قالت مصادر موثوقة إن الحكومة البريطانية رفضت عروضاً للانضمام إلى محاولة الاتحاد الأوروبي للحصول على لقاح فيروس كورونا وسط غضب من "التأخيرات المكلفة" لإنجاز اللقاح.

ويخطط الاتحاد الأوروبي لإنفاق حوالي 2 مليار يورو (1.8 مليار جنيه استرليني) على الشراء المسبق للقاحات التي تخضع للاختبار نيابة عن الدول الأعضاء الـ 27.

وتجري المملكة المتحدة محادثات مع بروكسل بشأن الخطة منذ أسابيع، والتي تهدف إلى الاستفادة من قوة المفاوضة الجماعية للكتلة الأوروبية *لإبرام صفقات مع عمالقة الأدوية العالمية.

لا تأكيد كافيا

وقالت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، إنه يُعتقد أن وزير الأعمال البريطاني ألوك شارما، قد ابتعد عن فرصة الاتفاق حيث أنه لم يتلق "تأكيدًا كافيًا" على أن المملكة المتحدة ستحصل على ما يكفي من اللقاحات في الوقت المناسب.

وتقول تقارير صحفية، إنه من المتوقع أن يثير قرار عدم المشاركة البريطانية في الخطة الأوروبية رد فعل عنيفًا بين نواب المعارضة، الذين اتهموا حكومة بوريس جونسون بـ"العمى السياسي" حتى من قبل قرار خروج بريطانيا من الاتحاد.

ومع ذلك، قالت مصادر حكومية لـ(تلغراف) إن المسؤولين يعتقدون أن التوقيع على البرنامج المشترك مع الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يؤخر إطلاق لقاح ناجح في المملكة المتحدة لمدة تصل إلى ستة أشهر مع بدء المفاوضات بشأن التوزيع.

وزعم هؤلاء المسؤولين أن الدول التي اختارت المشاركة في اللقاح الأوروبي ستخضع أيضًا لما يسمى "سقف الحجم"، أو الحد الأقصى لعدد الجرعات المخصصة لكل دولة عضو.

لكنّ المطلعين قالوا إن المملكة المتحدة لن يكون لها رأي في المفاوضات أو التسعير أو الجدول الزمني لتقديم اللقاح لأنه لم يعد دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي.

القوة الشرائية الجماعية

ويشدد الاتحاد الأوروبي على أن "القوة الشرائية الجماعية" ستمكن المشاركين من خفض التكاليف. لكنّ المسؤولين يجادلون بأن الفوائد "محدودة" لأن معظم شركات الأدوية تقدم المملكة المتحدة أسعارًا مماثلة للدول الأخرى.

وأصر مصدر آخر على أن القرار "لن يضر بالجهود" التي تبذلها فرقة عمل اللقاحات الحكومية البريطانية، التي تنسق الجهود للبحث وإنتاج لقاح آمن.

يشار إلى أن حكومة المملكة المتحدة كانت أبرمت بالفعل صفقة ثنائية مع جامعة أكسفورد وشركة الأدوية العملاقة أسترازينيكا AstraZeneca، بالإضافة إلى جامعة إمبريال كوليدج لندن لتسريع تجارب اللقاح.

يذكر أنه في حال نجاح تحالف جامعة أكسفورد وأسترازينيكا، فإن المملكة المتحدة ستتصدر أول متلقي اللقاح الذي بدأ المرحلة الثانية من التجارب البشرية في مايو الماضي.

وقال وزير الأعمال البريطاني ألوك شارما إن الحكومة تهدف إلى توفير 30 مليون جرعة لقاح فيروس كورونا بحلول شهر سبتمبر المقبل، إذا نجحت التجارب في المملكة المتحدة.