الرباط: طالبت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية الجهات الحكومية الوصية وكذا متعهدي المسموع والمرئي والمركز السينمائي المغربي بــ"التعجيل في ترتيب إجراءات العودة إلى مواقع التصوير وفق "بروتوكولات" صحية خاصة ومناسبة، موازية أو مشابهة لتك المتخذة بالنسبة لباقي المقاولات"، حتى يتمكن الفنانون والمهنيون عموما من "استئناف الشغل وكسب عيشهم وتنفيذ التزاماتهم في شروط وقائية خاصة.

وتمنى المكتب الوطني للنقابة، في اجتماعه عن بعد، الخميس، والذي خصص لتقييم الوضعية الحالية التي يعيشها مجال الفنون عامة والفنون الدرامية على وجه الخصوص، "استئنافا وعودة طبيعية لمسار الحياة الثقافية والفنية"، وذلك في ظل الظروف الاستثنائية القائمة أو ما بعدها.

وبعد أن أشار إلى مضمون البيان الصادر اخيرا عن وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة) بخصوص الدعم الاستثنائي الموجه لتدبير الوضعية الصعبة والحرجة التي يعيشها المجال الثقافي والفني بسبب آثار الإجراءات الاحترازية المتخذة لمجابهة وباء (كورونا)، ثمن المكتب الوطني "مجهود الوزارة الوصية وأطر المكتب المغربي لحقوق المؤلفين لتسريع وتيرة استفادة المؤلفين من توزيعات مسبقة"، وهو المطلب الذي، قال عنه إنه تم تحقيق أولى خطواته منذ الرسالة المشتركة التي وجهتها تنسيقية النقابات المهنية لوزير الثقافة والشباب والرياضة ومديرة المكتب المغربي لحقوق المؤلفين.

كما طالب بتسريع وثيرة الإجراءات التنظيمية لتنزيل الحقوق المجاورة لتمكين ذوي الحقوق المجاورة (المؤدين أساسا) من حقوقهم. وأشاد بتسوية وضعية أغلب الفرق المسرحية التي بقيت أجور فنانيها عالقة منذ موسم 2019 نتيجة التأخرات المتتالية وغير المفهومة في مسطرة صرف مستحقات الفرق. وعبر عن ترحيبه بخطوة الدعم الاستثنائي الذي أصدرته وزارة الثقافة، والذي قال عنه إنه "يستجيب لجزء من مطالبه واقتراحاته إلى جانب هيئات مهنية أخرى فاعلة"، وهي الخطوة التي قال إن من شأنها التخفيف من آثار وتداعيات الجائحة على مهنيي الفنون الحية والمسرح منها على الخصوص.

وعبر المكتب الوطني لحقوق المؤلفين ، في هذا الصدد، عن تطلعه إلى "الأخذ بعين الاعتبار لمجموعة من الملاحظات المتعلقة بدفتر التحملات الخاص بهذا الدعم"، وذلك "ضمانا لشفافية التنزيل وتيسير الولوج إلى الاستفادة في إطار من الحكامة الجيدة وضمان تكافؤ الفرص مع الأخذ بعين الاعتبار للظروف الاجتماعية التي يعيشها مهنيو الفنون الدرامية"، مع الدعوة إلى استغلال هذه الفترة من أجل التهيئ الجيد للموسم المقبل مبكرا، قصد تدارك الجمود الناتج عن التأخيرات المتراكمة في المواسم الثقافية بسبب الـتأخر الذي حصل في تشكيل الحكومة الحالية في نسختها الأولى.

وشدد المكتب الوطني للنقابة على "ضرورة إجراء الوزارة بقطاعيها (الثقافة والاتصال) لمشاورات مع الهيئات المهنية الأكثر تمثيلية من أجل تدبير تشاركي للمراحل المقبلة التي يجب أن يبذل فيها مجهود جماعي في أفق العمل على العودة التدريجية للحياة الفنية"، وذلك وفق تطور الحالة الوبائية في البلاد.

كما تطرق الاجتماع إلى عدد من النقاط المرتبطة بالحياة الداخلية للنقابة، وعلاقاتها مع حلفائها وشركائها ومنها السلطة الحكومية في الثقافة والاتصال والمؤسسات التابعة لوصايتها وكذا السلطات الحكومية في الشغل ومؤسسات الحماية الاجتماعية التابعة لها.

كما تم الاطلاع على الخطوط العريضة لمشروع ورقة نظرية حول "مهنة الفنان والعمل النقابي في المجال الفني لمرحلة ما بعد كورونا والدروس المستخلصة"، المعدة من قبل خلية تفكير أنشأها واشتغلت عن بعد خلال فترة الحجر الصحي، وتقرر اعتمادها كمنطلق للتفكير والنقاش في أفق استكمال عناصرها، وعقد يوم دراسي داخلي لبلورتها وإقرارها بمشاركة واسعة للأطر النقابية والخبراء.