أسامة مهدي: أعلن العراق اليوم دخوله مرحلة وباء خطيرة بمرض كورونا نتيجة تصاعد الوفيات والاصابات الناتجة عنه إلى مستويات قياسية في وقت اشتكت وزارة الصحة من تحديات تواجهها لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الحالات المرضية.. بينما تم الاعلان عن اصابة 20 نائبا بالفيروس إضافة الى عدد من افراد عائلاتهم وعناصر حماياتهم.

وقال وزير الصحة العراقي حسن التميمي خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاثنين تابعته "إيلاف" ان تصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا يشير إلى دخول البلاد بمرحلة وبائية خطيرة مع تخطي عدد الوفيات خلال الساعات الاخيرة الالف و100 حالة.

وأشار الوزير إلى أنّ وزارته تسعى حاليا لإنجاز عمليات اعداد مستشفيات سريعة في عدد من محافظات البلاد سعة 400 سرير من دون الكشف عن عددها والموعد المحدد لجاهزيتها بإستقبال المصابين.

ودعا العراقيين إلى ادراك خطورة المرحلة مؤكدا إن أعداداً كبيرة من المواطنين غير ملتزمة حتى الآن بحظر التجوال واجراءات الوقاية على الرغم من خطورة تفشي الوباء.

وزير الصحة العراقي يعرض آخر تطورات الاصابة بفيروس كورونا في البلاد

وأشار إلى أنّ هذا الوضع الخطير يأتي في وقت لا يوجد فيه علاج لفيروس كورونا حتى الآن منوها إلى أنّ الوقاية هي الحل. وأوضح ان نسبة الشفاء في العراق بلغت 45 بالمئة والوفيات 3.5 بالمئة.. وقال إن عدد الوفيات لكل مليون عراقي بلغ 27 فيما بلغ في الدول المتقدمة 250 وفاة.

تحديات كبيرة تواجه المنظومة الصحية

ومن جهتها، أشارت وزارة الصحة في بيان منفصل اليوم اطلعت عليه "إيلاف" إلى أنّ الايام الماضية شهدت تصاعدا غير مسبوق في اعداد الاصابات، مما يشير إلى قرب دخول الوضع الوبائي في مرحلة الذروة للتفشي وهو ما يشكل خطرا كبيرا على المواطنين وضغطا على المنظومة الصحية.

وانتقدت المستوى المتدني لالتزام بعض المواطنين بالتعليمات الصحية بالشكل الذي يوازي الموقف الوبائي الخطير الذي تمر به البلاد. وأوضحت أن أعدادا متزايدة من ملاكاتها الطبية والصحية والادارية قد تعرضت إلى الاصابة بالمرض مع نزيف مستمر في الارواح الطاهرة. وأشارت إلى وجود خروقات متعددة لمتطلبات الوقاية من خلال اقامة تجمعات بشرية كبيرة مثل حفلات الاعراس ومجالس العزاء داخل المناطق السكنية مع ضعف الاجراءات الرادعة بحق المخالفين داخل المحلات والاسواق ووسائط النقل.

مقبرة ضحايا كورونا في مدينة النجف العراقية

وقالت الوزارة ان خططها لاستيعاب الاعداد المتصاعدة من الحالات المرضية تصطدم بتحديات كبيرة منها عدم توفر الملاكات الطبية والصحية والادارية الكافية في ظل الضغط الشديد على المنظومة الصحية وتوقف التعيينات للاطباء والملاكات الصحية والادارية وشحة التخصيصات المالية وغيرها بسبب عدم اقرار الموازنة.

وبالترافق مع ذلك، فقد أعلنت فرقة الامام علي القتالية في الحشد الشعبي عن ارتفاع عدد المتوفين بفيروس كورونا الذين قامت بدفنهم في مقبرة وادي السلام الجديدة بمحافظة النجف الجنوبية إلى 1100 متوفٍ، بينهم ثلاثة مسيحيين.

وأشارت الفرقة في بيان صحافي اليوم تابعته "إيلاف" إلى أنّها قد انجزت خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية دفن 71 جثماناً جديداً من المتوفين نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا.

كورونا يقتحم البرلمان العراقي

وفيما يسعى البرلمان العراقي لاستئناف جلساته الاربعاء المقبل بعد توقف استمر 40 يوما فقد كشف رئيسه محمد الحلبوسي اليوم عن اصابة 20 نائبا بفيروس كورونا.

وقال الحلبوسي في تصريح تلفزيوني تابعته "إيلاف" إن "عدد النواب المصابين بفيروس كورونا قد ارتفع إلى 20 نائبا، إضافة إلى عدد من أفراد عائلاتهم وعناصر حماياتهم الشخصية.

تعقيم مبنى البرلمان العراقي من فيروس كورونا

وأضاف أن عدد الموظفين في مجلس النواب المصابين بالفيروس كان 22 مصاباً لكنه ارتفع إلى 28 خلال اليومين الماضيين بينهم مدير عام وشخصية معنية بأمن المجلس. وأشار الحلبوسي إلى أن بعض أفراد القوة المكلفة بحماية مجلس النواب قد أصيبوا بالفيروس أيضاً.

وسجل العراق أمس أعلى عدد من الوفيات والاصابات اليومية بفيروس كورونا واوضحت وزارة الصحة ان مجموع الاصابات بالمرض منذ ظهوره في البلاد في 24 فبراير الماضي قد بلغ 30868 إصابة ومجموع حالات الشفاء 13935 والراقدين في المستشفيات 15833 وفي العناية المركزة 224... بينما ارتفع عدد الوفيات الكلي إلى 1100 حالة وفاة.