أسامة مهدي: فيما قالت معلومات أمنية إن إيرانياً كان من بين المعتقلين في مقر كتائب حزب الله العراقية لدى مداهمة قوات مكافحة الارهاب لمقرها في بغداد خلال الساعات الاخيرة فقد قامت المليشيات بدفع عناصرها الى المنطقة الخضراء في استعراض للقوة وشن هجوم ضد الكاظمي وسط دعوات لضبط النفس مع البدء بتحقيق مع المعتقلين.

وفيما طالب عراقيون على شبكات التواصل الاجتماعي بضرورة الحد من تغول المليشيات مؤكدين دعمهم للكاظمي وجهاز مكافحة الارهاب فقد دعا زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الى احترام الحشد الشعبي وعدم الاعتداء عليه مشددا على ضرورة ضبط النفس.

وقال المالكي وهو صاحب فكرة تشكيل الحشد الشعبي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف" إن "الحشد الشعبي قائد النصر وعنوان لقوة الشعب والدولة، وعلينا احترامه وحفظ هيبته ولا يجوز الاعتداء عليه او الانتقاص منه".

وأضاف أن "الدولة دولتنا، وقوات مكافحة الاٍرهاب ابناؤنا الذين نعتز بجهادهم وبسالتهم ولا يجوز الانتقاص منه ومن كل قوة وطنية للدولة".

الكاظمي في مقر الحشد الشعبي في وقت سابق

وأبلغ مصدر عراقي "إيلاف" ان عناصر كتائب حزب الله العراقي الذين اعتقلتهم قوات مكافحة الارهاب مساء امس يخضعون حاليا لتحقيق مشترك قضائي رسمي وامني من قبل القوات المشتركة وقيادة الحشد الشعبي.

المليشيات تستعرض وتهاجم الكاظمي

وقالت كتائب حزب الله الموالية لإيران إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اراد من خلال الدفع بمداهمة مقرها في منطقة الدورة بضواحي بغداد الجنوبية واعتقال عدد من عناصرها بينهم ايراني خلط الاوراق.

واتهم المسؤول الأمني لكتائب حزب الله أبو علي العسكري في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف" الجمعة الكاظمي بالمشاركة في قتل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس اللذين استهدفتهما طائرة اميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من كانون الثاني يناير الماضي.

ووصف العسكري مداهمة قوة من جهاز مكافحة الإرهاب لمقر الكتائب واعتقال عدد من قادتها بأنه "عربون عمالة جديد" من الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأميركية على حد زعمه.

ومن جهتها حذرت مليشيا النجباء المرتبطة بإيران المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي الجمعة الكاظمي من استهداف الفصائل التابعة للحشد وقال معاون الأمين العام والمتحدث الرسمي لحركة النجباء نصر الشمري في تغريدة مماثلة إن "الحشد الشعبي قوافل شهداء وأنهار دماء امتزجت مع اخوتهم في الاجهزة الأمنية كلها.. نحذر من أي محاولة لاستهدافهم ولجر الأطراف إلى فتنة داخلية في هذه الأيام العصيبة وهذا الوضع الوبائي وستكون حتماً محاولة فاشلة وغير محسوبة النتائج وقد تجر على من أمر بها ما لم يكن بحسبانه أبداً".

أما القيادي في عصائب أهل الحق جواد الطليباوي التي يقودها الشيخ قيس الخزعلي الموالي لايران ايضا في تغريدة له ان "رجال المقاومة ورجال الحشد الشعبي رجال العراق الغيارى ولن نقبل بالتجاوز عليهم .لا تلعب بالنار".

وكانت قوات مكافحة الإرهاب قد اعتقلت لدى مداهمتها لمقر الكتائب بعد منتصف ليلة امس 13 عنصرا من التنظيم المسلح وعثرت في المقر على منصات صواريخ كانت معدة لقصف مطار بغداد الدولي والمنطقة الخضراء.

إيراني بين المعتقلين

وقال مسؤول في الحكومة العراقية أن أحد المعتقلين في عملية المداهمة هو إيراني الجنسية واشضارت وكالة "رويترز" الى ان مسؤولين حكومييين ومصادر شبه عسكرية قدموا روايات متضاربة لما حدث بعد عملية المداهمة واشاروا الى ان المعتقلين نقلوا بعد فترة قصيرة إلى الجناح الأمني لقوات الحشد الشعبي.

ونفى متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق ومصادر من الفصائل شبه العسكرية العراقية صحة تصريح سابق لمسؤول حكومي بأن القادة المعتقلين تم تسليمهم إلى الجيش الأميركي.

وفي الساعات الأولى من فجرالجمعة أفاد ناشطون وصحفيون بأن مئات العناصر من الفصائل المسلحة قدمت إلى بغداد من مناطق أخرى ودخلت الى المنطقة الخضراء في استعراض للقوة واظهرت مقاطع فيديوية مركبات يستقلها مسلحون وهي تجوب شوارع المنطقة الخضراء حيث معظم المقرات الحكومية الهامة وبينها الرئاسات الثلاث بالإضافة إلى سفارات دول عدة بينها الاميركية والبريطانية ومقري بعثة الامم المتحدة والاتحاد الاوربي.

وعادة ماتقوم كتائب حزب الله المرتبطة بإيران تسليحا وتمويلا وتدريبا وولاء مذهبيا بتنفيذ عمليات قصف بصواريخ كاتيوشا لمنطقة الخضراء ومناطق عسكرية تضم خبراء من التحالف الدولي بينهم اميركيان ضمن ضغوط لاخراج القوات الاميركية من البلاد.

وكان الكاظمي حذر الاسبوع الماضي المليشيات التي تقصف مناطق عراقية والتي وصفها بالخارجة على القانون بأنه لن يسمح لها بتهديد استقرار العراق ومستقبله واختطافه لاحداث فوضى. وكتب تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تعليقا على خامس هجوم خلال عشرة أيام تتعرض له اهداف حيوية "لن أسمحَ لجهاتٍ خارجة على القانون باختطاف العراق من اجل إحداث فوضى وإيجاد ذرائع لإدامة مصالحها. ماضون في عهدنا لشعبنا بحماية السيادة، وإعلاء كرامة الوطن والمواطن".

وكان قصف صاروخي قد استهدف في الثالث عشر من الشهر الحالي قاعدة شمال بغداد تتمركز فيها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وفي الثامن من الشهر نفسه ضرب صاروخان مقرا للتحالف الدولي في مجمّع مطار بغداد بينما سقط صاروخ غير موجّه قرب مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء.