توصف حاكمة طوكيو يوريكو كويكي بأنها سياسية محافظة مخضرمة تتمتع بحضور إعلامي لافت جعلها ترتقي سلّم السياسة اليابانية الذي طالما هيمن عليه الذكور.

والمذيعة السابقة التي لطالما رأى فيها كثيرون أول رئيسة وزراء محتملة لليابان، وجدت نفسها تحت الأضواء خلال أزمة تفشي كوفيد-19، إذ ظهرت يوميا على التلفزيون لتقديم إيجاز لسكان المدينة الضخمة البالغ عددهم 14 مليونا بشأن التطورات المرتبطة بالفيروس.

وتباينت خطاباتها الهادئة والمنمّقة المليئة بالشعارات اللافتة بشكل كبير مع تلك الصادرة عن رئيس الوزراء شينزو آبي التي توصف بأنها جامدة ومبهمة.

وفازت كويكي (67 عاما) بسهولة بولاية ثانية لكن معارضيها يشيرون إلى أنها اهتمت في سنواتها الأربع الأولى كحاكمة لطوكيو بالبروز إعلاميا أكثر من أداء مهامها.

ويعد تبني كويكي، التي تتقن الانكليزية وتتحدّث العربية، مبدأ "الأممية" نادرا في السياسة اليابانية التي تتسم بالانغلاق إلى حد ما والتركيز على الشؤون الداخلية.

ودرست كويكي المولودة في مدينة آشيا غرب اليابان عام 1952 في جامعة "كانسي غاكوين" قبل تخرّجها من جامعة القاهرة في مصر عام 1976.

وبعد عملها كمترجمة لفترة، انتقلت للعمل كمذيعة تلفزيون فأجرت مقابلات مع شخصيات بينها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وفازت بداية بمقعد في مجلس المستشارين في البرلمان الياباني عام 1992 قبل أن تنتقل إلى مجلس النواب الأكثر نفوذا في العام التالي.

وانضمت إلى الحزب الليبرالي الديموقراطي الياباني الحاكم في 2002 وتولّت منصب وزيرة البيئة عام 2003.

وفي ولاية آبي الأولى كرئيس للوزراء، عملت كويكي مستشارة خاصة قبل أن تصبح أول وزيرة دفاع في اليابان.

ورغم تقرّبها من كبار الشخصيات السياسية، إلا أنها حظيت بدعم فاتر في صفوف الحزب الليبرالي الديموقراطي وفشلت في تولي زعامته.

وعندما ترشّحت لمنصب حاكم طوكيو في 2016، دعم الحزب الليبرالي الديموقراطي مرشّحا آخر.

لكن سكان طوكيو دعموا حماستها للإصلاح وانتخبوها كأول حاكمة للعاصمة اليابانية التي يقطنها أكثر من عشر سكان اليابان.

"حزب الأمل"

في العام التالي، خاطرت بإطلاق "حزب الأمل" الجديد، لكن دعمه تراجع بعد بداية واعدة بدا حينها أنها قد تمثّل تحديا كبيرا لآبي.

ولكن اثر قرارها البقاء حاكمة لطوكيو، سرت شكوك بشأن الشخصية التي ستتولى رئاسة الوزراء في حال فاز حزبها في الانتخابات الوطنية وتعرّضت لهزيمة كبيرة في الاقتراع.

وحافظ آبي وكويكي، الحليفان اللذان أصبحا خصمين، على علاقة عمل ودية أثناء تحضيرهما معا لأولمبياد طوكيو الذي كان سيشكّل إرثا سياسيا مهما لكليهما.

لكن تم تأجيل الأولمبياد على خلفية وباء كوفيد-19 بعد تحضيرات مكلفة.

وما لبثت كويكي أن نقلت تركيزها إلى مكافحة الوباء لتقدّم إيجازات يومية لوسائل الإعلام وتوجه تحذيرات لأهالي طوكيو من أن الأسوأ لم يأت بعد.

وكررت شعاراتها اللافتة لمكافحة الفيروس خلال تصريحاتها المتلفزة لتشجيع اليابانيين على التزام منازلهم وتجنّب الحشود.

وفي مسعاها للفوز بولاية ثانية، أدارت كويكي بارتياح حملة مستقلة عبر الإنترنت وسط دعم علني من أبرز أعضاء الحزب الليبرالي الديموقراطي.