأكراد ولا يزال عضوًا نشطًا في المجتمع الكردي، ويدعم حقوق الإنسان للأكراد وغيرهم من النازحين. وهو يشارك في الاحتجاجات والمسيرات والتجمعات التي تدعم أي حركات من أجل حقوق كردية وغيرها من حقوق الإنسان".