نيويورك: أزالت شرطة نيويورك مخيمًا لمعتصمين مناهضين للفاشية من أمام مقر بلدية المدينة الأربعاء، بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإرسال رجال أمن فدراليين لفرض النظام في أكبر مدن الولايات المتحدة. وقال قائد شرطة نيويورك ديرموت شيا للصحافيين إن رجاله يرافقهم عمال نظافة ومحامون فككوا الخيم قبيل الفجر، ما أدى إلى تفريق نحو 50 معتصمًا من دون وقوع اشتباكات أو إصابات.

التجمع أصبح أصغر
وأقام معتصمون مخيم "احتلوا بلدية المدينة" كما سمي قبل نحو شهر، بعد التظاهرات ضد العنصرية التي أثارها تسبب شرطي في مينيابوليس بمقتل المواطن الاسود والأعزل جورج فلويد في مايو خلال القبض عليه.

وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دو بلاسيو: "ما شاهدناه يتغير خلال الأسابيع القليلة الماضية هو أن التجمع أصبح أصغر، وأقل ارتباطًا بالاحتجاجات، بحيث بات أكثر فأكثر منطقة يتجمع فيها المشردون"، مضيفًا أن الوقت حان "للتحرك".

ومع انحسار الاحتجاجات الضخمة المناهضة للشرطة في نيويورك، ازداد الضغط على المسؤولين لإزالة مخيمات الاعتصام والكتابات على التماثيل وجدران المباني العامة. ووصل الضغط الى ذروته الإثنين عندما حذر ترمب من انه قد يرسل رجال أمن فدراليين الى نيويورك وغيرها من المدن التي يقودها الديموقراطيون لحماية المباني الفدرالية والتعامل مع مسألة انهيار القانون والنظام على قوله.

الحاكم قلق
أثار هذا التحذير ضجة كبيرة؛ إذ اعتبر مسؤولون محليون أن الانتشار الحالي وغير المعتاد للعملاء الفدراليين بملابسهم العسكرية في مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون هو مظهر من مظاهر النظم الاستبدادية.

وكرر دي بلاسيو الأربعاء تهديده بمقاضاة إدارة ترمب في حال نشر الرئيس رجال أمن فدراليين في العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة. لكن الضغط على مدينة نيويورك يأتي أيضًا من حاكم الولاية أندرو كومو الذي قال إنه "منزعج للغاية" من تصاعد معدل الجريمة في العاصمة التي تضررت بشدة جراء جائحة كورونا.

وقال كومو إنه تحدث إلى ترمب الثلاثاء، وطلب منه عدم إرسال قوات فدرالية، مؤكدًا للرئيس أنه سيتخذ الاجراءات الضرورية. وقال الحاكم: "أنا قلق لكن ليس الى درجة أن أعلن حال طوارئ عامة واتخذ إجراءات للتدخل".