حذر قائد القوات العسكرية لحزب كومله الكردي في إيران من التنسيق التركي – الإيراني لضرب القوى الكردستانية الإيرانية، مؤكدًا انكسار حاجز الخوف الكردي من النظام الإيراني، وبدء البحث في تشكيل الجيش الوطني الكردستاني الموحد.

"إيلاف" من القدس: عبد الله أذربار، قائد القوات العسكرية لحزب "كومله" وعضو مكتبه السياسي يتواجد على الحدود العراقية - الإيرانية لمتابعة الحوادث ميدانيًا، وليكون بحسب ما قال لـ"إيلاف" على رأس قوات الحزب العسكرية في هذه المرحلة الدقيقة التي تجري فيها اعتداءات تركية - إيرانية مشتركة على القوى الكردية الإيرانية المنتشرة على تلك الحدود.

"كومله" حزب كردستاني معارض، قاوم نظام الملالي، وكان الوحيد الذي رفض إعطاء الشرعية للنظام الإيراني الذي ثار على شاه إيران، ورفض المشاركة في استفتاء عام 1979 الذي دعا إليه آية الله الخميني لتحديد هوية الحكومة الجديدة التي أراده الشعب حينها، بديلًا عن النظام الملكي الذي اطاحت به الثورة الاسلامية.

حرم الأكراد حينها سلفًا من حقوقهم، كونهم أكرادًا أي ليسوا فرسًا، وكونهم من السنة لا من الشيعة. وكان الخميني يحضّر حينها لتأسيس أول دولة شيعية واضحة تحت عباءة ولاية الفقيه كبديل عن النهج العربي الشيعي في النجف، ليتم نقل المركز الشيعي من النجف إلى قم.

تفاهم تركي – إيراني

تحدثت "إيلاف" إلى أذربار عن حقيقة الوضع، فقال: "هناك تفاهم وتنسيق تركي – إيراني لضرب القوى الكردستانية الإيرانية، فتتولى إيران ضرب قواتنا وقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، الذي يرتبط حزبنا معه بمذكرة تفاهم سياسية، ويتولى الجانب التركي ضرب مواقع حزب العمال الكردستاني وحزب بيجاك التابع له في روجهلات (كردستان إيران)".

عبد الله أذربار قائد القوات العسكرية لحزب "كومله" وعضو مكتبه السياسي

أضاف أذربار: "قصفت القوات التركية أكثر من 150 موقعًا لحزب العمال، بينما أمطرت إيران مواقعنا ومواقع الديمقراطي بعشرات القذائف الصاروخية، وهناك حشد إيراني ضد قواتنا على الحدود، وقد اتخذنا كافة التدابير للدفاع عن قواعدنا وقواتنا، وعن مناطق كردستان إيران، من دون المبادرة إلى الهجوم حتى لا نعطي العدو الإيراني فرصة التوغل في أراضي كردستان العراق".

أروميا وماريوان وسردشت شنو

أضاف أذربار: "هناك انتشار إيراني عبر ثلاث محاور: الأول، محافظة أذربيجان الغربية ومركزها أروميا، ويشكل سكانها الأتراك والأكراد أكثرية، بينما بقية سكانها من الآشوريين والأرمن. يتمركز الأكراد في الجزء الجنوبي من المحافظة ومن مدنهم (پيرانشهر، سردشت، مهاباد، بوكان)".

المحور الثاني، بحسب أذربار، هو محور سقز ماريوان حيث تعد مريوان إحدى أهم مناطق الأكراد التي عانت الخراب والتشرد والويلات، إما بسبب الحكام المحليين أو بسبب مشكلات سياسية واجتماعية، إضافة إلى غارات وهجمات الامبراطوريات والولاة والحكام على منطقة مريوان، وهي من المدن الكردية المناهضة للنظام الإيراني، وهي تعرضت لهجوم كيماوي في الحرب بين العراق وإيران.

أما المحور الثالث فهو محور سردشت شنو؛ منطقة مشهورة بمناهضتها للنظام الإيراني، والحركة الكردية الكردستانية قامت بالكثير من العمليات العسكرية في تلك المنطقة.

النظام الإيراني يعتبر أن حرس الحدود التقليدي غير قادر على تأمين الحدود الكاملة للمنطقة التي تشهد تحركات عسكرية للقوى الكردية الكردستانية الإيرانية التي تتحرك عبر الحدود إلى داخل وخارج كردستان إيران، لذلك قررت تعزيز تلك القوى بالحرس الثوري والباسدران المزودين بأسلحة متطورة وثقيلة لإعاقة حركة القوات الكردية عبر الحدود".

راقبوا التفاهمات

عن تفسيره للتحركات العسكرية التركية – الإيرانية فقال أذربار لـ"إيلاف": "هناك تفاهم تركي - إيراني حول تقاسم النفوذ في المنطقة، والطرفان يتحركان من الشرق الأوسط في اتجاه أفريقيا، ويهددان الأمن القومي العربي بما فيه أمن دولة كبيرة مثل مصر. وكان لافتًا تصريح وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين لـ"إيلاف" في 22 يونيو إذ قال إن إسرائيل تراقب نشاط تركيا العسكري في سوريا والعراق والسودان وليبيا، وأدعوه إلى مراقبة التفاهمات الإيرانية - التركية التي تصب في مصلحة زعزعة استقرار المنطقة، حيث ستجبر الظروف القوى المتضررة من إيران وتركيا على التعاون والتفاهم لرد عدوانهما".

كسر حاجز الخوف

علق أذربار على مسألة الجيش الوطني الكردستاني الموحد قائلًا: "كُسر حاجز الخوف في إيران وأنصارنا يطالبون بالتواصل مع قادتنا في الخارج، وهذا أمر لم يكن متبعًا في السابق بسبب الخوف على سلامتهم من النظام. بعد أزمة كورونا، ضعفت قبضة النظام في المنطقة الكردية على الرغم من عرض العضلات الذي يقوم به الإيرانيون بين الفينة والأخرى من خلال اعتقال المعارضين ونصب المشانق من دون أحكام قانونية".

أضاف: "كسر حاجز الخوف والناس تحرض القادة خارج إيران على الحزم، وعلى نقل نشاطها إلى الداخل الإيراني، فأركان النظام تهتز، ونحن بحاجة إلى توحيد قوانا العسكرية في مواجهة التحالف التركي – الإيراني. من هنا أتت الدعوة إلى الجيش الوطني الموحد، وسنقوم بصياغة مقترح كمكتب سياسي لحزب كومله وتوزيعه على الأحزاب الأخرى للدخول في بحث جدي في الموضوع".