إيلاف: عبّرت القيادة الفلسطينية عن قلقها من دعوة حماس أبناء الشعب الفلسطيني إلى صدّ الضم بكل أشكال المقاومة والمواجهات. وتخشى القيادة من انفلات الأمر في الضفة الغربية، والدخول في انتفاضة مسلحة وعمليات عسكرية، ستؤدي بالتالي إلى انتقام إسرائيلي وعمليات عسكرية واسعة ناهيك عن الاعتقالات والعقوبات الجماعية الإسرائيلية في مثل هذه الحالات، هذا ما عبّر عنه مسؤولون في مكتب الرئاسة الفلسطينية.

نريدها حضارية
هذا وكانت الرئاسة الفلسطينية والقوى الفاعلة في الضفة الغربية دعت إلى مواجهة حضارية ورفض شعبي وغضب تجاه قرارات إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن من دون استخدام السلاح أو القيام بعمليات عسكرية من شأنها العودة بالأضرار الجسيمة على الشعب الفلسطيني. وكانت قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية أعلنت وقف كل أشكال التنسيق مع إسرائيل بما في ذلك التنسيق الأمني.

وقال مصدر أمني فلسطيني كبير لـ"إيلاف" إنه "من حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال، ونريدها مقاومة حضارية واحتجاجات وتظاهرات وخطوات سياسية لحشد الدعم الدولي إلى جانب فلسطين، وإن انزلاق الأمور نحو العمليات والمواجهات المسلحة كما تدعو حماس من شأنه المسّ بنضال الشعب الفلسطيني، ولن يثني إسرائيل عن خطواتها الأحادية، بل سيزيدها عنجهية، وسترى بكل أشكال المقاومة المسلحة اعتداءات عليها، وستكون أكثر من مسرورة في حال قامت جهات تابعة لحماس أو تأتمر بأمرها بعمليات عسكرية بحق أهداف إسرائيلية، وبالتالي ستحاول حشد العالم وأوروبا لمصلحتها في مواجهة ما تسميه الإرهاب الفلسطيني.

ضرورة البقاء داخل الإجماع
أضاف المصدر إن الشعب الفلسطيني واع بما فيه الكفاية ولن يضيّع فرصة الدعم الكبير عربيًا وأوروبيًا ودوليًا في مواجهة قرارات الضم الأحادية التي تنوي إسرائيل القيام بها خلال الحملة المقبلة.

وشدد المصدر على أن هناك نجاحات لا بأس بها للقيادة السياسية في هذا المجال، ولم يفصح أكثر من ذلك حول ماهية النجاحات أو إذا كانت هناك تفاهمات توصلوا إليها عبر أطراف عربية مع الجانب الأميركي لجهة عدم منح نتانياهو الضوء الأخضر لضم غور الأردن أو أجزاء من الأراضي الفلسطينية.

هذا ووجّهت القيادة الفلسطينية نداء إلى حماس كي لا تخرج عن الإجماع في النشاطات والتظاهرات السلمية وحركات الاحتجاج الحضارية، التي من المتوقع أن تقام في شتى أنحاء الضفة الغربية خلال الأيام والفترة المقبلة.

وكانت حماس أصدرت بيانات على لسان المتحدثين باسمها تدعو إلى المقاومة المسلحة. وهدد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة بأن المقاومة الإسلامية ستجعل العدو الإسرائيلي يعضّ على أصابع الندم في حال نفذ خطوات الضم الأحادي، واعتبر إعلان الضم بمثابة إعلان حرب على الفلسطينيين.