نصر المجالي: حيا البريطانيون، مساء الأحد، بالتصفيق من شرفات وبوابات منازلهم ومن شوارع مختلف المدن عبر المملكة المتحدة هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، احتفالا بالذكرى الـ72 لتأسيس الهيئة، التي ساهم مئات الآلاف من منتسبيها بمواجهة جائحة فيروس كورونا في الأشهر الأربعة الماضية.

وقاد رئيس الوزراء بوريس جونسون حملة التصفيق، التي شاركت فيها مختلف فئات الشعب البريطاني على اختلاف مواقعهم، واستقبل في 10 داونينغ ستريت الممرضين والأطباء الذين أنقذوا حياته خلال معركته مع الفيروس التاجي. وأضيء مقر الحكومة وعدد من المؤسسات باللون الأزرق احتفالا بالمناسبة.

يشار إلى أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (بالإنكليزية: National Health System)‏ وتختصر NHS "إن إتش إس" هي نظام تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في المملكة المتحدة وهو ممول من قبل الضرائب العامة من المواطنين.

وتوظف الهيئة حوالي 1.33 مليون شخص، وهذا يجعلها رابع أكبر موظّف بعد الجيش الصيني، خطوط سكك الحديد الهندية، وشركة (وول مارت). عدد الموظفين الذين يعملون بكامل الوقت هو 980,000 شخص.

شكر

وإلى ذلك، شكر جونسون في بيان العاملين في هيئة الخدمات الصحية، وجميع مقدمي الرعاية لدينا على كل ما فعلته وما زلت تفعله لإبقائنا في حالة جيدة ورعايتنا بكل إخلاص.

وأضاف رئيس الوزراء: "في الأشهر القليلة الماضية، وفي الواقع خلال الـ 72 عامًا الماضية، مثلت هيئة الخدمات الصحية أفضل ما في هذا البلد. سيكون امتناننا لك إلى الأبد".

وقال جونسون: "في هذا المساء، تشرفت باستضافة أولئك الذين اعتنوا بي في مستشفى سانت توماس في مقر 10 داونينغ ستريت، حيث نحتفل بمرور 72 عامًا على خدماتنا الصحية الرائعة."

لحظة خاصة

ومن بين من التقاهم رئيس الوزراء الممرضان لويس بيتارما وجيني ماكغي والأطباء نيك برايس ونيكولاس هارت، بعض الأطباء الذين عالجوه من فيروس كورونا في مركز العناية المكثفة في مستشفى سانت توماس في جنوب لندن.

وقاد جونسون هو ومؤسسة حملة التصفيق لهيئة الخدمات الصحية الوطنية آن ماري بلاس من أمام 10 داونينغ ستريت وقفة التصفيق مسا يوم الأحد، وقالت السيدة بلاس إنها تشعر "بالفخر الشديد" لانضمامها لرئيس الوزراء في "اللحظة الخاصة للغاية".

كما انضم لوقفة التصفيق المحارب المخضرم في الحرب العالمية الثانية وجامع التبرعات لـ NHS الكابتن السير توم مور، من أمام منزله في مقطع فيديو شاركه على تويتر.

الأمير تشارلز

كما شارك في وقفة التصفيق، ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أمير ويلز الذي أعرب عن أمله في أن تصبح حملة التصفيق لهيئة الخدمات الصحية الوطنية "تقليدًا سنويًا".

وقال الأمير: "إن الوباء الحالي يعني أن NHS - والدولة بأكملها - مرت بأكثر وقت اختبار في تاريخ الخدمة الصحية"، وأضاف: "لقد قدم الممرضات والأطباء والمساعدون الطبيون وغيرهم من الموظفين الذين لا حصر لهم بشكل ملحوظ تضحيات باهظة الثمن لتوفير العلاج لأكثر من مائة ألف مريض مصاب بفيروس التاجي وآلاف آخرين ممن يحتاجون إلى رعاية أخرى".

وأكد ولي العهد: "وفي تكريم لهم، اجتمعنا كأمة لنشكرهم على مهارتهم واحترافهم وتفانيهم."

زعيم العمال

وفي غضون ذلك، قال زعيم حزب العمال المعارض السير كير ستارمر إن الخدمة الصحية كان لها صدى شخصي له لأن والدته الراحلة كانت ممرضة واعتمدت فيما بعد على خدمات الهيئة عندما أصبحت مريضة.

وأضاف السير كير: "حينما أصيبت والدتي بمرض خطير كانت هيئة الخدمات NHS هي التي التفتت إليها، وأتذكر عندما كنت صبيا، في وحدات العناية المركزة، حيث كانت مع أمي، كنت أشاهد كيف أن الممرضات وموظفي الدعم الآخرين يحاولون إبقاء أمي على قيد الحياة".

ونوه الزعيم العمالي المعارض إلى أن العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية "فعلوا ذلك في أكثر من مناسبة - إنه محفور في ذاكرتي. بالنسبة لهم، كانت مجرد وظيفة يومية. كانوا يفعلون ذلك كل يوم".

وختم قائلا: "لذا فهذه تجربة شخصية للغاية بالنسبة لي وأنا ممتن للغاية لـ NHS وكانت أمي ممتنة للغاية، فقد أحبت NHS خلال العقود العديدة التي كانت تعتمد عليها تمامًا."

ومن جانبها، صفقت الوزير الأول الاسكتلندي نيكولا ستورجون من على عتبة باب سكنها لهيئة الخدمات الوطنية الصحية في ذكرى ميدها الـ72 قائلة في تغريدة: "شكرا لكم على كل شيء".