يتقدم الإعلان الرقمي على الإعلان التقليدي، وثمة اتجاه قوي نحو رقمنة قطاع الإعلان في السعودية، تماشيًا مع العصر الإعلاني الجديد.

إيلاف من دبي: قال العضو المنتدب لشركة تهامة للإعلان والعلاقات العامة السعودية، عبد الكريم المعيوف، خلال لقاء مع "سي أن بي سي عربية" إن الأزمة الحالية ستقلص من فرص الشركة للنمو المستقبلي، مؤكداً أن تهامة ستركز على رقمنة قطاع الإعلان والاستحواذ على شركات ناشئة.

تزايد المحتوى الإعلاني

يلتقي هذا الكلام مع تصدر السعودية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم العربي في منصات تويتر وإنستغرام وسناب شات، فيما استحوذت مصر على صدارة الأكثر استخدامًا لشبكة فيسبوك، بحسب التقرير عن أبريل 2020، وبالتالي تصاعدًا في الطلب على الإعلانات الرقمية.

لذا، يلحظ متابع نشاط المستخدمين السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية تزايدًا في صناعة المحتوى بمختلف أشكاله، وخصوصًا المحتوى الإعلاني. فقد دفع التوجه الكثيف ناحية المنصات الرقمية شركات الإعلان كي تزيد نسبة اعتمادها على الترويج الرقمي من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ورصد المزيد من المال لميزانيات البرامج الإعلانية.

لم يقتصر هذا الأمر على شركات القطاع الخاص، بل أقبلت عليه الوزارات والجهات الحكومية، مقدمةً خدماتها إلكترونيًا بالترويج على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.

ليس جديدًا

الاتجاه صوب رقمنة قطاع الإعلان في السعودية ليس جديدًا، بل يواكب تطورًا مشابهًا على المستوى العالمي. ففي عام 2017، قال اختصاصي الإعلام سيف بن سالم السويلم، في تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن العالم أنفق في عام 2015 أكثر من 161 مليار دولار على الإعلانات الإلكترونية. وفي عام 2016، ارتفع هذا الإنفاق إلى 194.6 مليار دولار، وتجاوز في عام 2017 مبلغ 229.25 مليار دولار.

في فبراير الماضي، توقّع تقريرٌ حديث أصدرته (e Marketer) للبحوث التسويقية وصول حجم الإنفاق العالمي على الإعلانات الرقمية خلال عام 2022 إلى 457.9 مليار دولار، مقارنة بـ380.4 مليار دولار في 2020، بزيادة 77.5 مليار دولار.

وبحسب التقرير، أنفق كلٌّ من الصين والولايات المتحدة أكثر من 10 مليارات دولار خلال العام الماضي، على الإعلانات الرقمية.

وزّع الإنفاق على مختلف الوسائط الإعلانية بواقع 44.3 مليار دولار سنويًّا على إعلانات الأونلاين، يليها عمليات البحث المدفوعة على شبكة الإنترنت بــ22.4 مليار دولار، ثم التليفزيون بـ6.8 مليار، يليها إعلانات الطرق بـ3 مليارات دولار. وتأتي السينما فى المركز الخامس بـ2.1 مليار، ثم الراديو بـ1.2 مليار دولار.

تفوق الرقمنة

يعد عام 2019 هو الذي تفوقت فيه الرقمنة على التلفزيون، حيث شكل الإنفاق الإعلاني الرقمي نسبة 38.3 في المئة من إجمالي الإنفاق الإعلاني، متجاوزًا نسبة المشاهدة على التلفزيون بنسبة 35.5 في المئة، مع تفوق الإنفاق الإعلاني للجوال على أجهزة الكمبيوتر المكتبية كحصة من إجمالي الإنفاق الرقمي بقيمة 121.1 مليار دولار، بحسب تقرير "الإنفاق الإعلاني العالمي" الصادر عن شركة كارات الإعلامية.

ومن حيث الإيرادات في عام 2019، شكلت الإعلانات أغلبية الإيرادات الإجمالية لشركة غوغل، والتي بلغت 134.81 مليار دولار، أي نحو 70.9 في المئة من إيرادات الشركة الإجمالية.

في العام نفسه، شكلت عوائد الإعلان نحو 98.5 في المئة من إيرادات فايسبوك العالمية. فقد بلغت عائدات إعلانات فايسبوك ما يقرب من 69.7 مليار دولار. أما إنستغرام فحقق 20 مليار دولار من عائدات الإعلانات في 2019.

أثر كورونا

اليوم، تركت جائحة كورونا أثرًا بارزًا في سوق الإعلان العالمي: انخفض الإنفاق على الإعلان في قطاعات عدة كالسينما والتلفزيون والجرائد، لكن انخفاضه كان أقل في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.

تقول شركة visual capitalist لتحليل البيانات إنه بينما يتكيف المعلنون مع تزايد استهلاك وسائل الإعلام في المنزل إبان الحجر الذي فرضته الجائحة، تبدو المنافسة بين إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية تشتد. قبل كورونا، قُدر نمو الاستثمار الإعلاني العالمي بنسبة 7.1 في المئة في عام 2020، بينما تشير التقديرات اليوم إلى انكماش القطاع بنسبة سالبة وصلت إلى 8.1 في المئة، أي بما يعادل 50 مليار دولار تقريبًا، نتيجة تغيّر أصاب سلوك المستهلك بسبب الوباء.

تضيف الشركة أنه إذ أخذت في الحسبان توقعات النمو قبل الوباء، تبلغ الخسارة الإجمالية اليوم لقطاع الاستثمار الإعلاني نحو 96.4 مليار دولار.