إيلاف: في بادرة هي الاولى التي لم يشهدها العراق خلال السنوات الاخيرة فقد لبّى رئيس حكومته رغبة طفل مصاب بالسرطان للقائه واللعب معه كرة القدم، ما أثار اهتماما واسعا وتعليقات لرواد وناشطي شبكات التواصل الاجتماعي الذين وصفوا الحدث بأنه بادرة إنسانية.

فقد استقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في القصر الحكومي في بغداد طفلًا عراقياً من المصابين بمرض السرطان هو "حسين علاء" مع عائلته، حيث كان من بين الأطفال الذين اطلع على أحوالهم وتلقيهم الرعاية خلال زيارة سابقة الى مستشفى الأطفال في العاصمة.

وكان الطفل العراقي قد أبدى رغبته عبر مقاطع فيديو بلقاء الكاظمي الذي عبّر بدوره عن أمله في اللقاء ودعمه للطفل في حربه مع المرض الخبيث، وشدّ من عزيمته في مقاومة المرض هو وباقي الأطفال وعوائلهم الصابر، كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء مساء أمس في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

فيديو ملاعبة الكاظمي بالكرة للطفل المصاب بالسرطان:

وقال الكاظمي خلال اللقاء "إن العراق الذي نعتزم أن نعبر به الى برّ الأمان، يجب أن يكون عراقاً يحظى فيه الجميع بالرعاية الصحية المثلى وأن التحدي الحقيقي يكمن في محاربة المرض الأكبر وهو الفساد وسوء الإدارة من أجل حماية أطفالنا وعوائلنا ورسم مستقبل أكثر إشراقاً لهم".

تفاعل ناشطي شبكات التواصل الاجتماعي
وقد تفاعل ناشطو شبكات التواصل الاجتماعي مع الحدث وصوره ومقاطعه الفيديوية، معتبرين انه الاول من نوعه الذي يقوم به رئيس وزراء عراقي.

وقال عدنان العبيدي "صورة بألف معنى حين يجلس هذا الطفل بمكان رئيس الوزراء هي رسالة من اجل الانسانية .. ربي يوفقك وان تستمر على ما بدأت عليه".. بينما علق احسان الساعدي بالقول "صورة بألف معنى لطفل مريض ما زال المستقبل أمامه ينتضر أن يتشافى حتى يلعب وينعم بخيرات العراق.. شكرا الى كل من يحمل هذا التفكير في داخله. نتمنى ان يلامس ارض الواقع المرير".

اما عمار عمار فكتب "الله يبارك فيك يارب".. في حين علق برزخ قائلا "أول رئيس وزراء شريف وابن خير الله يوفقك".. بينما كتب عادل ابو بعمر السامرائي "الله هو الشافي لا شفاء إلا شفاؤك يارب، وألف تحيه للسيد الرئيس حفظه الله".. وعلق علي العراقي قائلا "صوره لو صاروخ سكود. ورده ريسنه الله يحفضك".

الكاظمي يلاعب الطفل المصاب بالسرطان حسين علاء

وعلق محمد فاضل "الله يحفظك و يوفقك سيادة رئيس مجلس الوزراء".. وقال علي مجبور "الله يبارك فيك موقف إنساني نتمنى لكم كل الموفقية".. ورأى عمار الاثري "صورة بألف معنى الله شاهد نتمى منك الخير سيدي الرئيس".. بينما كتب أبو آدم "عن الجانب الانساني نتحدث".

من جهته علق علي العراقي بالقول "بالشفاء العاجل ان شاء الله".. بينما رأت فاطمة ثائر "فدووة الله يشافيه".. وبين حميد عبد الله "صوره لطالما تمناها العراقيين".. وقال مرتضى عباس مالك "لا تخيب ظنون الفقره بيك وسر وعين الله ترعاك".. فيما قال محمد الخالدي "شنو هالتواضع الله يبارك بيك ويطول بعمرك يا كاظمي".. من جانبها علقت سوسن صابر "بارك الله فيك".. في حين اكد عمار الربيعي بالقول "اول مرة اشوف رئيس وزراء فيه لمسة إنسانية بالعراق".

يشار الى ان العراق يعد من أكثر دول منطقة الشرق الأوسط انتشارا لمرض السرطان، إذ شهدت معدلات الإصابة بالمرض في البلاد ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب تفاقم مشاكل التلوث البيئي، لا سيما في المحافظات الجنوبية.

ويبلغ المعدل السنوي للإصابة بمرض السرطان في العراق 2500 حالة كل عام، من بينها 20% نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء.

وتفيد أرقام صادرة من وزارة الصحة العراقية بأن أكثر من 25 ألف إصابة بالسرطان مُسجلة في العراق حتى الآن، معظمها بسبب مخلفات الحرب وبعض أنواع الذخائر والأسلحة التي استخدمت خلال غزو العراق عام 2003 وما سبقها من حروب مرت بها البلاد.

وسجل العراق عام 2017 نسبة إصابة بمرض السرطان بلغت 135 مصابًا من بين كل 100 ألف نسمة في البلاد وهي معدلات مرتفعة مقارنة ببقية دول منطقة الشرق الأوسط.

الكاظمي مستقبلا الطفل المصاب بالسرطان حسين علاء وافراد عائلته

ويعاني العراق من قلة عدد الملاكات الطبية المتخصصة بعلاج أمراض السرطان. فعلى الرغم من أن عدد المراكز التخصصية في البلاد قد شهد ارتفاعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة ليبلغ 24 مركزًا متخصصًا بعلاج الأورام السرطانية في عموم المحافظات إلا أن غالبية هذه المراكز ما زالت غير متوافقة مع المعايير العالمية لمراكز علاج السرطان بسبب نقص الخبرات والتجهيزات المختبرية وأجهزة الكشف المبكر عن السرطان.