لندن: حرب كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن خوض القوات البريطانية لعشرات المعارك في الكهوف السرية في جبال شمال العراق لسحق فلول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومنعه من العودة للنشاط.

وشاركت في هذه المعارك التي قتل خلالها حسب المصادر الدفاعية البريطانية ما لا يقل عن 100 من تنظيم (داعش) قوات فرق القناصة التابعة للقوات الخاصة بإسناد من مقاتلات سلاح الجو الملكي البريطانية.
وأضافت المصادر، بأن تلك المعارك جرت في مشابهة للبحث عن زعيم القاعدة، أسامة بن لادن في جبال تورا بورا بأفغانستان بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما قامت قوات النخبة من القوات الخاصة البريطانية بتعقب قتلة داعش، بما في ذلك المتطوعون البريطانيون، إلى مخابئهم في المرتفعات النائية.

وأشارت إلى أن قوات النخبة، قامت بإخراج هؤلاء المسلحين من مخابئهم باستخدام بنادق قنص وقذائف مدفعية وغارات جوية دقيقة تم إطلاقها من طائرات تايفون RAF Typhoon وطائرات بدون طيار UK Reaper.
10 معارك

وأكدت مصادر دفاعية بريطانية الليلة الماضية أنه كانت هناك عشر معارك على الأقل في شمال العراق في الأشهر الثلاثة الماضية، مع مزيد من العمليات السرية في سوريا المجاورة.
ويُعتقد أن العديد من الجهاديين البريطانيين قتلوا في هذه المعارك، كما فرّ الكثير منهم من معسكرات السجون الصحراوية وعادوا إلى وحداتهم العسكرية، حيث لجأوا إلى منطقة وعرة في شمال العراق حيث يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية شبكة من الكهوف والأنفاق لتجنب الاستيلاء عليها.

وأكدت المصادر الدفاعية أن الهجمات المتجددة كانت بدأت في 10 أبريل 2020 عندما أجبرت القوات البرية البريطانية، مصحوبة بجنود أكراد بتدريب بريطاني، الجهاديين على اللجوء إلى مبنى قبل استدعاء مشغل راديو القوات الخاصة لمقاتلتين من طراز تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي في قاعدة أكروتيري في قبرص، إضافة الى طائرة بدون طيار انطلقت جوا بواسطة وحدات تحكم من قاعدة سلاح الجو Waddingtonالمتمركزة بمقاطعة لينكولنشاير في أنكلترا.

وتبع ذلك معركة ليلية مثيرة بين قوات النخبة من القوات الخاصة (SAS) ومقاتلي الدولة الإسلامية في 28 أبريل، حيث قُتل عشرة مسلحين على الأقل عندما عثر جنود القوات الخاصة على جهاديين مختبئين في كهوف في جبال حمرين.

ومرة أخرى، تم استدعاء سلاح الجو الملكي البريطاني لتوفير قوة نيران خرق الكهوف. ووفقًا لتقارير استخلاص المعلومات تم إلقاء قنابل Paveway IV الموجهة بالليزر على ستة كهوف قبل أن تطهر القوات الخاصة SAS والقوات الكردية المجمع بأكمله.

وأعقبت الهجمات التي وقعت في أبريل، خمس معارك كبرى في شهري مايو ويونيو، حيث أطلق سلاح الجو الملكي البريطاني طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة. وقال مصدر دفاعي الليلة الماضية: لقد تم القضاء على حوالي 100 مسلح.

لا إصابات مدنية
وأضاف: "إن قصف سلاح الجو الملكي البريطاني كان دقيقا للغاية دون وقوع إصابات بين المدنيين وبالتأكيد كان هناك جهاديون بريطانيون بين القتلى. تم التعرف عليهم خلال المعركة في اعتراض الاتصالات وبعد ذلك من بطاقات الهوية ومن خلال الحمض النووي DNA.

وبحسب بيانات حسابات وزارة الدفاع البريطانية الرسمية، أسقط سلاح الجو الملكي البريطاني قنابل ذخائر على قواعد تنظيم الدولة الإسلامية في أيام 8 و10 و13 و23 و31 مايو. وأطلقت مقاتلات (تايفون) والطائرات بدون طيار قنابل موجهة من طراز GBU-12 وصواريخ Paveway IV وصواريخ هيلفاير. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات في قوات النخبة البريطانية.
وحسب بيانات وزارة الدفاع البريطانية، فقد كانت هناك معارك متتالية وضربات لكهوف ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أيام 3 و22 و 24 يونيو 2020.

وإذ ذاك، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس: "إن استخدام طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني والطائرات بدون طيار لتوجيه ضربات ناجحة ضد الإرهابيين ومخابئهم تدل على أن دفاع المملكة المتحدة لا ينام أبدًا وسنفعل دائمًا ما هو ضروري لحماية شعبنا".