في ظل الحصار الحوثي لتعز اليمنية، وبسبب الأوضاع الصحية والاقتصادية المتدهورة، لا يجد اليمنيون هناك بدًا من الرحيل إلى مكان آمن، على الرغم من أن الضائقة الاقتصادية ستلاحقهم أينما ذهبوا في بلادهم.

إيلاف من الرياض: الوضع في تعز اليمنية يسير من سيئ إلى أسوأ، بسبب الممارسات الميليشياوية التي يقوم بها الحوثيون، والتي حولت اليمنيين هناك إلى رهائن، أملهم بالنجاة محصور بقدرتهم على الهجرة. فقد أقدم مسلحون يتبعون مليشيا الحوثي على هدم أربعة منازل وتشريد ساكنيها بمنطقة الزيلعي بمديرية دمنة خدير محافظة تعز.
وبحسب شهود عيان، داهم المدعو وليد علي الثلايا ومعه مسلحون يتبعون إدارة أمن المديرية الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية المكان وهدموا المنازل من دون أي مبرر، بعدما اخرجوا النساء والأطفال بالقوة من البيوت.

سعيًا وراء الأمان
هذا مثال صغير عما يحصل في محافطة تعز. فقد أدى النزاع المستمر، من صراع وحروب، منذ ست سنوات في اليمن إلى إضعاف إمكانية وصول الناس إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية في المحافطة؛ إذ أدت خطوط المواجهة الناشطة والقتال المستمر والحركات التقييدية في تعز إلى تفاقم زيادة احتياج المرضى اليمنيين، فلا تتوافر أمامهم سوى خيارات قليلة جدًا للخدمات الطبية التي تكون ذات أسعار معقولة يمكن الوصول إليها.

تسبب الوضع في تعز بنزوح بعض العائلات اليمنية سعيًا وراء الأمان وسبل العيش، بعدما سقط الكثير من المدنيين في المعارك الدائرة بين الحوثيين والجيش الشرعي التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي.
ونقلت "الحرة" في تقرير مصور عن الناشط المدني والحقوقي علي الصراري قوله إن الحوثيين يستهدفون مراكز إيواء المدنيين في تعز بالقصف العشوائي.
وقال التقرير إن عدد ضحايا القنص في تعز وحدها يفوق 800 قتيل، فيما تقول تقارير مختلفة إن عدد الضحايا من المدنيين على خطوط التماس يتجاوز الآلاف.

لا طبابة
بحسب تقرير نشره موقع منظمة "أطباء بلا حدود"، تقول إحدى مريضات المستشفى التابع للمنظمة: “هنا بسبب عدم وجود مرافق صحية جيدة بالقرب من قريتي، لدينا عيادة تحصين وعيادة أخرى للتغذية، لكنّ خدمات الأمومة غير متوافرة، بينما جميع المستشفيات في مدينة تعز بعيدة وكذلك تلك المتواجدة في الحوبان، ولو كان هناك مستشفى أقرب، لكنت تمكنت من زيارة المستشفى مرّات أكثر وإجراء المزيد من الفحوصات خلال فترة حملي، ولتمكنت من ادخار المال كلّما أمكن، فقط كي نتمكن من تحمّل تكاليف الرعاية الصحية عندما نحتاج إليها".
أضافت: "اعتدت زيارة مستشفى أطباء بلا حدود كل شهرَين خلال فترات الحمل السابقة وكنت اضطرّ إلى إمضاء ست ساعات لأصل"، متمنية أن يحظى أطفالها بمستقبل مختلف عن مستقبلها، مستقبل خال من الحروب أو الصعوبات.

خطر المجاعة
إلى ذلك، يعيش سكان تعز صراع حياة وموت للحصول على الخبز وماء صالح للشرب، في ظل شلل تام للخدمات العامة والصحية، والمخاوف من احتمال تزايد التفشي بفيروس كورونا المستجد، أو الموت جوعًا.
وبسبب الحصار الحوثي على تعز، تشهد ارتفاعًا كبيرًا في أسعار المواد الغذائية والتموينية في أسواقها المحلية، فضلًا عن تراجع مخزونها الغذائي نتيجة أزمة الاستيراد في البلاد.
وقال بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 35 في المئة في بعض المحافظات اليمنية منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد، وتزامنًا مع تراجع سعر صرف الريال اليمني، وإن الطلب على المواد الغذائية والوقود للمستشفيات ازداد بالتزامن مع تفشي كورونا.
وفقا للبيان نفسه، تسبب الفيروس بتراجع كبير في التجارة العالمية، "واليمن أول من يعاني بحسب تقارير محلية ودولية ذكرت أن 22 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية وحماية اجتماعية، فيما يعاني نحو١٧ مليون شخص من إنعدام الأمن الغذائي، منهم 6 ملايين يواجهون خطر المجاعة".