لندن: بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق، استأنفت الحانات وصالونات الحلاقة والفنادق نشاطها السبت في انكلترا في مرحلة جديدة كبرى من تخفيف تدابير العزل وسط مخاوف من تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد.

وقالت ساندرا جايكوبز "كان شعري غير مرتّب، أرغمت على استخدام القبعات لتغطيته". وساندرا من أولى زبائن دخلوا منذ منتصف الليل، إلى صالونات تصفيف الشعر في حيّ كامدن في لندن. ورغم وضع الكمامات، قالت لوكالة "بي ايه" البريطانية إن قصة شعرها الجديدة جعلتها تشعر "بنوع من الارتياح".

والمملكة المتحدة التي فرضت تدابير العزل بشكل متأخر، لا تزال متأخرة مقارنة بالدول الأوروبية المجاورة لها في الخروج من العزل.

وأودى الفيروس الذي لا يزال بعيداً عن السيطرة في المملكة المتحدة، ب44 ألف شخص في البلد في حصيلة هي الأعلى في أوروبا. وقد تفشى مجددا في ليستر ما دفع السلطات إلى فرض عزل من جديد على منطقة تعدّ 600 ألف نسمة.

لكن على صعيد انكلترا، تُعيد الحانات والفنادق وصالونات تصفيف الشعر ودور السينما والمتاحف فتح أبوابها السبت، الأمر الذي اعتبرته المقاطعات البريطانية الأخرى سريعاً جداً. وفضّلت اسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية اعتماد جدول خاص بها لرفع تدابير العزل.

في حانة في شمال لندن، يحتسي أندرو سلاوينسكي (54 عاماً) أول كأس بيرة منذ ثلاثة أشهر ويقول إن ذلك "رائع"، رغم أن قواعد التباعد الاجتماعي لا تساعد في عودة البهجة إلى أجواء الحانات.

إلا أن كلايف واتسون مؤسس مجموعة "سيتي باب" التي تضمّ 47 حانة في جنوب انكلترا وويلز، يتوقع يوماً "تاريخياً" بالنسبة للقطاع. وقال إن الوضع "كان صعباً للغاية بالنسبة لنا ولزبائننا". وأدى إغلاق الحانات غير المسبوق منذ تفشي الطاعون عام 1665، إلى تراجع شرب البيرة بشكل لم يسبق له مثيل.

وقد تستقطب إعادة فتح الحانات في نهاية الأسبوع 6,5 ملايين شخص، بحسب مركز الاقتصاد وبحوث الأعمال (سي اي بي ار). لكن بحلول نهاية العام، تخشى الرابطة البريطانية للبيرة والحانات إغلاق 40% من الحانات، بحيث تكون 18 ألف مؤسسة غير قادرة على النهوض.

مهرّجون مخمورون

وخلال زيارته حانة في غرب لندن، رحّب وزير المال ريشي سوناك صباح السبت بـ"النبأ السار" بشأن إعادة فتح الحانات والملاهي مذكراً بأنها تشكل "عنصراً حيوياً" في الاقتصاد البريطاني وتشمل قرابة "نصف مليون شخص". وفي مقابلة مع صحيفة "تايمز"، شجّع الوزير البريطانيين على "تناول الطعام في المطاعم" من أجل دعم الوظائف.

إلا أن النشاط يستأنف في ظل خشية من المخاطر الصحية التي قد يتسبب بها تدفق الناس إلى الحانات. وفي بيان مشترك، دعا ممثلو الفنادق والحانات والشرطة الزبائن إلى التصرف بطريقة "مسؤولة" لمساعدة أصحاب المؤسسات "في إعادة الفتح بأفضل طريقة ممكنة".

وترتقب الشرطة أن تكون الحركة كبيرة على غرار النشاط يوم رأس السنة، وفق ما أعلن المسؤول في الشرطة تيم كلاركي.

في المقابل، تخشى المستشفيات التي بالكاد تعمل بعد بلوغ الوباء ذروته، ضغوطاً متزايدة. وصرّح براين بوث المسؤول في اتحاد شرطة ويست يوركشاير، "قبل وباء كوفيد-19، كانت أقسام الطوارئ تشبه أحياناً أيام الجمعة والسبت، سيركاً ممتلئاً بمهرجين مخمورين". وأضاف "لا نريد أن يبدأ ذلك مجدداً".

بحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" ل قناة "سكا نيوز"، فإن 70% من المشاركين في الاستطلاع لا يشعرون بأنهم مرتاحون لفكرة الذهاب إلى حانة أو إلى السينما و60% لفكرة ارتياد مطعم.