إسماعيل دبارة من تونس: رفضت منظمات تونسية الأربعاء تعاون وزارة الشؤون الدينية مع منظمة مقرّبة من حركة الهضة الإسلامية لتدريب وتأطير أئمة مساجد وأساتذة في مادة "التربية الدينية".

وقالت حوالى 22 منظمة في بيان استلمت "إيلاف" نسخة منه إنها "تُعبّر عن استغرابها من تعاون وزارة الشؤون الدينية مع جمعية موالية لحركة النهضة لتدريب الأيمة وأساتذة التربية الدينية وتدعو رئيس الجمهورية الى التحرك لضمان احترام الدستور".

وفي 26 يونيو، قال "مركز الاسلام والديمقراطية" الذي يترأسه رضوان المصمودي وهو عضو نشط بحركة النهضة المشاركة في الإئتلاف الحاكم، إنه "يستعد لتنظيم دورات تدريبية، في الأيام القليلة القادمة، ل"تكوين 800 فاعل ديني من 10 ولايات مُختلفة، وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية".

وقالت المنظمات الرافضة لهذا التنسيق بين المنظمة والوزارة في بيانها "إن استمرار مركز الاسلام والديمقراطية الموالي لحركة النهضة في تنظيم حملات ودورات تدريبة للأيمة وأساتذة التربية الدينية والتفكير الاسلامي والواعظين يعدّ انتهاكا صارخا للدستور التونسي وتهديدا لمدنية الدولة".

وذكّر بيان المنظمات بأن الفصل الثاني من الدستور ينصّ على أن "تونس دولة مدنية، تقوم على المواطنة، وارادة الشعب، وعلوية القانون"، في حين يُؤكد الفصل السادس أن الدولة "ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي"، وملتزمة "بقيم الاعتدال والتسامح". كما ينص الفصل السادس عشر على أن الدولة "تضمن حياد المؤسسات التربوية عن التوظيف الحزبي".

وحضت المنظمات الرئيس قيس سعيّد "بصفته المُكلف بالسهر على احترام الدستور" على "التحرّك من أجل وضع حد لمثل هذا الانتهاك الخطير والمُهدّد لمدنية الدولة".

وقال البيان إنّ "ما يبعث على مزيد الانشغال أن مركز الاسلام والديمقراطية، المُوالي لحركة النهضة والمُشيد بمواقفها السياسية خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، تمكّن من تنظيم دورات تدريبية خلال سنتي 2017 و2018 "انتفع بها 400 امام وفاعل ديني في خمس محافظات مختلفة تنفيذا لمشروع أُطلق عليه اسم "اليد في اليد".

ويعرّف "مركز دراسة الإسلام والديمقراطية" (CSID) نفسه بأنه "منظمة غير ربحية، مقرها في واشنطن العاصمة، مكرسة لدراسة الفكر السياسي الإسلامي والديمقراطي ودمجها في خطاب ديمقراطي إسلامي حديث".

ورضوان المصمودي مؤسس ورئيس المركز، يعرف بمناصرته لحركة النهضة الاسلامية، قبل أن ينضمّ اليها رسميا في 3 نوفمبر من العام 2017.

وفي حوار مع جريدة "الصباح" في العام 2019، نفى المصمودي أن يكون المركز مواليا لحركة النهضة رغم انتمائه اليها.

وقال: "المركز مستقل تماما عن كل الاحزاب"، أما بخصوص كونه "أحد اذرعة النهضة في الولايات المتحدة"، فيردّ بكونها "اتهامات باطلة".