الفوز بتكساس، ويقيم فيها 16 مليون شخص مدرجين على اللوائح الانتخابية، سيبدل الوضع بالنسبة لجو بايدن. فهل تتخلى الولاية عن ترمب في الانتخابات الرئاسية؟

بلانو (الولايات المتحدة): ندمت المحامية من ولاية تكساس الأميركية مونيكا هافت على انتخابها دونالد ترمب مباشرة بعد فوزه بالرئاسة الأميركية، وهي تؤكد قبل حوالى مئة يوم من استحقاق نوفمبر، أنها لن تكرر خطأها بل ستختار هذه المرة جو بايدن.

لطالما صوتت مونيكا هافت (51 عاما) للجمهوريين، لكنها هذه المرة مستعدة للتصويت لصالح الديموقراطيين بهدف "طرد ترمب" الذي تعتبره غير أهل لتولي الرئاسة، منتقدة تعاطيه مع الأزمة الصحية.

وقالت في مقابلة في منتزه بمدينة بلانو المحافظة في منطقة دالاس "لا يسعني حتى تصور ما سيحصل لبلادنا بعد أربع سنوات إضافية" لترمب في السلطة.

وأدى موقفها هذا إلى إقصائها عن صفحات وحسابات بعض معارفها على شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن اللقاءات العائلية لم تعد تخلو من السجالات.

لكن مونيكا هافت تعول على بعض الأصدقاء والزملاء الذين "سئموا" ترمب وباتوا على غرارها "غير مرتاحين" له، من أجل قلب ولاية تكساس المعروفة بأنها معقل للجمهوريين منذ 1976، إلى المعسكر الديموقراطي الأزرق.

وتقول كلير يانغ الجمهورية البالغة من العمر 43 عاما والمقيمة في قرية بجوار أوستن بوسط تكساس إن "تعامل ترمب مع كوفيد-19 أثار فعلا استياء العديد من الناس الذين كانوا في السابق يمنحونه فرصة".


منافسة محتدمة

والفوز بولاية تكساس التي تعد أكثر من 16 مليون شخص مدرجين على اللوائح الانتخابية، سيبدل الوضع بالنسبة لجو بايدن.

فنائب الرئيس السابق يتصدر استطلاعات الرأي الوطنية ويبدو في صدارة ولايات يمكن أن تبدل مجرى الانتخابات مثل فلوريدا وميشيغن وكارولاينا الشمالية.

وفي تكساس، إحدى أكبر بؤر فيروس كورونا المستجد والتي سجلت أكثر من 350 ألف إصابة و4348 وفاة، فإن المنافسة محتدمة بين ترمب وبايدن.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كوينيبياك ونشرت نتائجها الأربعاء أن بايدن يحظى بتأييد 45% من ناخبي تكساس، مقابل 44% للرئيس المنتهية ولايته.

ورأت المستشارة الديموقراطية جاين هاميلتون التي قادت حملة جو بايدن في تكساس خلال الانتخابات التمهيدية الديموقراطية، أن الوقت حان ليستثمر المرشح الديموقراطي ملايين الدولارات في الولاية الجنوبية.

وأوضحت أن "الوضع الحالي هو سيناريو مثالي في سياق الوباء العالمي، لهزيمة ترمب".

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة هيوستن براندون روتينغهاوس أن تكساس ولا سيما ضواحي مدنها حيث تتخذ النساء والناخبون المتحدرون من أميركا اللاتينية أهمية متزايدة، ستطرح تحديا لدونالد ترمب، مشيرا إلى "لعبة إقناع" ستشهدها الضواحي.


"عمل ينبغي إنجازه"

وعبر رئيس الحزب الجمهوري في منطقة تارانت في فورت وورث ريك بارنز عن رأي مماثل، علما أن منطقته البالغ عدد سكانها 2,1 مليون نسمة تعتبر أساسية لإعادة انتخاب ترمب في نوفمبر.

وقال بارنز إن ثمة "عمل ينبغي إنجازه" لكنه يعول على ناخبي الأرياف المحافظين لقطع الطريق على الديموقراطيين "الاشتراكيين"، مؤكدا أنه "لا يمكن لتكساس أن تسمح لنفسها بهذه المجازفة".

ويرى أنصار ترمب مثل جويل داونز المتقاعد البالغ من العمر 73 عاما أن الديموقراطيين المنشقين العازمين على التصويت لبايدن هم "أقلية ضئيلة".

ويؤكد المهندس السابق لدى حضوره للمشاركة في حفل عشاء جمهوري في منطقة دالاس واضعا قبعة تحمل شعار "ترمب 2020"، أنه لم يلتق "أحدا يعتقد أن ترمب لن يكون رئيسا أفضل" من بايدن.

غير أن هذا لا ينفي وجود مثل هؤلاء الجمهوريين، وأوضحت آنا غريفيث (81 عاما) أنه لا يمكنها دعم ترمب رغم قناعاتها الجمهورية.

وتوضح غريفيث التي تعطي دروسا في الدين متحدثة في حديقتها في كوليفيل قرب دالاس "هذا الرجل متعالٍ إلى حد أنه لا يستحق أن يكون رئيسا لأي شيء كان، الرب يبغض التعالي".