كُشف اليوم عن آلية ربط العراق كهربائيًا بالخليج، ويتوقع أن يبدأ خلال عام بتزويد البصرة بنحو 500 ميغاواط في المرحلة الأولى.

"إيلاف" من بغداد: أشارت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية إلى أن البلاد دخلت الجمعة موجة حر غير مسبوقة، موضحة أن معظم محافظات الوسط والجنوب سجلت اليوم نصف درجة الغليان أي 50 درجة مئوية موضحة أن محافظة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) تجاوزت ذلك مسجلة 51 درجة مئوية الجمعة.

يشهد العراق سنويًا، خصوصًا مع حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، احتجاجات واسعة في محافظات الوسط والجنوب ضد تردي الخدمات ومنها الكهرباء. وتصاعدت هذه الإحتجاجات في أكتوبر 2019 الماضي إلى انتفاضة شاملة سقط خلالها نحو 700 قتيل و31 ألف جريح، وأرغمت حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة. وتسعى الحكومة العراقية اليوم إلى إيجاد حل جذري لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي.

ربط العراق بالخليج كهربائيًا

كشفت وزارة الكهرباء العراقية اليوم عن آلية الاتفاقية التي أبرمها العراق مع هيئة الربط الكهربائي الخليجي موضحة أن بدء العمل بها سيتم خلال عام، بتزويد محافظة البصرة الجنوبية بـ500 ميغاواط.

قال أحمد موسى العبادي، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، في تصريح للوكالة العراقية الرسمية تابعته "أيلاف": "المرحلة الأولى من الاتفاقية التي وقعها العراق مع هيئة الربط الخليجية تنص على تزويد محافظة البصرة بـ 500 ميغاواط من خلال خطي نقل الطاقة وهما محطة الفاو القديم والفاو الجديد فضلًا عن إنشاء محطة الفاو التحويلية بطاقة 400 كيلوفولت".

أشار إلى أن الاتفاقية نصت على جملة من الالتزامات تقع على عاتق الجانب العراقي وأخرى على الجانب الخليجي، مؤكدًا أن العراق أكمل 80 في المئة من هذه الالتزامات، ورادًا تأخر الجزء المتعلق بالجانب الخليجي إلى الحوادث التي شهدها العالم كجائحة كورونا وتداعيات الوضع الاقتصادي نتيجة هبوط اسعار النفط.

استدرك: "لكن على الرغم من ذلك، فإن الوزارة كانت لها اجتماعات دورية وتم الاتفاق فيها على معاودة تلك الأعمال من خلال جملة الالتزامات الواقعة على الربط الخليجي"، لافتًا إلى أنه "في حال أعاد الجانب الخليجي العمل بتنفيذ المرحلة الثانية من هذه الاتفاقية، فإن الخط سيدخل إلى العمل خلال سنة".

أنباء غير صحيحة

نوه العبادي بأن "هذه الاتفاقية تؤمن مرونة وجهوزية كبيرة للطاقة الكهربائية باعتبار أنه سيصبح لدى العراق مصدر تغذية آخر منها في حال تعرضت منظومته للإطفاء".

وأكد أن "ملف الربط الكهربائي سيعزز من وضع المنظومة بشكل كامل ووضع البصرة بشكل رئيسي وسيتكفل بمعالجة انخفاض الفولتيات".

وعن نية وزارة الكهرباء العراقية إطفاء التيار الكهربائي في عموم العراق لربط الأنبوب الغازي للمنظومة المتطورة، أوضح المتحدث باسمها أن "هذه الأنباء غير صحيحة"، مبينًا أن "وزارة الكهرباء حولت العمل ببعض المحطات التي تعمل بالكازولين والنفط الأبيض إلى الغاز، وجاري العمل على تحويل المحطات الأخرى للعمل على منظومة الغاز، لكون تكاليف الوقود مرتفعة".

دعم أميركي

يُشار إلى أن الولايات المتحدة تعهدت في 17 من الشهر الحالي بدعم مشروع هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي مع العراق وتسهيل تنفيذه.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن حكومات العراق ومجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة ملتزمة بتنفيذ مشروع ربط شبكات الكهرباء في العراق ومجلس التعاون الخليجي.

أضافت أن واشنطن ملتزمة تسهيل هذا المشروع وتقديم الدعم عند الحاجة مشيرة إلى أن هذا المشروع سيوفر الكهرباء للشعب العراقي الذي هو بأمس الحاجة اليه ويدعم التنمية الاقتصادية للعراق وخاصة في المحافظات الجنوبية.

وأنشئت هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي ومقرها في الدمام بالمملكة العربية السعودية في 31 ديسمبر 2001 بهدف ربط أنظمة الطاقة في دول المجلس.

حل أزمة الكهرباء

كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد اكد في الأسبوع الماضي عزم حكومته على حل أزمة الكهرباء التي يعاني منها العراقيون منذ عقود مع عجز الحكومات المتعاقبة.

يحتاج العراق إلى أكثر من 23 ألف ميغاواط/ساعة من الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات السكان والمؤسسات من دون انقطاع، بينما يبلغ إنتاج العراق من الطاقة الكهربائية وفقًا لوزارة الكهرباء 13500 ميغاواط ويخطط لإضافة 3500 ميغاوات خلال العام الحالي بإدخال وحدات توليد جديدة إلى الخدمة.

أوضح العبادي مؤخرًا أن مجموع الأموال التي خصصت لوزارة الكهرباء منذ عام 2003 بلغت 62 مليار دولار.