قال ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي إن غوغل حذف تسمية فلسطين عن خرائطه، لكن اتضح أن الخبر قديم، فغوغل لم يستخدم يومًا تسمية فلسطين في خرائطه.

نيقوسيا: تناقلت مؤسسات إعلامية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم خبرًا يفيد بحذف اسم فلسطين عن خرائط غوغل، لكن اسم فلسطين لم يكن أصلًا مدرجًا في هذه الخرائط، وفق ما أكدت المجموعة.

ظهر المنشور على مواقع إخبارية، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك و إنستغرام، وبلغات عدّة، كالعربية والفرنسية والإنكليزية والبرتغالية. وجاء في المنشورات باللغة العربية: "محرّك غوغل يحذف اسم فلسطين من خرائطه ويُبدلها باسم دولة الاحتلال".

تبيّن لفريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس أن هذا الخبر ظهر قبل سنوات، ثم عاد وانتشر مؤخرًا على نطاق واسع، في وقت أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على تنفيذ خطة ضمّ مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ومنطقة غور الأردن.

لا فلسطين في خرائط غوغل

غوغل: لم نغيّر شيئًا!

القول إن غوغل حذفت اسم فلسطين عن خرائطها ادّعاء خاطئ؛ إذ أكّدت متحدّثة باسم المجموعة لوكالة فرانس برس أنه لم يتم إدخال أي تعديلات حديثًا على خرائط المنطقة، مشيرة إلى أن اسم فلسطين لم يكن مستخدمًا أصلًا في خدمة خرائط غوغل.

أشارت المتحدّثة إلى مقالين نُشرا في عام 2016، أحدهما في موقع متخصص بالتكنولوجيا، والثاني في صحيفة "لوموند" الفرنسية، لفتت غوغل فيهما إلى عدم استخدام اسم فلسطين في خرائطها.

وهذا ما أكدته كريستين لونبرغر، الأستاذة في جامعة كورنيل والمختصة في تاريخ الخرائط بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية؛ إذ قالت لوكالة فرانس برس: "كلمة فلسطين لا يمكن أن تكون قد استخدمت في هذه الخرائط"، موضحةً أن "كلمة فلسطين في الخرائط ترتبط بفلسطين التاريخيّة، أي قبل إعلان دولة إسرائيل، ولا تُستخدم عادة في وسائل الإعلام الغربية للدلالة على الأراضي الفلسطينية، بل تستخدم لهذه الغاية عبارتا: الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة".

تأييد أميركي ورفض فلسطيني وأوروبي

بموجب الاتفاق الذي تشكلت على أساسه الحكومة الائتلافية الحالية في إسرائيل برئاسة نتنياهو، تم تحديد الأول من يوليو موعدًا لإعلان استراتيجية تنفيذ جزء من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط، يتعلق بضم المستوطنات الإسرائيلية ومنطقة غور الأردن الاستراتيجية في الضفة الغربية.

لكن لم يصدر حتى الآن أي إعلان رسمي إسرائيلي بشأن الضم. وأكدت إسرائيل وحدها أن المحادثات تتواصل بين المسؤولين الأميركيين والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، بينما يرفض الفلسطينيون بشكل قاطع الخطة الأميركية التي أعلن عنها في أواخر يناير، وواجهت كذلك معارضة عدد من دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وتدعم الخطة الأميركية ضمّ إسرائيل المستوطنات ومنطقة غور الأردن الإستراتيجية في الضفة الغربية المحتلة، وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، عاصمتها في ضواحي القدس الشرقية المحتلة

احتلت إسرائيل الضفة الغربية في عام 1967 وضمت القدس الشرقية لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية في نظر القانون الدولي.