بروكسل: بدأ الاتحاد الأوروبي الجمعة مفاوضات حول خطة إنعاش تاريخية لمرحلة ما بعد كوفيد-19، فيما يواصل فيروس كورونا المستجدّ تفشيه في العالم موديًا بما يزيد على 450 ألف شخص حتى الآن.

كتب بارنتز ليتز المتحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة "بدأ المؤتمر عبر الفيديو". وأشار في تغريدة سابقة قبيل انعقاد القمة إلى أن "من مسؤوليتنا المشتركة التوصل" إلى اتفاق. وقال دبلوماسي أوروبي "إنه أحد أهمّ المشاريع المشتركة منذ عقود"، مضيفًا "يمكن أن نتحدث عن أمر تاريخي".

الموضوع الرئيس على طاولة المحادثات التي من المقرر أن تستمرّ حتى نهاية يوليو، خطة إنعاش بقيمة 750 مليار يورو، بينها 500 مليار، يُعاد توزيعها على شكل منح للدول الأكثر تضررًا جراء الأزمة الصحية على غرار إسبانيا وإيطاليا.

ليس متوقعًا أن ينتج من هذه القمة الافتراضية التي بدأت عند الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش، أي اتفاق، لكن يُفترض أن تتيح جسّ نبض دول على غرار هولندا والنمسا والسويد والدنمارك التي ترفض التحدث عن منح وتدعو إلى إعطاء قروض للدول المتضررة. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس "لم يكن التماسك والتضامن يومًا بهذا القدر من الأهمية كما هو اليوم".

فيروس أوروبي؟
وفي وقت تجاوز عدد الوفيات جراء الوباء في العالم عتبة الـ450 ألفا، في حصيلة تضاعفت خلال شهر ونصف شهر، جرى الإعلان عن 25 إصابة جديدة بالفيروس الجمعة في بكين، ما يرفع عدد الإصابات بالمرض منذ الأسبوع الماضي إلى 183 في العاصمة الصينية التي تعدّ 21 مليون نسمة.

لكن الولايات المتحدة شككت بـ"مصداقية" الأعداد في الصين، داعية إلى إرسال مراقبين "حياديين". وقال مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لمنطقة شرق آسيا ديفيد ستيلويل للصحافيّين "أودّ أن أصدّق أنّ أرقامهم أقرب إلى الواقع ممّا رأيناه في ووهان وأجزاء أخرى من الصين".

ونشرت السلطات الصينية معطيات علمية توحي بأن الفيروس المسؤول عن ارتفاع عدد الإصابات في بكين مماثل للذي انتشر في القارة الأوروبية منذ أسابيع أو أشهر.

رأى بين كولينغ الأستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ أنه "من الممكن أن يكون الفيروس الذي يتسبب اليوم بوباء في بكين قد انتقل من ووهان إلى أوروبا وعاد الآن إلى الصين".

حدود لا تزال مغلقة
في الولايات المتحدة، حيث سُجلت قفزة لكورونا المستجدّ في حوالى عشرين ولاية، خصوصًا في جنوب وشرق البلاد، اعتبر خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن تدابير عزل جديدة لن تكون ضرورية.

وشدد فاوتشي على ضرورة اتباع نهج محلي في التعامل مع الفيروس، بما في ذلك ما يتعلق بالمسألة الحاسمة حول موعد إعادة فتح المدارس. والولايات المتّحدة، حيث سُجلت قرابة 120 ألف وفاة، هي وبفارق شاسع عن سائر دول العالم البلد الأكثر تضرّرًا من جرّاء جائحة كوفيد-19.

في هذا السياق، لم يحدد بعد موعد إعادة فتح الحدود سواء مع أوروبا أو مع المكسيك وكندا. وتم تمديد إغلاق الحدود مع الدول المجاورة في أميركا الشمالية لمدة شهر، حتى 21 يوليو.

انفصال كامل
على المستوى الدبلوماسي، يواصل الوباء العالمي توتير العلاقات. فقد هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يتّهم الصين بالتسبب بتفشي المرض في العالم، بـ"انفصال كامل" عن الصين.

وكان الرئيس الأميركي، الذي يتنافس من أجل الفوز بولاية ثانية، يعوّل على النمو الاقتصادي المتين ومستوى البطالة المنخفض لإعادة انتخابه. إلا أن قرابة 46 مليون شخص أصبحوا عاطلين عن العمل منذ منتصف مارس بعدما سجّل معدّل البطالة في فبراير أدنى مستوياته خلال خمسين عامًا.

وبعدما دعت كانبيرا إلى إجراء تحقيق دولي مستقل حول مصادر الوباء، ونددت بدبلوماسية صينية عدائية ومخادعة، أعلن رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، أن بلاده تتعرض لهجوم إلكتروني واسع النطاق من "جهة تابعة لدولة" يستهدف الحكومة ودوائر عامة وشركات. أفادت قناة "إيه بي سي" نقلًا عن "مصادر رفيعة المستوى" أن الصين قد تكون الجهة التي تقف خلف الهجمات.

منظمة الصحة متفائلة جدًا
قالت منظمة الصحة العالمية إنها "متفائلة جدًا" بشأن احتمال توفر مئات ملايين الجرعات للقاحات محتملة بحلول نهاية العام. لكن اللقاح الذي تختبر أكثر من 200 صيغة منه حول العالم، لا يزال في صدد التطوير.

الوقت يدهم، إذ إن في المكسيك الدولة الثانية الأكثر تضررًا جراء كوفيد-19 في أميركا اللاتينية، ارتفع فيها عدد الفقراء بعشرة ملايين شخص منذ بداية تفشي الوباء.

في مارس، أغلقت الشركة التي كان يعمل فيها أليخاندرو فيرنانديز. وقال هذا التقني المتخصص في الراديو أثناء تناوله الحساء خلال تجمع شعبي تنظمه جمعية كاثوليكية "لم أطلب يومًا في حياتي الطعام. لكن الوضع فظيع، وهذه المساعدة هبة من الله".