بيروت: تعمل اللجان القضائية للانتخابات الثلاثاء على انهاء عمليات فرز الأصوات، بعد إعادة الاقتراع في خمسة مراكز في شمال سوريا وشرقها، تمهيداً لإعلان نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت قبل يومين، وفق ما أفاد الاعلام الرسمي السوري.

وخاض 1658 مرشحّاً الأحد سباق الوصول إلى البرلمان، في استحقاق يحصل كل أربع سنوات ويُتوقّع أن يفوز فيه حزب البعث الحاكم، الذي يترأسه الرئيس بشار الأسد، بأكثرية المقاعد البالغ عددها 250 مقعداً.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" الإثنين أن خمسة مراكز انتخابية أعادت الاقتراع في محافظتي حلب (شمال) ودير الزور (شرق)، "بسبب عدم تطابق الأوراق (الاقتراع) داخل الصندوق مع بيانات السجل"، في وقت أنهت بقية المراكز عمليات الفرز.

وعادة ما تشهد الانتخابات البرلمانية إعادة عمليات الاقتراع والفرز.

ومن المقرر أن تعلن نتائج الانتخابات، وفق سانا، فور الانتهاء من عملية فرز الأصوات في جميع مراكز الانتخاب.

وتأتي الانتخابات التشريعيّة لاختيار برلمان جديد، بعد أربع سنوات تغيّرت فيها المعادلات الميدانيّة لصالح دمشق، فيما اشتدّت العقوبات الاقتصاديّة عليها وتفاقمت أزمات المواطنين المعيشيّة.

وفتحت الأحد أكثر من 7000 مركز اقتراع أبوابها في مناطق سيطرة الحكومة، بما في ذلك مناطق كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة سابقاً، وجرت فيها الانتخابات لأول مرة.

ولا يمكن للسوريين المقيمين خارج البلاد، وبينهم ملايين اللاجئين الذين شرّدتهم الحرب، المشاركة في الاقتراع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المقيمين في مناطق لا تزال تحت سيطرة الفصائل المناوئة لدمشق.

وهذه ثالث انتخابات تُجرى بعد اندلاع النزاع في العام 2011، في غياب وجود أيّ معارضة فعليّة على الأرض. وتأسّست خلال سنوات النزاع تحالفات معارضة سياسيّة خارج البلاد، تعتبر الانتخابات أشبه "بمسرحية" تُعرف نتائجها سلفاً.

ويقول الباحث في وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة ايكونوميست إدوارد دينيرت، إن حزب البعث "سيفوز بمعظم المقاعد الـ166 التي ترشّح لها، على أن تنقسم المقاعد المتبقية بين الأحزاب المتحالفة في الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة البعث والمستقلين، وبينهم شخصيات اقتصادية بارزة".

ويقوم البرلمان المنتخب في أول جلسة يعقدها، بانتخاب رئيس له، وتتحول الحكومة عندها الى حكومة تسيير أعمال، إلى حين تعيين الأسد رئيساً جديداً للوزراء يكلف تشكيل حكومة جديدة.

وتأتي هذه الانتخابات قبل عام تقريباً من الانتخابات الرئاسية المرتقبة صيف العام 2021.

وأُرجئ موعد الانتخابات مرّتين منذ أبريل على وقع تدابير التصدّي لفيروس كورونا المستجدّ. وسجّلت مناطق سيطرة القوات الحكومية 522 إصابة ووفاة 29 شخصاً ، فيما أصيب 23 شخصاً في مناطق خارج سيطرتها.