إيلاف: رسمت مصر، أمس، خطوطًا حمراء أمام تدخلات تركيا في ليبيا، وطلبت من جيشها الاستعداد لتحرك محتمل، مؤكدة أن تدخلها مشروع قانونيًا بموجب القوانين الدولية وبناء على طلب السلطات الليبية «الشرعية».

جاء الموقف المصري الذي صدر على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تفقده قاعدة جوية في غرب البلاد قرب الحدود مع ليبيا، بعد إعلان تركيا رفضها وقف العمليات العسكرية قبل السيطرة على مدينتي سرت والجفرة، اللتين يتمركز فيهما الجيش الوطني الليبي.

وقال السيسي أمام قواته إن «أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوافر له الشرعية الدولية». وأضاف: «سواء في ميثاق الأمم المتحدة: حق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي: مجلس النواب».

وفيما بدا تجسيدًا لتصارع الإرادات مع أنقرة، حدد السيسي «خطا أحمر» على الأراضي الليبية ويتمثل في «خط (ممتد بين) سرت والجفرة»، وقال إن بلاده «لن تسمح بتجاوزه». وخاطب قواته قائلًا: «كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا».

وأعربت السعودية أمس عن تأييدها لما أبداه الرئيس السيسي في خصوص حق مصر في حماية حدودها الغربية من الإرهاب، فيما أعربت الإمارات عن موقف مماثل، مشددة على وقف النار والتزام العملية السياسية في ليبيا. أما وزارة الخارجية الأميركية فقالت إن تصريح السيسي يعكس أهمية العمل على وقف النار، مشددة على بدء عملية سياسية، بحسب قناة "العربية".

أعيان ترهونة يؤيدون السيسي
من جهتها، اعتبرت حكومة الوفاق الليبية، مساء السبت، موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي عبّر من خلاله عن أن "أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات يحظى بشرعية دولية"، تهديدًا خطيرا للأمن القومي الليبي.

في المقابل، وفي مدينة ترهونة جنوب طرابلس، أعلن مجلس أعيان ومشايخ المدينة في بيان لهم، عن تأييد خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن ليبيا. وأكد مشايخ ترهونة أن تدخل مصر في ليبيا مشروع وفق معاهدة الدفاع العربي المشترك، داعين إلى ضرورة التطبيق الفوري لما جاء في خطاب السيسي.

يذكر أن الرئيس المصري شدد على أن أي تدخل مباشر في ليبيا من مصر بات شرعيًا في إطار حق الدفاع النفس، معبّرًا أيضًا عن جاهزية مصر لتدريب القبائل الليبية لحماية نفسها من الميليشيات والمتطرفين.

وأكد السيسي، السبت، أن الجيش المصري قادر على الدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، محذرًا من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن حدود مصر الغربية، ومشددًا على أن مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة إلى مصر.

وقال خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية، وذلك بحضور وزير الدفاع، ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسة للقوات المسلحة، إن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة، ولكنه جيش رشيد، مضيفًا أن هذا الجيش يحمي ولا يهدد.. وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن.

أضاف السيسي قائلًا لن نسمح بأي تهديد لأمن حدودنا الغربية، مشيرًا إلى أن مصر لم تكن يومًا من دعاة العدوان، وإنما كانت تعمل على تأمين حدودها وأمنها القومي، ومؤكدًا أن أمن واستقرار مصر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن واستقرار المنطقة.

هاشتاغات تتصدر
هذا وتصدر الجيش المصري موقع التواصل الجتماعي "تويتر"، ليل السبت الأحد، في أعقاب الكلمة التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية، والتي أعلن فيها استعداد مصر التدخل في ليبيا من أجل ردع الميليشيات الإرهابية.

وأكد السيسي أن صبر مصر طيلة الفترة الماضية لم يكن ضعفًا، مؤكدا في الوقت نفسه، استعداد مصر لتدريب شباب القبائل الليبية على القتال وتسليحهم من أجل الزود عن ليبيا ضد العصابات الإرهابية.

وأعرب المشاركون في الهاشتاغ "#الجيش_المصري" عن دعمهم الكامل لمصر ولقيادتها السياسية، معبّرين عن اطمئنانهم وثقتهم الكاملة في الجيش وقدرته على التعامل مع الأزمة الراهنة.

كما تصدر هاشتاغ "#أمن_مصر_أمن_السعوديه" تريند "تويتر"، في المملكة العربية السعودية، وشارك فيه عدد من المصريين والشباب العربي. وفي الجزائر، تصدر هاشتاغ "#تحيا_مصر_وعاش_السيسي" تريند "تويتر" في الجزائر.