طهران: أعلنت إيران الثلاثاء أعلى حصيلة يومية لوباء كوفيد-19 بلغت 200 وفاة، ما يشير إلى تدهور الوضع الصحي في هذا البلد.

وسجّلت آخر أعلى حصيلة الأحد وبلغت 163 وفاة، بينما سجلت في 29 حزيران/يونيو 162 وفاة.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية سيما سادات لاري أن الوفيات الإضافية التي سجلت الثلاثاء ترفع "العدد الإجمالي لوفيات (الفيروس) إلى 11931"، من بين 245,688 إصابة مؤكدة في إيران بفيروس كورونا المستجد.

وقالت إن "الزيادة في عدد الوفيات مؤلمة بالنسبة لنا جميعا"، مضيفة أنها "نتيجة جميع سلوكياتنا وأفعالنا".

ولا تزال الجمهورية الإسلامية، التي أعلنت أولى الإصابات بكوفيد-19 على أراضيها في شباط/فبراير، البلد الأكثر تضرراً من الوباء في الشرق الأوسط.

وتواجه إيران منذ أسابيع تزايداً بعدد الإصابات والوفيات اليومية الجديدة.

وحذرت السلطات أكثر من مرة من تراخي السكان في اتباع التدابير الصحية، لا سيما وضع الكمامة والامتناع عن المشاركة في التجمعات.

وأكدت المتحدثة ارتفاعاً كبيراً بعدد الإصابات في مدينة لم تكشف اسمها، و"حيث نظم السكان نحو 50 زفافاً في الأيام الأخيرة".

وفي إطار مكافحتها لتفشي الوباء، لم تفرض السلطات الإيرانية قط عزلاً على السكان، لكنها أصدرت سلسلة قيود مثل منع التجمع، وخصوصاً التجمعات الدينية والرياضية، مع الحد من النشاط الاقتصادي ومنع التنقل وغيرها من التدابير.

- "كمامة دائماً" -
لكن تحت ضغط تدهور الوضع الاقتصادي، وبهدف تفادي تراجع إضافي للنشط الاقتصادي المتضرر أصلاً من العقوبات الاقتصادية الأميركية، رفعت الحكومة تدريجياً تلك القيود اعتباراً من نيسان/ابريل، في وقت بدا فيه أن الوباء يتراجع.

إلا أن الأرقام الرسمية تؤشر إلى عودة للوباء منذ مطلع أيار/مايو.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية إرنا الثلاثاء عن إصابة 12 عضواً في صفوف فريق استقلال لكرة القدم، أحد أبرز أندية هذه الرياضة في إيران، إثر استئناف البطولة المحلية في 25 حزيران/يونيو بعد تعليقها لنحو أربعة أشهر بسبب كوفيد-19.

ومع تسارع تفشي الوباء من جديد، طلبت السلطات من المحافظات الأكثر تضرراً إعادة فرض قيود صحية.

ومنذ تموز/يوليو، بات وضع الكمامة إلزامياً في الأماكن العامة "وحيث هناك تجمعات".

ويحاول مسؤولون كبار في الجمهورية الإسلامية مثل المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، أن يكونوا قدوة للسكان في هذا المجال، بحيث وضعوا الكمامة علناً في إطار حملة وطنية كبرى نقلتها وسائل الإعلام الرسمية، وحثوا السكان على القيام بالمثل.

كما يكرر التلفزيون الحكومي الذي بات مقدموه يضعون الكمامات، رسالة جديدة طوال النهار هي "ضعوا الكمامة".

وقالت لاري الثلاثاء "احملوا كمامة دائماً عندما تخرجون من المنزل".

إلا أن تطبيق هذا التدبير الأخير قد يواجه عقبات لا سيما في طهران حيث يبقى الوضع الوبائي دقيقاً.

ولا يزال العديد من السكان يترددون في وضع الكمامة في وسائل النقل العام على الرغم من أن ذلك إلزامي منذ أكثر من شهرين.