في كل عام، يشهد شاطئ النخيل بالإسكندرية حالات غرق كثيرة. الدراسات مستمرة لمعرفة السبب، والنظرية الأولى تفيد بمسؤولية مصدرات الأمواج الإسمنتية عن التيارات المائية التي تسحب السابحين إلى داخل البحر.

إيلاف من دبي: أثارت حادثة غرق 12 شخصًا في شاطئ النخيل بالإسكندرية في مصر قلقًا شعبيًا عارمًا، خصوصًا أنها ليست الحادثة الأولى، إذ بلغت عدد حالات الغرق 16 حالة فى يوم واحد فى العام قبل الماضى، تزامنًا مع صعوبة انتشال جثث الغرقى، والتي قد تستغرق أسابيع عدة.

البحر ابتلع أولادي
وقالت والدة ثلاثة شباب غرقوا في شاطئ النخيل، إن قوات الإنقاذ عثروا على جثمانين فقط. أضافت: "واحد عنده 27 سنة، والثاني 19، والثالت 17 سنة". وتابعت "احنا كنا معاهم وهما سابونا الصبح وطلعوا"، موضحة "نزلوا لاقيت أخوهم الصغير بيقولي ألحقي يا ماما اخواتي غرقوا.. جيت لاقيت واحد جثته بره والثاني وقفت شوية لحد ما طلعوه". وقالت: "أنا بس عاوزة ابني الثالت علشان ارد الوديعة والامانة للخالق".

محافظ الإسكندرية: كفاية!
وفيما تستكمل فرق الإنقاذ النهري عمليات البحث عن الضحايا، قال محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف إن الإنقاذ البحري استمر أربعة أيام في البحث عن جثة الضحية شادي، مضيفًا: "اللى هينزل هيتحمل مسؤولية نفسه، وكفاية إهمال وعدم وعي، والناس لازم تاخد بالها".

جدار إضافي
إلى ذلك، كشف محافظ الإسكندرية أنه تم وضع 10 لافتات بشاطئ النخيل والشواطئ العامة مدون عليها عبارة ’غلق الشواطئ بناء على تعليمات رئيس مجلس الوزراء وقرار من المحافظ‘، ومع هذا تسللوا في الساعة 4 صباحًا في ظل عدم وجود فرق إنقاذ وعدم وجود مسؤولين، وعدم بدء المرورات للاطمئنان على تنفيذ قرار الوزراء، اخترقوا قرار الحظر وتسللوا للشاطئ".

وفي تصريح لصحيفة "اليوم السابع"، قال الشريف: "إن حواجز الأمواج التى تم وضعها بالشاطئ لم تنجح فى تأدية الغرض منها، وقد تؤدي الى زيادة التيارات المائية"، مؤكدًا أنه تجري دراسة إنشاء حواجز أمواج أخرى جديدة على نفقة الجمعية الخاصة التى يتبع لها الشاطئ، حتى لا تتكرر حوادث الغرق.

‎⁨المصدات الإسمنتية تسبب الغرق بشاطئ النخيل في الاسكندرية⁩

سحب قوي إلى الداخل
في التحقيقات المستمرة لمعرفة سر هذه الحوادث المتتالية، أظهرت صورة جوية أن التيارات الهوائية والدوامات التي تحدث في شاطئ النخيل سببها المصدات الإسمنتية المتواجدة داخل الشاطئ.

وفي هذا الأمر، نقلت صحيفة "الوطن" المصرية عن الرئيس السابق لجمعية الانقاذ البحري في مصر، حسن فؤاد الطيب، قوله إن الحواجز الخرسانية هي المتسببة في حالات الغرق التي تحدث في شاطئ النخيل، "فمن طبيعة البحار السحب للداخل، وأمواج البحر تتقدم للبر وتعود للداخل بقوة أكبر، وهذا السحب يكون شديدًا بداية من منطقة العجمي وحتى شاطئ النخيل".

أضاف: "الحواجز الخراسانية المتواجدة تسببت في زيادة حدة السحب لداخل البحر، وإجادة السباحة ليست دليلًا على امكانية النجاة من السحب القوي، لكن الأمر بحاجة إلى خبرة في السباحة، فمن الخطأ الإصرار على مقاومة السحب، المفروض أن يترك السابح نفسة للموج وبعد 100 متر يجد نفسه قادرًا على العودة للشاطئ، لأن قوة السحب تضعف".

لم تتأكد بعد
في تقرير نشرته صحيفة "اليوم السابع"، ورد أن نظرية مسؤولية حواجز الأمواج التى وضعت على الشاطئ عن غرق المصطافين ليست جديدة، "إلا أن تلك النظرية لم تتأكد بشكل كامل، وطالبت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية فى عام 2017 الجمعية الخاصة المسؤولة عن الشاطئ، بالأوراق والدراسات التى تمت خلال إنشاء حواجز الأمواج الموجودة بالشاطئ ليتم عرضها على المختصين من أساتذة كلية هندسة، والبت في هذا الأمر".

اضافت الصحيفة أنه لم يتغير الأمر كثيرًا من عام 2018 حتى هذا العام، "حيث فوجئ أهالي الإسكندرية بعودة شبح الموت إلى الشاطئ بوقوع حادث غرق 11 شخصًا، ولم يتم البت في الدراسات الخاصة بحواجز الأمواج وما إذا كانت تتسبب فى التيارات المائية والدوامات، وأرجعت الأجهزة التنفيذية ارتفاع حالات الغرق بالشاطئ إلى نزول معظم الغرقى قبل مواعيد العمل الرسمية أو بعدها، حيث تنص تعليمات السلامة بالشاطئ على مواعيد فتح الشاطئ من الشروق للغروب، حيث تكون مياه البحر مظلمة ويصعب فيها الرؤية، إضافة إلى عدم تواجد عمال إنقاذ قبل شروق الشمس".