إيلاف من الرباط: قال نبيل بنبعد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكي المغربي المعارض(الشيوعي سابقا)،إن المذكرة التي أنجزتها أحزاب المعارضة الثلاثة : التقدم والاشتراكية ،والاستقلال ،والأصالة والمعاصرة في الآونة الاخيرة ، تشكل مكسبا وقيمة مضافة للمشهد السياسي في البلاد ، مشيرا الى انه كان من الممكن الاجتهاد فيها باتفاق مختلف الأحزاب على مذكرة مشتركة، باعتبار ان الامر يتجاوز الغالبية والمعارضة، إذا كان الهدف منه إعادة الثقة للمشهد السياسي وخلق مصالحة بين المواطنين الشباب والسياسيين.
وانتقد بنعبد الله ، الذي كان يتحدث مساء اليوم الجمعة في لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني بسلا المجاورة للرباط، حول موضوع"الأسئلة الكبرى" ، هجوم المواطنين على الأحزاب وتحميلها مسؤولية جميع المشاكل والقضايا المطروحة، واعتبارها كلها هيئات سياسية فاشلة.
في سياق ذلك ، قال بنعبد الله :"نحن ناضلنا ودفعنا ثمن هذا النضال، وأدينا الثمن بمواقف رسمية، وأتمنى أن ندخل لفضاء أسلم مستقبلا، وهو ما يتطلب وقتا ".
وزاد قائلا"صحيح أن هناك أحزاب قبلت انتظار الإشارات عوض اختيار مواقفهم بأنفسهم، وهو ما حصل في انتخابات2016، بتسجيل ممارسات قبلية لفوز حزب معين، وهو ما يطرح السؤال التالي: كيف يمكن لأحد أن يصدق المشهد السياسي بعد هذا الأمر؟".
وذكر بنعبد الله ان المشهد السياسي يبدو وكأنه دمر، وبالتالي فانه يتطلب إعادة بنائه على أسس الشفافية في تدبير الشأن العام والسياسي واحترام التعددية وحرية القرار الحزبي لإعادة الثقة والمصالحة مع المواطنين، خاصة بوجود تحالف هجين للأحزاب الأربعة الممثلة للغالبية الحكومية الحالية.
وبشأن فوز حزب العدالة والتنمية( مرجعية إسلامية ) في انتخابات 2021 ،قال بنعبد الله انه إذا فاز "العدالة والتنمية" باقتراع شفاف" فلا مسؤولية لنا في فوزه، لكن احتمال فوزه بصيغته الحالية سيكون بحكم ضعف ما تبقى من الأحزاب ، وبحكم الطابع غير المقبول للساحة السياسية وليس ناتجا عن حكمته وقوته.
بيد أن بنبعد الله أشار الى انه إذا كانت هناك رغبة في إبعاد "العدالة والتنمية"، فان الأمر لا يمكن أن يتم بالإكراه بل بالتنافس الشريف. وقال إن حدوث أي تدخلات من شأنها إضعاف أحزاب أخرى وتقوية هذا الحزب.
وادلى بنعبد الله برأيه في بعض الأحزاب السياسية ، وأشاد بتاريخ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، الذي يرى فيه الزعماء والقادة التاريخيين الكبار ، الامر الذي يفرض احترامه كهيئة سياسية لها جذور وتاريخ، رغم ما يطرحه حاضره من تساؤلات.
وبشأن العلاقة مع حزب الاستقلال ، قال بن عبد الله ان لدى حزبه تنسيق معه يمتد لثلاثين سنة.
وبخصوص حزب الأصالة والمعاصرة،قال بنعبدالله ان أمينه العام الحالي عبد اللطيف وهبي قام بثورة داخلية حقيقية تروم القطع مع التدخل في شؤون الأحزاب الأخرى.
واضاف بنعبد الله ان وهبي "يسعى حاليا لتدبير الحزب وتوحيده، وهو ما عبر عنه سابقا حينما انتقد تلك الفترة ، وقدم اعتذرا للأحزاب التي تم التعامل معها بشكل تعسفي، وهو ما شجعنا للتعامل معه و فتح لنا الباب للقيام بذلك بشكل جيد وطبيعي".
.