إيلاف من لندن : بحث وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو في بغداد الخميس مع نظيره العراقي فؤاد حسين مصير مواطنيه من عناصر داعش الذين قاتلوا في العراق وسوريا، واعتقل عدد منهم، فضلاً عن توسيع التعاون بين بغداد والاتحاد الاوروبي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد تابعته "إيلاف"، كشف هافيستو وحسين أنهما بحثا ملفات تتعلق بتطوير العلاقات السياسية بين البلدين وتوسيع عمل الشركات الفلندنية في العراق وتعزيز عمليات الاعمار وتعزيز الاقتصاد.

واشار هافيستو الى ان فنلندا قدمت مساعدات الى العراق لمواجهة جائحة كورونا، وقال انه سيتم الخميس افتتاح المقر الجديد للسفارة الفنلندية في بغداد بعد 30 عاما من الاغلاق، حيث كانت تعمل منذ بداية العام الحالي في سفارة السويد.

وقال حسين ان مباحثاته مع نظيره الفنلندي تناولت أيضاً الارهاب والتعاون لمحاربته، محذرا من ان تنظيم داعش مازال يشكل تهديدا في العراق وسوريا، اضافة الى كيفية التعامل مع المواطنين الفنلنديين الذي قاتلوا مع داعش في العراق وسوريا والمعتقل عدد منهم بمعسكرات في سوريا، وضرورة التنسيق بين البلدين ومع الاتحاد الاوربي لدراسة سبل التعامل معهم أمنيا وقانونيا واجرائيا.

واضاف ان المباحثات تناولت كذلك اوضاع الجالية العراقية في فنلندا، وضرورة تواصل حكومتا البلدين وتعاونهما لحل مشاكلها هناك.

ومن جهته، اشار الوزير الفنلندي هافيستو الى ان هذه هي زيارته الثانية للعراق معبرا عن رغبة بلاده في توسيع مساهمة شركاتها في اعادة اعمار العراق وتعزيز الاقتصاد العراقي موضحا ان بلاده ساهمت في محاربة داعش وتدريب قوات البيشمركة الكردية . وقال انه ناقش مع نظيره العراقي اتخاذ خطوات لتوسيع التعاون الاقتصادي بين العراق والاتحاد الاوروبي.

وخلال مباحثاتهما اليوم عقب وصول الوزير الفنلندي الى بغداد في زيارة رسمية فقد تم بحث تطوير التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والتجارة والصناعة والنقل والاتصالات والإعمار والحرب ضد الارهاب وقضية ترحيل الاف العراقيين الذين رفضت فنلندا لجوءهم وهي قضية شائكة بينهما.

وكانت فنلندا قد اعلنت مطلع عام 2015 أن أكثر من 20 مواطناً فنلندياً من أبوين فلنديين في الأصل قاتلوا في صفوف التنظيم. واعتبرت الشرطة في العاصمة هلسنكي "أن هؤلاء الجهاديين يمثلون مصدر قلق للسلطات"، وقدرت إنه من أصل 50 جهاديّاً عاد 20 إلى البلاد، بينما قتل من ستة إلى تسعة فلندياً في مناطق عراقية وسورية.

مباحثات مع الرؤساء العراقيين الثلاثة

ومن المنتظر أن يلتقي الوزير الفنلندي في وقت لاحق اليوم مع الرؤساء العراقيين الثلاثة للجمهورية برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي والبرلمان محمد الحلبوسي لبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. ويتوقع ان تتناول مباحثات الوزير الفنلندي في بغداد اضافة الى توسيع وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وقضية إعادة وترحيل آلاف العراقيين المقيمين في فنلندا بشكل غير قانوني بعد رفض طلباتهم للجوء، وهي قضية شائكة بين البلدين، حيث كان قد وصل الى فنلندا عام 2015 حوالى 20 ألف عراقي.

دعم فنلندي لاستقرار العراق

وكان الوزير الفنلندي قد شدد في العاشر من يناير الماضي عقب تصاعد المواجهات الاميركية الايراني على الاراضي العراقية على ضرورة "احترام السيادة العراقيّة وإيقاف عمليات انتهاكها"، وعبر عن دعم بلاده لجهود العراق في تحقيق الأمن والاستقرار، مؤكدا استمرار التعاون بين البلدين والعمل على التهدئة ومنع التصعيد.

وسبق ان اعادت فنلندا مطلع العام الحالي افتتاح سفارتها في العراق، وارسلت سفيراً إلى بغداد بعد انقطاع لنحو 30 عاماً، وذلك لإعادة تأسيس العلاقات الثنائية والمساعدة في إعادة إعمار البلاد وتعزيز التجارة بين البلدين.

وأوضح السفير الجديد فيسا هاكينين أن بلاده العضو في الاتحاد الأوروبي أوقفت وجودها الدبلوماسي في العراق في أعقاب حرب الخليج في يناير عام 2011 .

ويرتبط البلدان بلجنة مشتركة عقدت اجتماعا لها في هلسنكي في سبتمبر 2019، بحثت خلاله سبل التعاون بينهما في مجالات الطاقة، والتجارة والصناعة والقطاع المالي والنقل، والاتصالات والإعماروالإسكان والموارد المائيّة والتخطيط والتربية والتعليم والصحة والزراعة، اضافة الى دعم فنلندا للعراق في مجال مكافحة الإرهاب، وإعادة إعمار المناطق المُحرّرة، ومناقشة توقيع مُذكّرة تفاهم للمُشاورات السياسيّة وإعفاء حَمَلة الجوازات الدبلوماسيّة والخدمة من تأشيرة الدخول إلى فنلندا. ويتم توجيه تمويل التعاون الإنمائي الفنلندي في العراق نحو تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من داعش، حيث تستخدم المساعدة الإنسانية التي تقدمها فنلندا إلى العراق لأغراض المساعدة الغذائية والحماية ومواد الإغاثة وإمدادات المياه وحماية الطفل وخدمات الرعاية الصحية.

الحرب ضد الارهاب

يشار الى ان فنلندا قد دخلت التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سبتمبر عام 2014 من خلال التعاون الإنمائي والمساعدة الإنسانية بمبلغ 28 مليون يورو. وفي عام 2018 تعهدت فنلندا بتقديم 10 ملايين يورو لإعادة إعمار العراق.

وفيما يتعلق بإدارة الأزمات العسكرية شاركت فنلندا في أنشطة التدريب بالمساهمة بـ 80 جنديا لأداء مهمات استشارية. كما أرسلت خمسة استشاريين للعمل في تدريب ضباط الشرطة المحليين في العراق وموظفين اثنين في البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي في العراق.

وفي عام 2018، بلغ دعم فنلندا لإدارة الأزمات العسكرية 25.6 مليون يورو، بينما تم توجيه 1.3 مليون يورو إلى إدارة الأزمات المدنية. كما قدمت هلسنكي 3 ملايين يورو لإزالة الألغام ولأغراض إنسانية في العراق للفترة ما بين عامي 2017 و2020.

وتعترف السلطات الأمنية الفنلندية بأنها تراقب عن كثب فنلنديات دخلن الإسلام "بسبب ميولهن الجهادية أو جنوحهن نحو التشدد". وتشير الى ان "هؤلاء يتعرضن بأنفسهن للعنف في مناطق الحرب، وحين يعدن إلى البلاد فمن الممكن أن يمتلكن إرادة ورغبة لتنفيذ عمليات عنف في فنلندا".