أسامة مهدي:

فيما قالت بغداد اليوم إنها تسعى لخلق علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار فقد دعت فرنسا الى ابعاد العراق عن اي توترات في المنطقة والحفاظ على سيادته لتحقيق الاستقرار الاقليمي وذلك في وقت تشن تركيا عممليات عسكرية في شمال هذا البلد للاسبوع الثاني على التوالي بالترافق مع قصف مدفعي ايراني هناك.

وخلال اتصال هاتفي اجراه مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الاثنين فقد أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لودريان دعم بلاده لسيادة العراق مُشيراً إلى أهمّية تقديم الدعم له لتحقيق الاستقرار الإقليميّ بالمنطقة. وعبر عن الارتياح لنجاح جولة الحوار الاستراتيجيّ الأولى العراقية الاميركية التي جرت في 11 من الشهر الحالي وما تضمّنته من الاتفاق على حفظ سيادة العراق واستقلاليّة القرار العراقيّ.. مُشدّداً على ضرورة إبعاد العراق عن أيّ توترات بالمنطقة كما نقل عنه بيان للخارجية العراقية تابعته "إيلاف".

وأشار الوزير الفرنسيّ إلى ضرورة دعم العراق اقتصاديّاً والعودة إلى قرارات مؤتمر الكويت المتعلقة بإعادة الإعمار وتفعيل تلك القرارات لكي تتمكّن الدول التي شاركت في المؤتمر من تنفيذ ما وعدت به في هذا الإطار.

وأكد استمرار بلاده بتقديم الدعم للعراق في شتى المجالات خُصُوصاً في إعادة بناء أقتصاده الوطني. وكانت الدول المشاركة مؤتمر الكويت الذي انعقد في شباط فبراير عام 2018 قد قدمت 30 مليار دولار مساعدات على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات لاعادة بناء ما دمرته الحرب.

العراق يسعى لعلاقات متوزانة مع جميع دول الجوار

ومن جانبه عبر وزير الخارجية العراقي عن ارتياح بلاده لدور فرنسا "المُهِمّ في مُقارَعة تنظيمات داعش الإرهابيّة والدعم المُقدّم إلى القوات الأمنيّة العراقية من خلال التدريب والمساعدات اللوجستيّة الأخرى.. داعياً إلى ضرورة استمرار العمل معاً لدحر تهديدات داعش.

وفي سياق الإشارة إلى التوترات والتدخلات في المحيط الإقليميّ فقد أكد حسين على أنه من الواجب على الدول الأخرى احترام سيادة العراق واتباع مبدأ عدم التدخل وحلّ المشاكل عن طريق الحوار.. مشيراً الى أنّ السياسة العراقية الجديدة تستند إلى خلق علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار. وقال أنّ الحوارات ستستمرّ مع حلف الناتو حول آليّة العمل المُشترَك في محاربة داعش.

قوات تركية تتوغل في شمال العراق

وتأتي المباحثات الفرنسية العراقية هذه في وقت تواصل القوات التركية عمليات عسكرية جوية وبرية منذ بداية الاسبوع الماضي بالترافق مع قصف مدفعي ايراني في مناطق كردية بشمال العراق لملاحقة عناصر ومواقع حزب العمال التركي الكردي هناك اطلقت عليها "مخلب النمر" ونشرت قوات كوماندوز في المنطقة.

وكانت الحكومة العراقية قد احتجت لدى تركيا رسميا الاسبوعي وسلمت سفيرها في بغداد فاتح يلدز مذكرة احتجاج شديدة اللهجة دانت قصفها لمناطقه الشمالية وانتهاك حُرمة وسيادة الأراضي والأجواء العراقية واعتبرت أنّه مُخالِف للمواثيق الدوليّة وقواعد القانون الدوليّ وعلاقات الصداقة ومبادئ حسن الجوار والاحترام المُتبادل.

واليوم الاثنين أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل احد جنودها في اشتباكات مع عناصر حزب العمال الكردستاني في منطقة عمليات "مخلب النمر" بشمال العراق. وقالت الوزارة في بيان إن "عسكريا أصيب خلال اشتباكات اندلعت مع الإرهابيين نقل على إثرها إلى المستشفى إلا أنه استشهد متأثر بإصابته". وأضافت أن الاشتباكات أسفرت أيضا عن تحييد إرهابيين اثنين مع أسلحتهما.