نصر المجالي: تراجعت اتهامات إيران لإسرائيل وجهات خارجية معادية في شأن حادث مجمع "نطنز" وحريق مستوصف ""سينا اطهر" في طهران، إلى توجيه الاتهامات إلى مسؤولين مقصرين مع وعود بمحاسبتهم قضائيا وبرلمانيا.

وأكد رئيس السلطة القضائية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي في تصريح له، اليوم الاثنين، خلال اجتماع المجلس الاعلى للسلطة القضائية حول قصور بعض المسؤولين في انجاز مسؤولياتهم القانونية في حادثي مستوصف "سينا اطهر" في طهران ومجمع نطنز النووي للتخصيب في أصفهان: ان السياسة الحاسمة لجهاز القضاء هي متابعة محاسبة المسؤولين المقصرين في أداء مسؤولياتهم.

وشهدت إيران انفجارا في مبنى تابع لمحطة (نطنز) النووية، وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين، رفضوا الكشف عن أسمائهم، إن الانفجار نتج عن هجوم سيبراني، فيما قال مسؤولون آخرون إن "إسرائيل يمكن أن تكون وراء الهجمات" لكنهم لم يقدموا أي دليل يدعم مزاعمهم.

محاسبات قانونية

وأضاف كبير القضاء الإيراني، لقد اوعزت للمنظمة القضائية في القوات المسلحة ومنظمة التفتيش والنيابة بأن يحاسبوا وفقا للقانون المدراء الذين لم يقوموا بمسؤولياتهم.

وحول الاوضاع الاقتصادية قال رئيسي: إن عدم ادارة السوق وتذبذبات الاسعار يؤذيان المواطنين وبغية ايجاد الاستقرار في السوق فاننا بحاجة الى عمل جهادي ومشروع اقتصادي شامل.

وأشار الى ان عدم الانضباط المالي يلحق الاضرار بالبلاد واضاف، انه لا ينبغي وضع موارد البلاد تحت تصرف افراد عديمي الاهلية لا يوفون بالتزاماتهم، واكد ضرورة البت في المخالفات المرتكبة من قبل المصدرين والمستوردين في ما يتعلق بالعملة الصعبة، داعيا للإعلان عن اسمائهم.

وعلى وقع حادث مفاعل (نطنز) فإنه من المقرر ان يحضر وزير النفط، بيجن نامدار زنكنة، ووزير الطاقة رضا اردكانيان، يوم غد الثلاثاء اجتماع لجنة الطاقة بالبرلمان الايراني.

وسيرافق مسؤولو وخبراء وزارتي النفط والطاقة الوزيرين زنكنة واردكانيان في اجتماع لجنة الطاقة البرلمانية بمجلس الشورى الاسلامي يوم غد الثلاثاء.

سيناريوهات

وأعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل عموئي عن وجود سيناريوهات متعددة تبحث حالياً بشأن حادث (نطنز) مشيراً إلى أن النتائج النهائية سيعلن عنها قريبا.

ولفت عموئي لفت أن خبراء من مختلف المراكز الأمنية والاستخباراتية درسوا الحادث من جميع أبعاده، واعتبر أن أسباب الحادث تم تحديدها بالكامل وفقاً لإعلان المجلس الأعلى للأمن القومي، لكن لا يمكن الإفصاح عن نتائجها حالياً لدواعٍ أمنية، وخصوصا ما حصل الخميس في التخصيب في "نطنز" بأصفهان.

وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أكد أن إحدى الصالات في فناء موقع نطنز تعرضت لإضرار نتيجة حادث، لم يوقع ضحايا بشرية، ويجري التحقيق بشأنه.

وتقول مصادر متابعة إن تلك الحوادث ربما تكون وراءها حرب "سيبرانية" ضد إيران ومواقعها النووية، كما دأبت عليه منذ مدة الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، على الرغم من أن المصادر عينها لم تصل إلى حد اتهام أي منهما بشكل مباشر.

وقال كمالوندي: من هنا فإن إيران تنتظر نتائج التحقيق في حادثة نطنز لكن لاعتبارات أمنية سيتم الإعلان عنه في وقت مناسب.

كلام صالحي

من جهته، أکد رئیس منظمة الطاقة الذریة الإيرانية، علي أکبر صالحي، أن "سیناریوهات مختلفة لحادث نطنز قید التحقیق وسنعلن النتائج المؤکدة قریبا".

وقال صالحي: "قامت فرق من خبراء مختلف وحدات الأمن والاستخبارات بالتحقیق فی کافة الجوانب وقد حدد المجلس الأعلی للأمن القومي سبب الحادث، ولكن لم یتم الإعلان عنه لأسباب أمنیة"، وذلك حسب وكالة "إسنا" الإيرانية.

وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومی والسیاسة الخارجیة بالبرلمان الإيراني أبوالفضل عمویی إن "صالحي قدم إیضاحات فی جلسة أمس الأحد بشأن حادث نطنز وتطرق إلی تعاون إیران مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة في الفترات الماضیة"، موضحا أنه للأسف في القرار الأخیر لمجلس الحكام تم الاستناد إلی مزاعم جهاز التجسس للكيان الصهیوني في طلب وصول الوکالة إلی مواقع وأن هذا النهج هو محط انتقادنا".