إيلاف: تعهدت المملكة المتحدة بتقديم دعم للسوريين الذين يواجهون تهديدًا مزدوجًا من الصراع وفيروس كورونا، وأعلنت عن تقديم 300 مليون جنيه إسترليني على الأقل لدعم السوريين المحتاجين للمساعدة من خلال توفير التعليم والرعاية الصحية والمواد الغذائية، ومساعدتهم في التعافي الاقتصادي.

جاء الإعلان على لسان وزيرة التنمية الدولية آن - ماري تريفليان خلال مشاركتها في مؤتمر التعهدات بعنوان "مساعدة مستقبل سوريا والمنطقة" الذي عُقد في بروكسيل يوم الثلاثاء 30 يونيو 2020.

يذكر أنه، وحسب تقدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد قتلى الأزمة السورية نحو 586,100 منذ سنة 2011 وحتى الآن.

فجوة خطيرة

وقالت وزيرة التنمية البريطانية، في الوضع الحالي، حيث نصف المستشفيات فقط تقدم خدمات بالكامل، وأكثر من سبعة ملايين شخص نازح داخليًا، ما زالت توجد فجوة خطيرة في مجال تقديم الرعاية الصحية إلى جانب ظروف المعيشة في أماكن مزدحمة للغاية – الأمر الذي يزيد خطر انتشار فيروس كورونا.

وأضافت أن من شأن التبرع البريطاني أن يساعد في وقف انتشار الفيروس عن طريق دعم العاملين بتقديم الرعاية الصحية بتوفير التدريب والإمدادات الطبية ومستلزمات النظافة الشخصية. حيث إن منع انتشار فيروس كورونا في البلدان التي تعاني من أنظمة صحية ضعيفة يساعد على حمايتنا جميعًا، حيث لن يكون أحد في مأمن من الإصابة ما لم نكن جميعنا في مأمن.

مداخلة تريفليان
وفي مداخلتها في المؤتمر الافتراضي، قالت وزيرة التنمية الدولية آن-ماري تريفليان: لقد دخل الصراع السوري الآن عامه العاشر، وفي الوقت الحالي فقد أكثر من 500.000 شخص حياتهم، بينما ما يربو على 11 مليون سوري اضطروا للنزوح عن ديارهم مخلفين وراءهم عائلاتهم وسبل معيشتهم ومدارسهم.

وزيرة التنمية الدولية البريطانية آن-ماري تريفليان

وأضافت: ونحن ليس بوسعنا أن نتجاهل، ولن نتجاهل، حجم خطر فيروس كورونا في سوريا التي دمرها أصلًا عقد من الصراع. لهذا السبب تقف المملكة المتحدة إلى جانب الشعب السوري، وتقدم إليه مساعدات منقذة للأرواح حيثما توجد حاجة ماسّة إليها.

بلدان متضررة

وقالت الوزيرة البريطانية: الهدف من مؤتمر بروكسل أيضًا هو جمع أموال لمساعدة بلدان المنطقة المتضررة بسبب الصراع في سوريا، بما فيها لبنان والأردن وتركيا، والتي تستضيف أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري.

تابعت تريفليان قائلة: هذا التمويل من شأنه مواصلة مساعدة العائلات السورية في التعافي من الأزمة، ولتصبح أكثر اعتمادا على نفسها على المدى الطويل. وقد قدمت المملكة المتحدة في السنوات الثلاث الماضية ما يلزم من الأدوات والتدريب والتمويل لتأسيس الأعمال لمساعدة السوريين المحتاجين في أنحاء البلاد إلى أن يصبح لديهم دخل منتظم. وقد أشارت الوزيرة تريفليان في كلمتها إلى ضرورة الدعم الإنساني العاجل، مشددة على ضرورة استمرار المجتمع الدولي في مساعدة السوريين لاستعادة سبل معيشتهم.

تعليم الأطفال

وأشارت الوزيرة إلى أن المملكة المتحدة تساعد كذلك على ضمان حصول 500,000 من الأطفال الأكثر تهميشًا وأكثر عرضة للخطر على تعليم جيد في سوريا. فهذه الجهود تمنح إحساسًا بالاستقرار والسلامة والحياة الروتينية للأطفال، والذين هم جيل نشأ ويعيش طفولته في هذا الصراع.

وقالت: لكن إيصال المساعدات لملايين المحتاجين في سوريا ما زال يصطدم بعراقيل من قبل النظام السوري الذي يرفض طلبات من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة للسماح بإيصال المساعدات، الأمر الذي يطيل معاناة السوريين.

وأكدت وزيرة التنمية البريطانية على أنه من الضروري تجديد قرار مجلس الأمن بشأن إدخال المساعدات عبر الحدود في شهر يوليو الحالي. فالوضع الإنساني في شمال سوريا صعب للغاية، ولا بد من السماح لمنظمات الإغاثة الإنسانية من إيصال المساعدات دون أي عراقيل لمساعدة المحتاجين.

العملية السياسية

وقالت إن المملكة المتحدة تؤيد العملية السياسية بتيسير من الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية دائمة للصراع تحمي حقوق جميع السوريين، ولن تنظر في تقديم أي مساعدات في إعادة الإعمار ما لم تنطلق عملية سياسية حقيقية وواسعة وذات مصداقية.

يشار إلى أنه مع الدعم الجديد البالغ خلال سنة 2020 ما لا يقل عن 300 مليون جنيه إسترليني استجابة للأزمة السورية، يرتفع إجمالي المساعدات المقدمة منذ سنة 2012 إلى 3.3 مليارات جنيه. وهذه الأموال وفرت أكثر من 28 مليون حصة غذائية، وما يربو على 19 مليون استشارة طبية، وأكثر من 13 مليون لقاح في أنحاء المنطقة.

وتبعا لأحدث إيجاز قدمه مكتب الشؤن الإنسانية، عدد الإصابات المؤكدة بمرض كوفيد-19 تبعا لوزارة الصحة هو 269 حالة (9 وفيات و102 تعافوا من الإصابة). إلا أن القدرة على إجراء اختبارات لتشخيص الإصابة محدودة. وهناك خطر أن يصاب بهذا المرض كبار السن، ومن لديهم مشاكل صحية، واللاجئون والنازحون داخليا المعرضون لخطر الإصابة، والعاملون بمجال تقديم الرعاية الصحية.