إيلاف من لندن: قبل يومين من اجتماع مقرر لمنظمة أوبك وحلفائها، أبلغ العراق السعودية اليوم الاثنين أنه سيلتزم بقرار خفض الإنتاج الذي قررته المنظمة مؤخراً ابتداءً من الشهر المقبل بشكل كامل، فيما قال الأمين العام للمنظمة إن سوق النفط تقترب من الوصول إلى التوازن بفضل ارتفاع تدريجي للطلب على النفط الخام.

وخلال اتصال هاتفي مع وزير الطاقة السعودي عبدالعزيز بن سلمان الاثنين، أبلغ وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار نظيره السعودي بموعد التزام بلاده بإتفاق خفض الإنتاج وفق اتفاق منظمة أوبك +، موضحاً أن بغداد سترفع مستوى التزامها إلى 100 في المئة ابتداءً من الشهر المقبل.

وبحث الوزيران التطورات التي تشهدها الأسواق النفطية وتحسن الطلب العالمي على البترول ومسيرة العمل باتفاقية خفض الإنتاج الحالية لدول أوبك +، بحسب ما أشار بيان صادر عن وزارة النفط العراقية تابعته “إيلاف". وفي ختام المباحثات، صدر عن الوزيرين بيان مشترك أكدت فيه المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق التزامهما التام باتفاق أوبك +، وأثنى الوزير السعودي على أداء العراق في إطار الاتفاق، حيث وصل مستوى الالتزام من طرفه في شهر يونيو الماضي إلى ما يقارب 90 في المئة، على ما تؤكد مصادر مراقبة. وعبر الوزير عن ثقته بأن العراق سوف يواصل السعي إلى تحسين مستوى التزامه.

من جانبه، أكد الوزير العراقي التزام العراق باتفاق أوبك +، مشيراً إلى أن بلاده سترفع مستوى التزامها إلى 100 في المئة ابتداءً من الشهر المقبل، مع التزام بالتعويض خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر عن كميات الإنتاج الزائدة خلال مايو ويونيو الماضيين. وفي ختام الاتصال الهاتفي، أكد الوزيران أن ما تبذُله الدول المشاركة في اتفاق أوبك + من جهود باتجاه الالتزام بنسب خفض الإنتاج يعزز استقرار أسواق البترول العالمية ويعجل بتحقيق توازنها.

اقتراب من التوازن

يأتي ذلك فيما قال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو الاثنين إن سوق النفط تقترب من الوصول إلى التوازن بفضل ارتفاع تدريجي للطلب على النفط الخام، وذلك قبل يومين من اجتماع مقرر بين أوبك وحليفتها روسيا لتقرير ما إذا كان سيجري تقليص تخفيضات الإنتاج اعتباراً من الشهر المقبل.

وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها المعروفون باسم أوبك + الإنتاج منذ مايو الماضي بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً، بعد أن أجهزت جائحة كورونا على ثلث الطلب العالمي وتسببت بانهيار الأسعار.

ومن المقرر تقليص التخفيضات إلى 7.7 مليون برميل في اليوم حتى ديسمبر المقبل، بالرغم من أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد. وتجتمع لجنة تسمى لجنة المراقبة الوزارية المشتركة الأربعاء للتوصية بالمستوى التالي من التخفيضات.

وقال باركيندو إن إعادة الفتح التدريجي للاقتصادات والمجتمعات حول العالم وفرت عودة مطلوبة بشدة لمعدلات الطلب، في حين ساعدت تخفيضات المعروض على كبح اتجاه متزايد بسرعة للمخزونات. وأضاف ان اتجاهات العرض والطلب “تساعد في تقريبنا خطوة بخطوة نحو تحقيق سوق متوازنة".

ويشير هذا التقييم من باركيندو خلال عرض بُث عن بعد اليوم إلى احتمال إدخال تغييرات جذرية على اتفاق أوبك +. ولم يعلق الأمين العام بصورة مباشرة على ما إذا كان المنتجون سيقلصون تخفيضات الإمداد.

ورجحت مصادر بأوبك + الشهر الماضي أن تراجع أوبك وروسيا التخفيضات ابتداءً من الشهر المقبل. ويمكن أن تكون الزيادة الحقيقية في الإنتاج أقل من مليوني برميل يومياً بالنظر إلى أن العراق وبلداناً أخرى تعهدت بامتثال يزيد عن حصصهم للتعويض عن عدم تنفيذ كل التخفيضات خلال الشهرين الماضيين.

وأبلغت مصادر في صناعة النفط رويترز بأن صادرات السعودية من النفط في أغسطس ستبقى بمستويات يوليو الحالي، إذ أن الكميات الإضافية التي من المنتظر أن تضخها المملكة سيجري استخدامها محلياً.