إيلاف من لندن: وجه الرئيس الجديد للجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم، تحذيرا لمستشار رئيس الوزراء، المثير للجدل دومينيك كامينغز من التدخل بشؤون اللجنة، وذلك غداة نشر التقرير حول التدخل الروسي في الشؤون الداخلية البريطانية.

وطالب رئيس اللجنة جوليان لويس، بالتزام قاطع من 10 داونينغ ستريت بعدم السماح لكامينغز وغيره من المستشارين السياسيين الخاصين من الاقتراب "من أي مكان قريب" من لجنة الاستخبارات والأمن.

دومينيك كامينغز مستشار جونسون (أ ف ب)

وقالت مصادر سياسية، بأن تحذير البرلماني المحافظ المحترف، سيزيد من حدة التوتر بينه وبين الرقم 10 بعد أن فاز على مرشح رئيس الوزراء كريس غريلينغ في ترؤس اللجنة المهمة في مجلس العموم.

وكان لويس (69 عاما) وهو نائب محافظ عن دائرة نيو فوريست إيست، في البرلمان، فاز برئاسة اللجنة بدعم أصوات برلمانيين من أعضاء الحزب الوطني الاسكتلندي وحزب العمال.

وكان لويس اتهم مقر رئاسة الحكومة، بمحاولة إجراء تعيينات سياسية في اللجنة، مستشهدا بتقارير غير مؤكدة. وقال في أول تصريح له بعد فوزه برئاسة اللجنة إن رئيس الوزراء بوريس جونسون ليست لديه سلطات لتحديد من ينبغي أن يكون رئيس اللجنة وأنه يعتقد أن طلب جونسون لدعم مرشحه المفضل النائب غرايلينغ كان "غير لائق".

تسييس اللجنة
وفي حديث له في مجلس العموم أمس الأربعاء، طلب الدكتور لويس من وزير الأمن جيمس بروكينشاير ضمان ألا يحاول مقر رئاسة الحكومة "تسييس العمل المستقبلي للجنة الاستخبارات والأمن البرلمانية.

وقال: "لم يكن بالإمكان إنتاج تقرير روسيا على هذا المستوى العالي من دون التفاني والخبرة، وقبل كل شيء، الموضوعية من جانب موظفي لجنة الاستخبارات والأمن اللامعين، الذين كنت عملت معهم في السابق".

وكانت لجنة الاستخبارات والأمن البرلمانية نشرت تقرير روسيا الذي طال انتظاره يوم الثلاثاء الماضي، حيث كشف تفاصيل نتائج تحقيق امتد لمدة 18 شهرًا عن تدخل الكرملين في الديمقراطية البريطانية.

اتهامات
وحمل اتهامات للحكومات المتعاقبة البريطانية بإبعاد "عينها عن أفعال روسيا، حيث يتعين على المملكة المتحدة الآن لعب "اللحاق بالركب".

وعبر التقرير عن الإحباط لعدم تمكن النواب من التوصل لنتائج أقوى، مشيرين إلى "صدمتهم" و"حيرتهم" من فشل الحكومة في كشف وجود تهديد من روسيا.

ومن شأن التقرير أن يعزز مزاعم خصوم جونسون حول غياب الإرادة السياسية للحكومة في الكشف عن مدى التورط والنفوذ الروسي في بريطانيا. وقال معارضون إنّ تردد جونسون الواضح في نشر التقرير يرجع لتخوفه من خسارة تبرعات من أثرياء روس لحزب المحافظين الحاكم الذي ينتمي إليه.