واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه ألغى في اللحظة الأخيرة الجمعة رحلته إلى ولاية نيو جيرزي حيث كان يفترض أن يمضي عطلة نهاية الأسبوع، للتأكد من أن "النظام" يسود في واشنطن، بينما أثارت هذه الرحلة تساؤلات في أوج انتشار وباء كوفيد-19.

وكما أعلن من قبل، وقع ترمب الجمعة أمرا رئاسيا "لحماية" النصب والتماثيل و"التصدي للعنف الإجرامي الأخير" كما كتب في تغريدة على تويتر.

قبل ساعات من إقلاع الطائرة الرئاسية من قاعدة أندروز العسكرية، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس لن يتوجه إلى نيو جيرزي حيث كان قد قرر أن يمضي عطلة نهاية الأسبوع في نادي الغولف الذي يملكة في بيدمينستر. وأكد الرئيس الأميركي بعد ذلك في تغريدة على تويتر أنه "اراد البقاء في واشنطن للتأكد من تطبيق القانون والنظام".

وكان جاد دير أحد الناطقين باسم الرئاسة صرح في وقت سابق أن قرار الرئيس إلغاء رحلته إلى نيو جيرزي "لا علاقة له" بتوصيات فرض الحجر الصحي التي أعلنها حاكم هذه الولاية، على أي شخص سافر إلى ولاية أخرى يسجل عدد الإصابات فيها ارتفاعا.

وكان حكام ولايات نيو جيرزي ونيويورك وكنتيكت أعلنوا الأربعاء فرض حجر صحي لمدة 14 يوما على الأشخاص الذين زاروا ولايات يسجل فيها ارتفاع في عدد الإصابات. وزار ترمب الثلاثاء أريزونا التي تعد واحدة من هذه الولايات.

وكان ترمب تجاهل التحذيرات بشأن فيروس كورونا المستجدّ واستأنف في الأسبوع الماضي تجمعاته الانتخابية لكن من دون الحشود المتوقعة لإعطاء دفعة قوية لحملة إعادة انتخابه المتعثرة.

أثار أول تجمّع للرئيس الجمهوري منذ توقف حملته الانتخابية على الأرض بسبب تفشي وباء كوفيد-19 في مطلع مارس، جدلاً واسعاً إذ إن كثيرين أعربوا عن قلقهم من التداعيات الصحية لتجمع عدد كبير من الأشخاص قدموا من كل أنحاء الولايات المتحدة.

السجن لمدد طويلة
تهز الولايات المتحدة منذ أسابيع تظاهرات ضد العنصرية. وقد استهدفت خلالها تماثيل عديدة لجنرالات للكونفدرالية أو مؤيدين للعبودية في العديد من المدن الأميركية.

وفي واشنطن تم إسقاط تمثال الجنرال الجنوبي ألبرت بايك، بينما هاجم متظاهرون تمثالا للرئيس السابق أندرو جاكسون المدافع عن العبودية أمام البيت ألبيض، لكنهم لم يتمكنوا من إسقاطه.

وكتب ترمب في تغريدته حول القانون الذي وقعه "كان لي شرف التوقيع على أمر تنفيذي قوي لحماية المباني الاثرية والنصب والتماثيل ومكافحة العنف الإجرامي الأخير". اضاف الرئيس الأميركي "عقوبات بالسجن لمدد طويلة تنتظر مرتكبي الأعمال الخارجة عن القانون ضد بلدنا العظيم".

من جهته، قال البيت الأبيض إن الذين هدموا أو شوهوا معالم أثرية "لا يسعون إلى شيء سوى تدمير أي شيء يكرم ماضينا ومحو أي فكرة بأن ماضينا قد يستحق التكريم".

ويدعو الأمر الذي وقعه ترمب إلى "تطبيق القوانين التي تفرض عقوبات صارمة بالسجن على الذين تثبت إدانتهم بتدنيس الآثار العامة".

ولم ينشر نص المرسوم، لكن البيت الأبيض قال أنه سيسمح للحكومة "بملاحقة أي شخص أو منظمة" يلحق ضررا أو يقوم بانتهاك "ممتلكات دينية".

وأوضح مقر الرئاسة الأميركية أن الحكومة يمكنها أيضا أن تحرم من المساعدات العامة "بعض الولايات أو الحكومات المحلية" التي لا تنجح "في حماية النصب العامة أو التماثيل من التدمير والتخريب". أضاف أن "الرئيس لن يسمح أبدا بأن يسيطر العنف على شوارعنا ويعيد كتابة تاريخنا ويعرقل أسلوب الحياة الأميركي".

واندلعت التظاهرات في الولايات المتحدة بعد وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد (46 عاما) اختناقا في نهاية مايو في مدينة مينيابوليس، تحت ضغط ركبة الشرطي الأبيض ديرك شوفين على عنقه لأكثر من ثماني دقائق بينما كان يكرر "أعجز عن التنفس".