تولسا: أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء السبت أمام أنصاره في تولسا في ولاية أوكلاهوما أنّه بصحّة جيدة، نافيًا الشائعات التي سرت حول صحّته قبل أسبوع أثناء مشاركته في حفل بدت عليه خلاله أمارات التعب.

وفي أول مهرجان انتخابي له منذ أكثر من ثلاثة أشهر حين جمّدت في الولايات المتّحدة كلّ التجمّعات بسبب تفشّي وباء كوفيد-19، قال ترمب "إذا كانت هناك مشكلة سأبلغكم بها".

وفي خطابه، اتّهم الرئيس الجمهوري البالغ من العمر 74 عامًا منافسه الديموقراطي في الانتخابات المقرّرة في 3 نوفمبر المقبل جو بايدن البالغ من العمر 77 عامًا بأنّه يعاني من خطب في صحّته. وقال "هناك خطب ما في ما يتعلّق ببايدن، هذا أمر بوسعي أن أؤكّده لكم".

كانت علامات استفهام عديدة طرحت حول صحة ترمب في عيد ميلاده الرابع والسبعين، وذلك بعدما بدت عليه أمارات التعب خلال حفل تسليم شهادات عسكرية لخريجي أكاديمية وست بوينت العسكرية المرموقة قرب نيويورك.

عند مغادرته المنصة، بدا أنه يواجه صعوبة في النزول، وكانت خطواته حذرة. وأشارت وسائل إعلام إلى استعماله كلتا يديه لحمل كوب ماء خلال الخطاب، كما واجه صعوبة في نطق اسم بطل الحرب العالمية الثانية الجنرال دوغلاس ماكارثر.

كما قام ترمب في نوفمبر الفائت بزيارة مجهولة الأسباب لمستشفى عسكري قرب واشنطن خارج جدول أعماله. وسرت حينها شائعات قالت إن سبب الزيارة آلام في الصدر قد تكون مؤشّرًا إلى مشاكل في القلب.

لكنّ البيت الأبيض عزا يومها تقديم موعد الفحص السنوي الروتيني إلى اكتظاظ جدول أعمال 2020، وأكد طبيب ترمب أنه لم يتم "تشخيصه أو معالجته من مشاكل طارئة أو حادّة".

وبرزت شكوك أخرى عند زيارة الرئيس في نهاية مايو مقبرة أرلينغتون العسكرية التي تضم رفات جنود قتلوا في الميدان، حيث بدا أنه يواجه صعوبات في الوقوف بدون حركة.

والسبت خصّص ترمب جانبًا من خطابه في تولسا للردّ على هذه التساؤلات بشأن صحّته، متهكّمًا على منتقديه ومهاجمًا "وسائل الإعلام المضلّلة" ومقلّدًا الخطوات التي قام بها في ويست بوينت من طريقة السير بخطى بطيئة إلى إلقاء التحية مئات المرات على الخريجين إلى طريقة شربه الماء من كأس، ما لبث أن رماها جانبًا على وقع تصفيق أنصاره.

برّر ترمب أمارات التعب التي ظهرت عليه بالقول إنّه يومها سار مسافة طويلة لتفقّد مباني الأكاديمية العسكرية، ثم ألقى خطابًا مطولًا، ثم ألقى التحية "600 مرة، 600 مرة" تحت شمس حارقة أصيب "من جرائها بحروق جلدية"، مشبّهًا حركة رفع يمناه لإلقاء التحية العسكرية وخفضها 600 مرة بحركة "رفع الأثقال، لكن من دون أثقال".

كما عزا ترمب الصعوبة التي واجهها يومها في السير إلى نعل الحذاء الذي كان ينتعله يومها، مشيرًا إلى أنّه حذاء "جيّد إذا كان المرء يمشي على أسطح مستوية، لكنّه ليس جيدًا لمسار منحدر".

أضاف "لم يكن هناك درابزين.... كان الممرّ أشبه بحلبة تزلّج. قلت للجنرال: +جنرال، لديّ مشكلة+ (...) لا يمكنني السير على هذا الممرّ من دون أن أقع على مؤخرتي". تابع "لم يكن بإمكاني أن أسقط على مرأى من +وسائل الإعلام المضلّلة+".