طهران: أعلنت الشرطة الإيرانية الجمعة أنها فرّقت "بحزم" تظاهرة في محافظة خوزستان بجنوب غرب البلاد احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية في الجمهورية الاسلامية التي تشهد انكماشا تفاقم مع انتشار فيروس كورونا المستجد.

ومنذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق النووي التاريخي وإعادة فرض العقوبات على إيران في 2018، تراجع اقتصاد الجمهورية الإسلامية بشكل كبير.

وفاقم تفشي فيروس كورونا المستجد الصعوبات الاقتصادية إذ تسبب بإغلاق جزئي للاقتصاد وخفض الصادرات، ما أدى إلى تراجع قيمة العملة المحلية بشكل كبير وارتفاع معدلات التضخم. وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية الجمعة أن حصيلة كوفيد-19 بلغت أكثر من 13790 وفاة مع تسجيل 183 وفاة جديدة وأكثر من 269 ألفا و400 إصابة.

وقالت الشرطة الإيرانية إنها فرّقت الحشد في مدينة بهبهان في محافظة خوزستان بغرب إيران، موضحة أن المشاركين فيه رددوا شعارات "مخالفة للأعراف".

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) عن قائد شرطة المدينة الكولونيل محمد عزيزي قوله "استجابة لإحدى الدعوات، تجمّع عدد صغير من أهالي مدينة بهبهان الساعة 21,00 الخميس للاحتجاج على الوضع الاقتصادي".

وحاولت الشرطة في البداية التحدّث إلى المحتجين، إلا أن المجموعة "لم تكتف بالامتناع عن التفرق بل بدأت ترديد شعارات مخالفة للأعراف"، بحسب عزيزي الذي استخدم مصطلحا عادة ما تلجأ إليه السلطات الإيرانية للإشارة إلى الشعارات المناهضة لنظام الحكم.

وأكد قائد شرطة المدينة أن قوات الأمن فرّقت التظاهرة "بحزم"، موضحا أنه تمت إعادة "تهدئة" الوضع دون تسجيل أي ضحايا أو أضرار في المتلكات.

ولم يحدد عزيزي إن كانت جرت أي عمليات توقيف.


صور وتسجيلات

ونشرت على حسابات مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن التحقق منها صور وتسجيلات لعشرات الأشخاص احتشدوا في أحد شوارع بهبهان في محافظة خوزستان.

وأفاد موقع "نيتبلوكس" الذي يراقب حركة الإنترنت حول العالم أن استخدام الشبكة كان صعبا وأنه تم تخفيضه أو قطعه لنحو ثلاث ساعات في خوزستان بالتزامن مع التظاهرة.

وخوزستان منطقة منتجة للنفط لطالما اشتكت من إهمالها من قبل السلطات. وتعد المحافظة المحاذية للعراق واحدة من عدد قليل من المناطق التي يقطنها عرب سنة في إيران.

ويأتي التجمّع في بهبهان بعد أيام على تأييد محكمة إيرانية عقوبة الإعدام بحق ثلاثة أشخاص على صلة باحتجاجات تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الدامية التي أثارها رفع أسعار الوقود.

واندلعت التظاهرات في نوفمبر بعدما رفعت السلطات أسعار الوقود بأكثر من الضعف بين ليلة وضحاها، ما فاقم الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها سكان البلد الذي يرزح تحت وطأة العقوبات.

ودعت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة الخميس طهران إلى إلغاء أحكام الإعدام هذه. وقال أكثر من عشرة خبراء مستقلين في قضايا الإعدام التعسفي في بيان "اليوم ننضم إلى مئات الآلاف من الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين أدانوا أحكام الإعدام هذه".

وكانت احتجاجات 2019 هزّت عدة مدن واتّخذت منحى عنيفا قبل أن تتسع رقعتها لتشمل مئة مدينة وبلدة في أنحاء البلاد ليتم لاحقا إخمادها وسط تعتيم كامل تقريبا طال الإنترنت.

"تحريض الناس"

حضّ عزيزي الإيرانيين على "عدم التأثّر بأعداء النظام" الذين يهدفون إلى "تحريض الناس في الوضع الحالي الحساس".

من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني توقيف عدد من "المحرّضين" وتفكيك "خلية إرهابية" الخميس. وأشار إلى أن الأشخاص الذين تم اعتقالهم في مدينة مشهد "على ارتباط بمجموعات مناهضة للثورة" ودعوا إلى تنظيم تظاهرات.

كما أعلن عن تفكيك خلية تابعة لحركة مجاهدي خلق التي تعتبرها طهران "إرهابية" واعتقال عناصرها في مدينة شيراز حيث كانت "تعتزم القیام بعملیات تخریب.