إيلاف من الرياض: رشّحت السعودية، الأربعاء، المستشار في الديوان الملكي محمد التويجري، لتولي منصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية.

وأكدت البعثة السعودية لدى منظمة التجارة العالمية في مذكرتها إلى المنظمة، "إيمان الرياض الكبير بالنظام التجاري متعدد الأطراف ودور المنظمة الحيوي في هذا النظام"، مشددة على أهمية أن يكون "قوياً يعزز الانفتاح القائم على قواعده متعدد الأطراف".

وأشارت البعثة في بيانها إلى "إدراك المملكة أهمية الدور المحوري الذي تؤديه المنظمة في صياغة وإنفاذ قواعد التجارة الدولية، ورعاية وتطوير الاقتصاد والتجارة دولياً".

وحسب البيان الذي نقلته جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، فإنّ ترشيح التويجري يأتي "في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم متغيرات كبيرة في منظومة التجارة، استشعاراً من السعودية لمسؤولياتها في ظل رئاستها الحالية لقمة العشرين، كما يعكس استمرارها في دعم الجهود الدولية للنهوض بالمنظمة، وصياغة رؤية استراتيجية للدول الأعضاء بمجموعة العشرين لتعزيز دور التجارة المهم في دفع النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة".

ويتمتع مرشح السعودية لمنصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، بسجل حافل من الخبرات والتجارب العملية، فقد حصل على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود في عام 1998، وشغل العديد من المناصب القيادية التي أهلته للترشح لشغل المنصب بكفاءة واقتدار، من أبرزها منصب وزير الاقتصاد والتخطيط إلى جانب عضويته في مجلس الوزراء ومجلس الشؤون الاقتصادي والتنمية من 2017 إلى 2020، وتوليه منصب نائب وزير الاقتصاد والتخطيط، والأمين العام للجنة المالية في الديوان الملكي من 2016 إلى 2017، إضافة الى توليه منصب نائب رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الوطني، ورئاسته برنامج التحول الوطني، وتأسيسه شراكات استراتيجية في عدة دول.

وسبق للتويجري أن شغل منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء، كما تولى رئاسة مجلس إدارة المركز الوطني للتخصيص، إضافة الى عضويته في مجلس إدارة كل من شركة أرامكو وصندوق الاستثمارات العامة، وتوليه منصب الرئيس التنفيذي ونائب الرئيس في بنك (HSBC) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 2014 إلى 2016، والرئيس الإقليمي لإدارة الخدمات المصرفية في بنك (HSBC) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 2010 إلى 2014، والرئيس التنفيذي لشركة (JP Morgan) في السعودية من 2007 إلى 2010.

وازدادت ترشيحات اللحظة الأخيرة لمنصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، إذ بات سبعة مرشحين يتنافسون لتولي قيادة المنظمة التي تتعرض لهجمات واشنطن وتواجه تحديات هائلة في وسط أزمة اقتصادية عالمية ازدادت حدة مع تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقبل ساعات من إغلاق باب الترشيحات الأربعاء في الساعة 16,00 ت غ، أعلن وزير التجارة الخارجية البريطاني السابق ليام فوكس ترشيحه، مدعوما من رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وقبل ساعات من ذلك، قدمت كينيا أيضا ترشيح وزيرتها للرياضة أمينة محمد التي سبق أن ترأست أكبر ثلاث هيئات في المنظمة.

كما يتنافس خمسة مرشحين آخرين من مصر والمكسيك ومولدوفا ونيجيريا وكوريا الجنوبية لخلافة الدبلوماسي البرازيلي روبرتو أزيفيدو الذي سيغادر المنصب نهاية أغسطس قبل عام من انتهاء ولايته الثانية.

وسيتعيّن على المدير الجديد إعادة إحياء المحادثات التجارية المجمّدة والتحضير لمؤتمر 2021 الوزاري، الذي يعد بين أهم المناسبات التي تنظّمها الهيئة، وتحسين العلاقات مع واشنطن.

وجمّدت الولايات المتحدة، التي هددت بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية، محكمة الاستئناف التابعة لهيئة تسوية النزاعات في المنظمة منذ ديسمبر. وتطالب واشنطن بإزالة الصين من قائمة الدول ذات الاقتصادات النامية.

وأعلن أزيفيدو (62 عاما) في منتصف مايو أنه سينهي ولايته الثانية ومدتها أربع سنوات قبل أوانها لأسباب شخصية، ما دفع المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا وتضم 164 بلدا للبحث عن خليفة له في غضون ثلاثة أشهر بدلا من تسعة كما جرت العادة.

وبدلا من الانتخابات، تقوم عملية اختيار المدير العام المقبل للمنظمة على الإجماع، حيث يتم حذف المرشّحين بالتدريج.

ويمكن اللجوء إلى التصويت كملاذ أخير، لكن لم يسبق أن حصل هذا السيناريو في تاريخ المنظمة.