"إيلاف" من بغداد: خلال اجتماع وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو في بغداد اليوم مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، نقل إليه تقدير رئيسة وزراء فنلندا سانا مارينل للخطوات التي اتخذها منذ توليه رئاسة الحكومة، وقال إن حكومته تنظر بتقدير بالغ إلى موقف العراق الواقعي والمتوازن في علاقاته مع جيرانه والمنطقة والعالم، مبديًا رغبة فنلندا في بناء أفضل العلاقات مع العراق وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

رئيس الحكومة العراقي مستقبلًا وزير الخارجية الفنلندي

ثمن الكاظمي مواقف فنلندا الإيجابية الداعمة للعراق في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية معربًا عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، وبين العراق والاتحاد الأوروبي بشكل عام.

كما عبّر الكاظمي عن رغبة العراق في الاستفادة من تجربة فنلندا ودورها في حلّ النزاعات الدولية من أجل تحقيق السلام والاستقرار، مؤكدًا أهمية تنمية التعاون في مجال الاستثمار وتعزيز دور الشركات الفنلندية العاملة في العراق وتقديم الإسناد لها كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت عليه "أيلاف".

كما أكد رئيس الوزراء رغبة الحكومة العراقية في استمرار التعاون الأمني مع فنلندا ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب مشددا على ضرورة أن يكون دور التحالف الدولي في العراق وفق مبدأ سيادة العراق وأولوياته وبالشكل الذي يضمن عدم تشكيل داعش لأي تهديد على العراق والمنطقة والعالم.

سياستنا الخارجية تبتعد عن المحاور
خلال اجتماع الرئيس العراقي برهم صالح الوزير هافيستو والوفد المرافق له، أكد أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع فنلندا في المجالات كافة خدمة للمصالح المشتركة.

وأشار صالح إلى أن العراق يستند في علاقاته الخارجية على مبدأ التوازن والابتعاد عن سياسة المحاور، بما يحفظ سيادته واستقراره، إضافة إلى العمل المشترك مع جميع الأطراف من أجل ترسيخ الاستقرار والأمن الإقليمي كما نقل عنه بيان رئاسي عراقي تابعته "أيلاف".

وشدد الرئيس صالح على اهتمام العراق ورغبته الجادة في مواصلة الجهود الدولية في الحرب ضد الإرهاب وتجفيف منابعه ومصادر تمويله لتحقيق السلم والأمن الدوليين.. منوهًا بضرورة تضافر مساعي المجتمع الدولي لمواجهة جائحة كورونا والحد من انتشارها لضمان سلامة الشعوب.

بدوره، أعرب وزير الخارجية الفنلندي عن التزام بلاده وحرصها على توطيد أطر التعاون المشترك مع العراق في الميادين كافة، مشيرًا إلى عمق العلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة الارتقاء بها إلى مستويات أكثر تطورًا.

جهود مشتركة لمواجهة الارهاب
لدى اجتماعه مع رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، بحث الوزير الفنلندي تعزيز الصداقة والتعاون بين العراق وفنلندا في المجالين الأمني والاقتصادي، بما يخدم مصلحة البلدين. كما تمت مناقشة "الجهود المشتركة التي أسهمت في الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي ودور فنلندا في التحالف الدولي".

أكد المسؤول العراقي أهمية مواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب والتعاون وفق مبدأ سيادة العراق واستقراره للقضاء على داعش وإنهاء ملف عودة النازحين إلى ديارهم وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة.

وشدد على أهمية وقوف المجتمع الدولي مع العراق لتجاوز أزمته الاقتصادية، كما قالت رئاسة البرلمان في تقرير طالعته "أيلاف"، داعيًا إلى تواصلٍ أكبر بين العراق وفنلندا في المجالين الاقتصادي والاستثماري وتعزيز دور الشركات الفنلندية العاملة في العراق.

وأعرب وزير الخارجية الفنلندي عن تطلع بلاده للتعاون مع العراق وتقديم الدعم في جميع المجالات وفقًا للمصالح المتبادلة للشعبين كما وجَّه دعوة إلى رئيس البرلمان لزيارة فنلندا.

مع وزير الخارجية العراقي
في وقت سابق اليوم، بحث وزير الخارجية الفنلندي مع نظيره العراقي فؤاد حسين مصير مواطنيه من عناصر داعش، قاتلوا في العراق وسورية، ومعتقل عدد منهم حاليًا، وتطوير مساهمة الشركات الفنلندية في إعمار العراق وتوسيع التعاون بين بغداد والاتحاد الأوروبي.

خلال مؤتمر صحافي مشترك، كشف حسين أنهما بحثا في مجموعة ملفات تتعلق بتطوير العلاقات السياسية بين البلدين وتوسيع عمل الشركات الفلندنية في العراق في عمليات الإعمار وتعزيز الاقتصاد.

وأشار إلى أن فلندنا قدمت مساعدات إلى العراق لمواجهة جائحة كورونا. وتناولت مباحثاته مع نظيره الفنلندي أيضًا الإرهاب والتعاون لمحاربته محذرًا من أن التنظيم ما زال يشكل تهديدًا في العراق وسورية، إضافة إلى كيفية التعامل مع المواطنين الفنلنديين الذي قاتلوا مع داعش في العراق وسوريا والمعتقل عدد منهم بمعسكرات في سورية، وضرورة التنسيق بين البلدين ومع الاتحاد الأوروبي لدراسة سبل التعامل معهم أمنيًا وقانونيًا وإجرائيًا.

المباحثات تناولت كذلك أوضاع الجالية العراقية في فنلندا وضرورة تواصل حكومتي البلدين وتعاونهما.

إعادة إعمار العراق
أشار الوزير الفنلندي إلى رغبة بلاده في توسيع مساهمة شركاتها في إعادة إعمار العراق وتعزيز الاقتصاد العراقي موضحًا أن بلاده ساهمت في محاربة داعش وتدريب قوات البيشمركة الكردية.

وقال إنه ناقش مع نظيره العراقي اتخاذ خطوات لتوسيع التعاون الاقتصادي بين العراق والاتحاد الأوروبي.

يشار إلى أن فنلندا دخلت التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سبتمبر 2014 من خلال التعاون الإنمائي والمساعدة الإنسانية بمبلغ 28 مليون يورو. وفي عام 2018، تعهدت بتقديم 10 ملايين يورو لإعادة إعمار العراق.

في ما يتعلق بإدارة الأزمات العسكرية، قدمت فنلندا 25.6 مليون يورو وشاركت في أنشطة التدريب بالمساهمة بـ 80 جنديًا لأداء مهمات استشارية. كما ارسلت خمسة استشاريين لتدريب ضباط الشرطة المحليين في العراق، وموظفين اثنين في البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي في العراق.