إيلاف من لندن: يعتزم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي القيام بثلاث زيارات قريبا الى الرياض وطهران وواشنطن ضمن مساعي حكومته لتحقيق مبدأ التوازنِ في العلاقات الخارجية وعدم تبنيه سياسة المحاور او الدخول طرفاً في الصـراعات.

وفيما ابلغ مصدر عراقي "إيلاف" ان الكاظمي سيدشن الاسبوع المقال زيارات رسمية الى السعودية وايران والولايات المتحدة ودول اوروبية، فقد اشار الى ان مباحثاته مع قادة هذه الدول تدخل ضمن مساعي حكومته لاعتماد مبدأ التوازنِ في العلاقات الخارجية وعدم تبنيه سياسة المحاورِ وعدمِ الدخول طرفاً في الصـراعات والانفتاحِ الايجابي على الدولِ الشقيقة والصديقة في نطاقِ عمقه العربي وجواره الإسلامي والتزاماتِه الدولية.

ونوه المصدر الى ان هذه السياسة قد رسمها البرنامج الحكومي الذي نالت حكومة الكاظمي الثقة بموجبه في السابع من مايو الماضي بتأكيده على سعي العراق إلى بناءِ منظومة متكاملة من المصالحِ المشتركة في علاقاته الخارجية على المستويات المختلفة استناداً الى مبدأ السيادة الوطنية والاسهام الفعال في حل الأزمات الإقليمية والدولية وضمانِ مصالحِه الوطنية عبر الحوارِ والتعاون الثنائي والدولي في المياه المشتركة وحقولِ النفط والغاز والتجارةِ العادلة والتعاون الأمني والاستخباري لضمانِ الأمنِ الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب .. منوها الى ان هذه الموضوعات ستكون على رأس مباحثات الكاظمي في الدول التي سيزورها.

تعزيز العلاقات مع السعودية
ومن جهته، أعلن السفير العراقي لدى السعودية قحطان الجنابي عن زيارة وصفها بالقريبة جداً سيقوم بها الكاظمي الى السعودية ينتظر ان تكون الاسبوع المقبل. وقال الجنابي ان الكاظمي حريص على زيارة المملكة التي ستكون من الدول الأولى التي ضمن برنامج زياراته الخارجية قريبا، لافتا الى أن العلاقات العراقية السعودية كبلدين متجاورين عربيين ومسلمين من الطبيعي أن تكون علاقات وثيقة.. مشيراً إلى الامتداد الجغرافي والتاريخي والعشائري، إضافةً إلى المصالح المشتركة بينهما. وأشار السفير في تصريحات لصحيفة "الشرق" الاوسط" السعودية الصادرة في لندن الاربعاء وتابعتها "إيلاف" الى انه "في نهاية المطاف فإن العلاقات بين البلدين ستكون "متميزة لأنها تخدم مصلحة الطرفين والحكومة العراقية وقيادة المملكة تسعيان جاهدتين لتعزيز هذه العلاقة وجعلها في مستوى الطموح ونحن متفائلون".

منفذ عرعر والمدينة الرياضية
وأضاف الجنابي "نحن ماضون في تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها وتفعيل المذكرات التي تم توقيعها من قبل الحكومة السابقة ومن ضمنها فتح منفذ عرعر وزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتسهيل الزيارات والتنقل وتفعيل القضايا الثقافية والتعليمية والصحية والاستثمارية والزراعية وفي المجالات كافة خصوصاً الطاقة".. وقال إن "ملفات كثيرة ستشهد في القريب العاجل نهضة كبيرة في جميع المجالات" بين البلدين.

وفي ما يخص منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية وموعد إعادة فتحه، اوضح السفير انه لم يتم بعد تحديد وقت محدد لفتحه، متوقعا ان يتم ذلك في أقرب وقت وهناك حرص على ذلك من البلدين.. مبينا ان جائحة كورونا أخّرت الموضوع كثيراً لكن الآن مع التعايش مع الوباء بحذر وعودة الحياة إلى طبيعتها من الضروري أن يعاد النظر في فتح المنافذ ومنها عرعر الذي يربط العراق مع السعودية وهو شريان رئيسي والمنفذ الوحيد في الوقت الحاضر، والذي قام الجانب السعودي بتأهيله بكلفة 50 مليون دولار.

وكان من المقرر ان يتم افتتاح المعبر في اكتوبر الماضي بشكل رسمي بعد انتهاء عمليات تأهيله لكنه تم تأجيل ذلك بسبب الأحداث التي مر بها العراق منذ بدء تظاهرات الاحتجاج في ذلك الوقت بشكل خاص والوضع الأمني بشكل عام.

وكان منفذ عرعر الحدودي بالانبار قد اغلق قبل اكثر من 30 عاما إثر اندلاع حرب الكويت عام 1991ويتم افتتاحه في كل عام امام حجاج بيت الله الحرام لغرض أداء فريضة الحج ويتم اغلاقه بعد عودتهم. ومن شأن افتتاح المعبر زيادة حجم التبادل التجاري بين العراق والسعودية وتنشيط أسواقهما وزيادة حركة المسافرين بينهما.

وعن تأخر حسم موضوع المدينة الرياضية التي تبرع باقامتها في العراق العاهل السعودي الملك سلمان، فقد أوضح السفير أن "مشروع المدينة الرياضية كان متوقفاً على تحديد مكانها والآن المسؤولون في العراق حسموا الأمر وتم اختيار المكان وقريباً جداً سيتم تقديم المخططات وكل ما يتعلق بالمشروع الى السعودية.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان قد اعلن في مارس عام 2018 عن اهداء العراق مدينة رياضية متكاملة بكلفة 450 مليون دولار تضم ملعبا لكرة القدم يتسع لـ 100 الف متفرج تم اقتراح موقعها في منطقة بسماية جنوب بغداد ضمن مشاريع تنموية قررت السعودية تنفيذها في العراق بمبلغ مليار دولار.