نصر المجالي: تحدث تقرير على مستوى عالٍ من الأهمية، اليوم الأربعاء، عن أن دومينيك كامينغز كبير المستشارين والمستشار الخاص لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعهد بإجراء تغيير جذري في الخدمة المدنية بعد أن كشف فيروس كورونا عن عيوب في الجهاز الحكومي.

وتتناقل الكواليس في 10 داونينغ ستريت، كلاما فحواه أن أكبر مساعدي رئيس الوزراء وهو من أشد المنتقدين لطريقة عمل جهاز الخدمة المدنية، أبلغ زملاءه أنه يجب تجريد مكتب مجلس الوزراء من السلطات، داعياً إلى تنظيم أكثر حداثة وسياسات تعتمد على البيانات.

وحسب ما يتسرب من معلومات، فإن كامينغز حثّ في مدونات قدمها لرئيس الوزراء على تشكيل "فرق حمراء" مكلفة صراحةً بإيجاد أسباب تجعل الحكومة لا تتبع السياسات المرسومة.

وفيما قدمه من مقترحات، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة (ديلي ميل)، فإن كامينغز، المستشار المثير للجدل، كان مدافعا عن من يسمون بـ"المتنبئين الخارقين"، وهم الأفراد الذين ليست لديهم خبرة محددة ولكنهم قادرون على التنبؤ بالأحداث بسبب عملياتهم العقلية التي يقومون بها حول أي اقتراح.

اتهام 10 داونينغ ستريت

وكانت هناك شكاوى من بعض أعضاء البرلمان من حزب المحافظين بأن مقر 10 داونينغ ستريت يبدو داخليًا للغاية في قراراته وكان يخطئ وخصوصا في التعاطي مع فيروس كورونا بسبب وجود "ستار حديدي" حول رئيس الوزراء.

ولكن وفقًا لموقع حزب المحافظين (ConservativeHome) على مستوى القواعد الشعبية، فإنه في مكالمة هاتفية مع مستشارين خاصين آخرين، رفض كامينغز رفضًا قاطعًا فكرة أنه يريد نقل كل السلطة إلى 10 داونينغ ستريت باعتبار أن الاقتراح كان "اختراعًا إعلاميًا".

وبحسب ما ورد فإن المستشار كامينغز ابلغ مجموعة من المستشارين الخاصين (سبادس) وهم المعنيون بإعطاء مقترحات للوزراء وغالبًا ما يشار إليهم باسم "SpAds" أو "Spads" وهم ممن محتمل أن يكونوا نوابا أو وزراء المستقبل، بقوله في الرد ما ينسب إليه: إن "أي شخص قرأ ما قلته عن الإدارة على مر السنين سيعرف أنه من المضحك أن يقترح أن حل مشاكل وايتهول هو مركز أكبر وأكثر مركزية".

وأكد كامينغز لهؤلاء المستشارين وهم لهم دور داعم للحكومة البريطانية من خلال الخبرة الإعلامية أو السياسية المتوفرة لديهم، ومن مهماتهم مساعدة وإسداء المشورة للوزراء الحكوميين. "إن مشاكل إدارات الحكومة بالفعل كبيرة جدًا وغير متناسقة وتضيف إلى مشاكل الأقسام".

ويبدو أن المستشار كامينغز خلال حديثه دعا إلى عملية مركزية "أصغر وأكثر نخبًا"، وأوضح أن التغييرات الكبيرة ستحدث في الرقم 10 ومكتب مجلس الوزراء تحديدا.

مدونة يونيو 2019

يشار إلى أن كامينغز كان كتب مدونات غزيرة الإنتاج عن الحكومة على مر السنين تعطي لمحة عن تفكيره. وفي يونيو من العام الماضي 2019، وقبل فترة وجيزة من انضمامه كمستشار لرئيس الحكومة بوريس جونسون في 10 داونينغ ستريت كان صاغ مدونة مؤلفًا من 10000 كلمة يدعو فيها إلى إنهاء تأثير قوة كافكا الشريرة (Kafkaesque) – نسبة الى أفكار المؤلف فانز كافكا- عند الموظفين الحكوميين على السياسيين.

واقترح كامينغز في هذا الاتجاه إلى إنشاء "فرق حمراء" مستقلة لتحدي النصيحة الرسمية للوزراء، الذين سيكافئون على قلب العقيدة القائمة حاليا.

وكان كامينغز قد انتقد دعم الوزراء سابقًا باعتباره "بيروقراطيًا وبطيئًا للغاية" وقال إن جهاز الخدمة المدنية قاد في ممارساته إلى "كارثة باهظة الثمن بعد كارثة أخرى باهظة الثمن".

ووصف قصر وستمنستر "حيث البرلمان والحكومة" بأنه "مجموعة من المكفوفين الذين يقودون مكفوفين"، وظل السيد كامينغز يزعج مؤسسة ويستمنستر لسنوات عديدة.