كاين وست
Getty Images

أعلن مغني الراب كاني ويست رسميا ترشحه لخوض معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020 وذلك في حشد غير تقليدي في مدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولينا.

ويخوض ويست - البالغ من العمر 43 عاما - المعركة الانتخابية مرشحا عن حزب أعلن عن تأسيسه وسماه حزب عيد الميلاد (بيرثداي بارتي).

وبدا ويست وكأنه يصيغ ما ستكون عليه قرارته السياسية كيفما اتفق، وانخرط في حديث مطول غير مترابط تناول فيه قضايا عدة من بينها الإجهاض، كما تحدث عن الناشطة في مجال تحرير العبيد هارييت توبمان.

وكان بعض معجبيه يتساءلون عما إذا كان سعي ويست في اللحظة الأخيرة لدخول البيت الأبيض هو دعاية ترويجية فحسب.

ولم يفلح حشد تشارلستون في توضيح ما إذا كانت حملة ويست جادة أم لا، إلا أن تغريدة على حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أدرج فيها قائمة أغانٍ لمجموعة جديدة وحذفها فيما بعد - أثارت مزيدا من التكهنات.

وقيل إن حضور الحشد ـ الذي أقيم في قاعة للأفراح والمؤتمرات في المدينة ـ اقتصر على من سجل اسمه للحضور، إلا أن موقع وست الإلكتروني خلا مما يشير إلى كيفية التسجيل.

كاني ويست يعلن ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة

ماذا قال ويست أمام حشده؟

ظهر ويست في الحشد بشعر حُلق بحيث يظهر الرقم 2020 مكتوبا من الخلف، وخاطب جمهوره بدون ميكروفون. ولم يتوفر ميكروفون للحضور أيضا مما دفعه إلى الطلب مرارا من الجمهور الصمت حتى يستطيع سماع الأسئلة الموجهة له.

وأخذ ويست يبكي حين كان يتحدث عن الإجهاض، قائلا إن والديه كانا على وشك إجهاضه: "كان يمكن ألا يكون هناك كاني ويست، لأن والدي كان كثير المشاغل". وأضاف: "وأنا كدت أقتل ابنتي .. حتى ولو طلقتني زوجتي [كيم كاردشيان وست] بعد هذا الخطاب. لقد جاءت بـ (نورث) إلى هذا العالم، رغما عني".

كاني ويست وزوجته كيم كارداشيان
Getty Images
كاني يجتذب تعاطف الجمهور عند الحديث عن زوجته كيم كارداشيان وأطفالهما

غير أنه أضاف بعد ذلك أنه يعتقد أن الإجهاض لا بد أن يظل قانونيا، ولكن بدعم مادي لمن يعانين من الأمهات، واقترح أن "تُمنح كل من لديها طفل مليون دولار".

وقال: "الأمر الوحيد الذي يمكن أن يعتقنا هو الانصياع للقواعد التي تمكننا من الوصول إلى الأرض الموعودة حيث السعادة المطلقة".

وأضاف: "الإجهاض يجب أن يكون قانونيا لأنه - وفكّروا معي - القانون ليس من وضع الرب على أي حال، فما هي الشرعية أصلا؟"

انخرط في لحظة أخرى في حديث مرتجل حول الناشطة الداعية لإلغاء العبودية هارييت توبمان، وقال: "هارييت توبمان في الحقيقة لم تحرر العبيد، وإنما نقلتهم ليعملوا لدى أناس بيض آخرين".

وكانت توبمان من الرقيق، لكنها تمكنت من الهرب من مزرعة بميريلاند عام 1849 وكان عمرها حينها 27 عاما. ثم عادت إلى الجنوب لإنقاذ غيرها من الرقيق في شبكة من الطرق والمساكن الآمنة المعروفة باسم "السكك الحديدية تحت الأرض"، مخاطرة بحياتها لتقود الناس إلى الحرية.

واغرورقت عينا ويست بالدموع حين تحدث عن والدته التي توفيت عام 2007 أثناء خضوعها لعملية تجميل.

ردود الفعل؟

وقوبل خطاب ويست بالغضب من البعض - خاصة بسبب حديثه عن توبمان، غير أنه قوبل أيضا بالقلق حول سلامة وضعه الصحي.

وقال جاسون نيكولز أستاذ الدراسات الإفريقية الأمريكية بجامعة ميريلاند لبي بي سي إنه يخشى أن يكون مظهر وست المشتت يشير إلى "نوبة هوس"، رغم إقراره أنه ليس خبيرا نفسيا.

وأضاف "لقد اعترف في الماضي بأنه يعاني من مرض نفسي، وأنه لا يتناول أدويته أحيانا"، مضيفا: "لقد كان أكثر تماسكا مما ظهر عليه في مرات سابقة، حين كان ينخرط في هذه الأحاديث المتخبطة، لكني حقيقة أعتقد أنه حاليا في وضع سيء، لقد تفوه بأشياء غريبة جدا".

هل سيدرج اسم كاني ويست على القائمة الانتخابية؟

لقد انقضى الموعد الذي يمكن قبله لوست - الذي أعلن عزمه خوض معركة الرئاسة في الرابع من الشهر الحالي - إدراج اسمه للتأهل للسباق الانتخابي في عدد من الولايات، وهو بحاجة لجمع ما يكفي من التوقيعات ليؤهَل للانتخاب في ولايات أخرى.

وقد تأهل ويست الأسبوع الماضي لخوض الانتخابات الرئاسية في ولاية أوكلاهوما، وكانت أول ولاية حقق شروط الترشح فيها قبل انقضاء المهلة المحددة.

وهو بحاجة لجمع 10 آلاف توقيع بحلول الخامسة بتوقيت غرينتش يوم الإثنين للتأهل لخوض الانتخابات في ولاية ساوث كارولينا.